2005/03/24
أثينا ترفض <<تعريب>> بطريركية القدس الأرثوذكسية
دافعت الحكومة اليونانية امس عما اسمته <<الخصائص التاريخية>> لبطريركية الروم الارثوذكس في القدس المحتلة، رافضة مطالبة الفلسطينيين <<بتعريبها>>، في وقت حمل المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس الارشمندريت عطا الله حنا بطريرك الروم الارثوذكس ايرينيوس الأول المسؤولية عن التهديدات بالقتل التي تلقاها أمس الاول، مجددا المطالبة بمحاسبته عن صفقة بيع مبان تملكها البطريركية في القدس الشرقية المحتلة لمستوطنين يهود.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ايفانغيلوس انتوناوروس <<ان لبطريركية القدس تاريخا طويلا عبر القرون وخصائص محددة، وإني واثق من ان معظم الذين يتبعون هذه البطريركية والذين يعرفونها عن قرب، لا يريدون التخلي عن هذا التاريخ والخصائص>>.
وأكد انتوناروس اهتمام اليونان بمشاكل البطريركية، وذكر بأن الحكومة اليونانية ارسلت بعثة من الخبراء للتحقيق في الصفقة. وقال <<عندما تظهر نتائج التحقيق، سنتمكن من التحرك للحفاظ على الخصائص التاريخية للبطريركية>>.
وأوضح مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية اليونانية السفير الكسندروس فالنداس، خلال استقباله سفير فلسطين لدى اثينا مروان عبد الحميد، أنه في حال تبين صحة المعلومات عن صفقة البيع، فإن الحكومة اليونانية تعتبر الصفقة غير شرعية ومدانة لأنها ستكون قد تمت من دون موافقة السينودوس المقدس لبطريركية القدس، وأعرب عن استعداد الحكومة اليونانية للتعاون.
من جهته، حذر عبد الحميد من مغبة محاولات الحكومة الإسرائيلية استغلال الأزمة الحالية لزرع إسفين في العلاقات الفلسطينية اليونانية.
وشدد عبد الحميد على أن السلطة الفلسطينية لا تطالب بتعريب بطريركية القدس، برغم مطالبة المجلس التشريعي الفلسطيني وأصوات عديدة داخل الطائفة الأرثوذكسية الفلسطينية بذلك.
من جهته، أكد عطا الله حنا أنه لا يأبه ابدا بالتهديدات التي تلقاها أمس الاول من قبل مجهولين، موضحاً ان هذه التهديدات لن تجعله يتراجع عن موقفه بإقالة البطريرك ايرينيوس الأول.
وتلقى حنا أمس الاول تهديدات بتصفيته جسدياً، ما لم يتوقف عن حملته المناهضة للصفقة. ورشحت معلومات عن وصول أشخاص من خارج فلسطين إلى القدس المحتلة لمراقبة حنا وتهديده بالتصفية، الا ان الاخير رفض تقديم شكوى بهذا الخصوص إلى شرطة القدس.
وحمل حنا البطريرك ايرينيوس الاول مسؤولية هذه التهديدات، موضحا انه سمع <<بعض الأصوات المقربة منه تتهمني شخصيا بأنني وراء هذه الحملة ضد صفقة بيع ممتلكات الكنيسة>>. وشدد حنا على <<ضرورة محاسبة البطريرك، موضحا انه ليس ضد الشعب اليوناني او اليونانيين، ولكن الأشخاص الذين يتصرفون بممتلكات الكنيسة من دون وجه حق ولن يتعاطفوا مع قضيتنا>>.
في اطار آخر، حذر نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز، لدى استقباله نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد والش ونائب مستشار الامن القومي الاميركي اليوت ابرامز امس، من ان اي تأجيل في تنفيذ خطة الانسحاب من غزة <<سيكون كارثة>>. اضاف في بيان <<ان تأجيل الانسحاب ستة اشهر يعني بقاءنا في غزة في المستقبل المنظور>>.
من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان <<وتيرة التقدم لدى الفلسطينيين في كل ما يتعلق بالتزاماتهم (الأمنية) بطيء جدا، الى حد ان هذه الالتزامات لا تحترم في بعض الاحيان على الاطلاق>>. اضاف <<سيكون من الصعب جدا بالنسبة الينا نقل المسؤوليات (الى الفلسطينيين) في مدن اخرى>> في الضفة الغربية. وتابع <<ننتظر ان يتم احترام كل التعهدات المرتبطة بنقل السيطرة على المدن، الواحدة تلو الاخرى>>.
الى ذلك، اعلن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) ان الاخير اطلع امس المنسق الامني الاميركي الجنرال وليام وارد على <<الاستعدادات والتحضيرات>> الفلسطينية لفترة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة.
ونقل مكتب قريع عن وارد قوله انه <<عار على الولايات المتحدة والقادة الاسرائيليين والفلسطينيين اذا لم ننجح في مهمة فرض الامن وتحقيق مستقبل افضل للأجيال المقبلة>>.
ومنعت اسرائيل امس دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة الى اراضيها، اثناء عطلة عيد البوريم اليهودي، الذي يستمر خمسة أيام حتى مساء الاحد المقبل.
(<<السفير>>، ا ف ب، اب، رويترز، عرب 48)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق