هذا مقال جديد يعبر عن احد مظاهر الازمة المزمنة "البنيوية" للاردن، يعني منذ بدايات تأسيسة، وكادت تودي بحكم "الامير عبداللة" في بداياته، هذا الاخير لم يكن ينظر إلى الاردن كدار مقام، وكان يقيم علاقات مع حزب الاستقلال في سوريا وغيرها من اجل مملكة عربية تضم المشرق العربي، مسببا بعض الارباك للعلاقات بين بريطانيا و فرنسا - دولة الانتداب في سوريا - ، مما اضطر البريطانيين إلى ضبط الامير عبدالله آنذاك إذ صاروا قاب قوسين او ادنى من رفع الحماية ومسك الاتاوة عنه، المهم هذا الحديث وغيره موجود بتفصيل ادق في كتب التاريخ الحديث عن الاردن - وقد اعود لذلك لاحقا بتفصيل وتدقيق اكثر - على اية حال استمرت هذه العقدة، وكانت "قوى الغرب" الاقدر على استخدامها والانتفاع بها باسلوب "التعويض" من خلال وهم الدور الكبير للبلد الصغير، او كما وصفه كمال الصليبي على نحو انجيلي في كتابه عن تاريخ الاردن الحديث: "الحجر المرذول صار رأسا للزاوية!" وهكذا وفي معظم الحالات كان تضخم هذا الدور يأتي في سياقات استعمارية وسياق اشتداد الهجوم على المنطقة، كما هو الحال الآن، ولنا عودة إلى موضوع المساعدات الخارجية الآخر لاحقا... إلى المقال:
يبدو أن حكاية الدور الأردني ستعود موضوعا للتداول، فقد سادت في وقت ما مقولة أن من يفقد دوره يفقد مبرر وجوده، وان الدور الاردني الفعال يترجم نفسه بشكل مكاسب للاردن، اهمها المساعدات الخارجية التي ما كانت لتأتي لو لم يكن الاردن يلعب دورا مؤثرا ومقبولا للجهات المانحة.
صحيح ان من لا دور له لا يستحق الوجود والاستمرار، ولكن الخلاف ينصب على طبيعة هذا الدور ومحتواه، فقد كان في عهد المملكة الرابعة دورا خارجيا، عربيا واقليميا، وعلى الأخص فيما يتعلق بالعملية السلمية والقضايا العربية الساخنة، حتى أصبح عقد مؤتمر دولي الشغل الشاغل للدبلوماسية الاردنية على أعلى المستويات ولعدة سنوات.
لكن هذا الدور اصبح داخليا في عهد المملكة الخامسة فالتركيز تحول من محاولة التأثير في مجرى احداث المنطقة، الى احداث التغيير المطلوب في داخل الاردن. وهنا برز حديث الاصلاح والديمقراطية وحقوق الانسان واقتصاد المعرفة ومكافحة الفقر والبطالة ورفع مستوى المعيشة والتطوير الاداري وما الى ذلك من قضايا حيوية ذات صلة بحياة الشعب الاردني.
لم تنخفض المساعدات الخارجية خلال هذه الحقبة التي اعطيت الاولوية فيها للداخل وليس للخارج بل زادت، ولم نعد نتحدث عن دور اردني اكبر من حجمه ومما تسمح به موارده البشرية والمادية، ولم نعد نصف هذا الدور بالمركزي والمحوري وكأن العالم يدور في فلك الاردن، ولم يعد هاني البدري يستقبل في المطار كل مسؤول أجنبي يزور الاردن ليضع الميكروفون امام فمه ويسأله عن رأيه في الدور الاردني.
بعد خمس سنوات خففنا خلالها من المهمات الخارجية، وانجزنا شيئا من المهمات الداخلية، وهناك اتجاهات جديدة نحو العودة الى الماضي ومحاولة لعب دور عربي ودولي اكبر من إمكانيات الاردن الذاتية. المهمات الداخلية لم يتم انجازها بعد، والملفات التي فتحها جلالة الملك لم
تغلق، والقضايا الداخلية التي تواجه الاردن ما زالت قائمة، والانشغال بقضايا خارجية قبل الفراغ من القضايا الداخلية سيكون ـ اذا حدث ـ نكسة لا تخدم مصالح الاردن الحقيقية، فالاردن لا يستطيع، ولا يرغب ان يكون وكيلا لأحد..
هناك ٤ تعليقات:
شو هالحكي؟
Hello, yes this post is really fastidious and I have learned lot of things from it on the
topic of blogging. thanks.
Check out my web page - Hainan Airlines
Hi! I could have sworn I've been to this web site before but after looking at a few of the posts I realized it's nеw tо me.
Аnyways, I'm certainly delighted I found it and I'll bе book-mаrking іt and checking bacκ frequentlу!
Feеl free tο surf to my weblog Paleo Recipes Hazelnut Flour
My weblog - quick paleo diet recipes
Thanks , I've just been searching for info approximately this topic for a while and yours is the greatest I have found out so far. But, what in regards to the conclusion? Are you positive in regards to the source?
Take a look at my webpage : bacalao
إرسال تعليق