اخر عدد | الحوار المتمدن

١٨ أيلول ٢٠٠٨

ندوة سجالية حول طبيعة الازمة الاقتصادية الراهنة

ندوة سجالية حول انهيار السياسة النيوليبرالية وطبيعة الازمة الاقتصادية القادمة. عقدت هذه الندوة في مركز برخت - المدرسة الماركسية في نيويورك في 11 كانون الاول عام 2007. ادار الندوة البروفيسور فيفك تشيبر من قسم علم الاجتماع من جامعة نيويورك. وتحدث فيها البروفيسور في الاقتصاد سام جندن، البروفيسور روبرت برنر من جامعة كاليفورنيا:





ملاحظة:

فتش في google عن كل اجزاء هذه الندوة.

من دروس ابو نيرودا..الشهيد رأفت العزّام

"I love you without knowing how, or when, or from where,
I love you simply, without problems or pride:
I love you in this way because I don't know any other way of loving

but this, in which there is no I or you,
so intimate that your hand upon my chest is my hand,

so intimate that when I fall asleep it is your eyes that close."

From Bablo Neruda

رأفت، هذا ما تبقى من الكلمات، عندما عبرت هذه القصيدة، تذكرت كم كنت تهيم ببابلو نيرودا وتحفظ اشعاره المترجمة. تذكرتك واخذني الحب وعبوري هذه القصيدة بين امور عدة الى مكنونات ضحكتك المتبصرة. واندفعت ادور هذه القصيدة بذهني، اي فقراتها كانت ستستوقفك؟ هل كنت ستهتم بها لو قرأتها؟ هل ستدهشك صور الحميميّة التي فيها.. فتقول: "مدهش!" وترفع نخب العرق. الاخطل الصغير قال في الحميمية ما هو اهم في نظري، وغناه فريد الاطرش..اسئلة كانت تتذاهب في راسي ..واستدرت انظر لكأس العرق فضاءا نحتته يداك.

جالت في ذهني مذكرات بابلو نيرودا: "اعترف انني قد عشت" هذا الماجن والثائر والشاعر..كيف له ان يتكلم عن الحب. كيف له ان يجاهر بكل هذا الصدق في الحب. القراءة الاولى يا رأفت لم تكشف لي الكثير، في الجولة الثانية انتبهت لهذه العبارة التي حاول ان يموه بها اثر خطاه، اوكأنه يعتذر مطأطئا: "احبك ببساطة، بدون مشاكل اوخيلاء" هل انتبهت معي..هل اسمع ضحكتك الآن مدوية، وتحفر هذه القصيدة مكانها في ذاكرتك للابد..
"الادعاء" في الحب، فائض الثقة في النفس في البدء عند طرف مع تدفق عطاء الحبيب على الجانب الآخر قد يودر العلاقة. قد يهوي بما هو جوهري فيها ويحولها لعلبة كبريت...

"الحب يجعل من الذئب نادل مقهى" هكذا لاحظ محمود درويش. لعل هذا شرط من شروطه اولعله علامه على امتناعه، لكنه حلو واكثر عمقا من "الادعاء" اوالخيلاء.. بابلو الخبيث هذا يتقن حد التشكيل ما لم نعبره بعد.

صحي الحبيب من النوم..؟

١٧ أيلول ٢٠٠٨

انهيار السياسة الاقتصادية النيوليبرالية..وين النشامى

تخيلوا لو ان الاردن يقوم بتأميم البنك العربي وبنك الاسكان والبنك الاهلي، اوبتأميم شركة البوتاس وشركة الفوسفات او شركات التأمين.. شو كان بيعمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟ شو كان بيحكي السفير الامريكي اومجلس الامن،  وين كان بدنا نودي وجهنا من هالناس؟ وين؟!

بالامس اممت الحكومة الامريكية مؤسستي "فاني ميه" و"فريدي ماك" للاقراض. وقبلها تدخلت بضمان اموالها لتمرير بيع بنك "بيرستيرن " لبنك ج-ب-مورغان. اليوم اممت الحكومة الامريكية اكبر شركة تأمين في العالم: شركة آ اي ج.  بالطبع الحكومة الامريكية وفرت نحو  80 مليار لضمان معاملات الشركة وحقوق مساهميها الرأسماليين - يعني ليس تأميما اشتراكيا يعاقب اصحاب رأس المال ويحملهم وزر فشلهم - 

يبقى ان الحكومة الامريكية تحت ادارة بوش والذي جاء على برنامج محافظ يكره بل يتقزز من اي تضخيم لدور الدولة في الاقتصاد بل وحاول لا يزال ان يفرط برنامج الضمان الاجتماعي الامريكي لصالح تسليمة للسوق. هذه الحكومة نفسها تتقدم لانقاذ رأسمالييها من اموال دافعي الضرائب الامريكان ومستقبل برامجها الاجتماعية والانسانية لانقاذ السوق نفسه، الذي كان يطرح وكأنه العلاج السحري  لكل مشاكل البشر ونقلهم للجنة المأمولة، هكذا كان يصرخ جيفري ساكس في بداية التسعينات عندما شعار "العلاج بالصدمة" على دول "المعسكر الاشتراكي " المنهارة وقتها من اجل تجريعها "الترياق " الرأسمالي.

اما حكوماتنا في المنطقة "تتخوزق مختارة.. لا اكراه ولا بطيخ".  

١٢ أيلول ٢٠٠٨

شكرا لموسى العزب

ضحالة برنامج حركة اليسار الاجتماعي "الأردنيّة"

جردة حساب للامبريالية الامريكية

حوار هام مع البروفيسور جلبرت اشقر حول جردة الحساب الحالية للامبريالية الامريكية وقبيل الانتخابات القادمة. برطيل للي بترجمنا اياها :)

"Obama, then, is surrounded by people who shaped the perspective of the two Clinton administrations regarding imperial policy. These personnel, drawing lessons from the failure of the Bush administration, today have a tendency to “talk left.” Reading Brzezinski’s latest writings is quite revealing here: it’s Saint Paul’s conversion on the road to Damascus! The role of someone like Joseph Stiglitz, Obama’s economic adviser, is along the same lines. We find here a taking into consideration of the swing of the bourgeois ideological pendulum necessary after Bush".

٩ أيلول ٢٠٠٨

يا غافل الك ..

بتكون انته ساهي لاهي، اومشغول ماسك مسطرين وبتلايس بتالي الجبلة، اوورا كيبورد الكمبيوتر وعندك موعد تسليم نهائي.. لكن فيه مواطن ما بعـزّك وزمان ما شافك، وخاطرة على باله نهفة من نهفاتك وبقوم بدون ما يدورها بمخه ومن غير ما يعطي الموضوع فرصة وبرنلك. وانته مش بس زمان الك مش شايفه: انته ببلد وهوه بلد.

للوهلة الاولي، وبس يرن التلفون وتشوف الرقم بتنفظ اديك وبتتناوش هالتلفون بطيبة خاطر.. بس هالشخص عبين ما تحمس واتصل بيك وبلشت تحكي معه، بصير ترجعله الليالي .. وشو كانت حلوة الليالي.. وببين اكثر اله ليش هوه مبعوص منك اصلا وما كان بيتصل فيك في الاساس، وبكون هيك بلشت الفكرة تلعب براسه.

بس ما صار متصل ولسا الاعراض ما حلها تبين لا عليك ولا عليه، وبخبرك نهفته اللي يعني مش مصدق على الله وواحد يشاركه في هالتكة. بس يعني مش منتبه انه انته ممكن تكون مش بهالوارد، يعني بطابق ثاني .. اوعند هاشم مثلا. ..والوقت والجغرافيا والرمان المفروط بيناتنا بيخلق كمان مسافة واحداثيات. قليل الاحداثيات قديش اخذت من الواحد تا دخلت براسه بالاعدادي..يعني صعب تكون معه اومعها على نفس الموجة.. وهيك ببلش عداد خيبات الامل يكر براسه .. وبيكبس على موال ثاني والعن: قال شو عم بتقرأ كتاب وكثير حلو، ومش مصدقة، ويعني ويا لطيف شي ما جرى ولاصار. وكوني بحب القراءة وفضولي حبيت اعرف شو هالكتاب اللي بتقراه -
- كتاب لمي غصوب
- مين مي غصوب، ما بعرفها، مار علي الاسم بس مش متأكد

شرحتلي عنها وبلشت اتذكر ، وإقرب وابعد .. عرفت مين هيه، تذكرت انه توفى جوزيف سماحة بلندن عندما كان بزيارة مواساة بوفاتها للاستاذ حازم صاغية - زوجها. قرأت وقتها مقال صحفي بالضرورة مختصر عن تجربتها وحياتها.. الصحيح كله ضبابي في راسي بس يعني هذا كل اللي بـ"عرفه عن هالكاتبة.

انا ايدتها انه فعلا من وصفها ممكن يكون كتاب غني. يعني بفهم انه ميّ غصوب ممكن يكون عندها تجربة متفردة وغنية في جوانب متعددة .. لكن الله وكيلكوا ما بعرف عنها غير هالسطرين. وبتمنى اعرف اكثر بس انا على التلفون هلا: لنشوف وين راحت المكالمة، لآنه صاحبتنا نطت تقارنها بكاتبة امريكية اسمها ايليزابيت جيلبرت، اللي ذكرتها ونصحت بكتابها اوبرا ونفري في برنامجها المذكور.

وانا وللآمانة نفسي بتلعي من برنامج اوبرا ونفري، وما بحب انه تكون قائمة قراءاتي مستقاة من برنامجها. الله لا يعوزني على هيك شي.. اللي بده يقرا يقرأ بس ان هيك رأيي وهالبرنامج هذا مش اختصاصي بالمرة. يعني مرة وصت بكتاب ودبك المواطلين الامريكيين دبك فيه..باع ملايين، بعدين طلع الكاتب كذاب. اعتذرت اوبرا، بس انا شو يعني اعتذرت ..يا ريت تعتذر عن الكتب اللي وصت فيها وما فيها كذب..اصلا ما فيها شي
.

حاصله، صديقتي فسرت لي كتاب السيدة جلبرت.. شي من جنس "الانهماك في الذات" لقصص "النيو-إيج" وشي للناس اللي ما فيه شي يعملوه بحياتهم، ولا عارفين الله وين حاطهم، هاي كلها امور بتعنيني مرات بس مش بالضرورة على الطريقة الاحتفالية والتأملية الساذجة. هاي مشكلة اوبرا واتباعها في اكتشافاتهم المستمرة والمستنزفة لذواتهم بذواتهم قشرة بعد قشرة، طيب:

- مين اليزابيت جلبرت؟
- شرحت الكتاب - كتابها اسمه على ما يبدو " كل وصلي وحب" -

انه قصة انسانة تطلقت من زوجها، ورايحة على الهند وما بعرف بعد مشوار طويل عريض استغرقها سنة رجعت على بلدها بعد ان تعرفت على نفسها.. يعني على منوال كتاب باولو كولهو، الكيميائي. ولآني لا انظر لكتاب باولو بالعين الجليلة .. ندت مني عبارة عدم اكتراث بكتاب الزابيث - انا ما قريت الكتاب طبعا، بس هاي ردت فعلي بعد ما وصفتلي اياه - يعني مش معني في موضوع الكتاب. وقلت بتلقائية، مالواحد اكيد مرات بكون تلقائي على التلفون . وقلت انه ممكن جدا انه يكون كتاب ميّ غصيب اغنى واصدق من كتاب الزابيث.

ويا غافل الك الله.. كيف اقول هيك. واتهمتنى مباشرة بانني بطلع عقدي.. وما بعرف شو..

- طيب ليش بتصادريلي رايي، ضروري يهمنى نفس الموضوع اللي هامك وبنفس الوقت..

انا ما بعجبني هاللون من الكتب وما بدي اعرف "ذاتي،" خلصتها هالمرحلة زمان واعرفت انه ما الها داعي، ما بتغير شي، بعدين ما حدا عارف اصلا.. يعني زي الابراج مثلا، انا بقرا البرج اللي بيطلع بوجهي ودايما بينطبق على. لكن اللي حاب يتعرف على ذاته حرّ هوه، واللي بدوه ينهوس بحالة وبنفسيته واالذي منه برضه براحته، بس بلاش يعتبر هيك ومن الباب للطاقة انني بشاطره هيك اهتمام اونهم، بلاش، وابعد عني هذا الكأس،

وخذلك، وخلص وصار بدها تنهي المكالمة.. ما بعرف نرفزت الاخت، ممكن يعني مني اومن شي طرق براسها وهي بترتب في الطناجر في المطبخ - برضه مني ،- وهيك فصلت و"يالله ..بس حبيت .." وضاغطة كثير على تا تنهي المكالمة باسرع وقت وبلطف

طيب ليش صعب انه تكون مئ غصوب عندها تجربة اغني من اليزابيث. شو هالمشكلة، يعني ليش مش ممكن؟ شكله المشكلة عند صديقتي لا هي بمي غصوب، ولافارقة مع اجرها اصلا اليزابيث جلبيرت .. هي بس بدها تنزعلي مساي مجانا، وعلى حساب القراء. والا كان بعثتلي ايميل بموضوع المكالمة قبلها بوقت حتى احضر حالي، اعمل شي بحث ، على الاقله اضبضب عقدي عنها لا ننفضح .. وبلكي ما بدي احكي بهيك موضوع

لسا عندي شوية حكي عالموضوع بس لازم اروح قبل ما تنشف الجبلة








٧ أيلول ٢٠٠٨

يعني ومش راحمين العمال

وخطوة الاتحاد المركزي اولا تمت باسلوب تعسفي تماما. والهدف من هذا الاجراء هو مصادرة قدرة العمال والعاملات في مواقع عملهم المختلفة على اخذ المبادرة والتحرك والمواجهة المباشرة لما يقع عليهم من ظلم، لصالح تضخيم سلطة الجالسين خلف المكاتب في الاتحاد العام في عمان - الشميساني، الذين قلما يزورون مواقع العمل ولا يعانون ما يعانيه العمال والعاملات في مواقع عملهم المختلفة. إن ضرب الحركة النقابية العمالية وافراغها من محتواها وزخمها الديمقراطي النامي وشل مبادرتها يساهم في تمرير ما تبقى من سياسة التصفية (التخاصية) النيوليبرالية للبلاد. ان تضخيم دور قيادة الاتحاد المكتبية البيروقراطية وسلطتها على العمال هو حلقة اساس في هدم الحركة العمالية النامية وشرذمتها. انه قرار ومنهج يجب دحره.

جريدة الغد تتابع منذ عدة ايام اعتداء قيادة الاتحاد العام لنقابات العمال على حقوق العمال ومكاسبهم الديمقراطية. حيث قررت هذه قيادة الاتحاد العام وعلى نحو غير ديمقراطي بل وتعسفي حل كافة الفروع النقابية للنقابات العمالية في المواقع. وتحويلها الى لجان نقابية بدون اي سلطات تذكر بالرغم من تنديد العمال وممثليهم وعدم موافقة الاغلبية الساحقة منهم على هذا القرار. بل قامت قيادة الاتحاد العام وبالتعاون مع مدراء الشركات بالالتفاف على العمال وفروعهم المنتخبة ديمقراطيا في معرض تنفيذها للقرار المشؤوم ذاته. شو سبب هالقرار؟ ولوين عم بيخذوا عمال وعاملات بلادنا؟ والحكومة من بعيد ممثلة بوزارة العمل بتقول ما دخلني! طبعا ليش هيه مضطرة تتدخل، ما قيادة الاتحاد قايمة بالواجب وزيادة.

مع تصاعد نضالات الحركة العمالية في الاردن والتي بالكاد يسمع لها احد اويعبرها احد. كأن العمال اجسام غير مرئية في مجتمعنا، مواطنين يمكن دائما تجاهلهم بل واعتبارهم نكرات، ان تدكم بواحدهم وتتعدي عنه بدون ادنى التفاته اواعتذار. . وقد حذرت منذ فترة ان معركة السلطة والبرجوازية القادمة ضد العمال في الاردن هي بالاساس معركة القضاء على المحتوى الديمقراطي والمستقل لحراكهم. وصولا لفرض بقرطة ومركزة هذه النقابات وبشكل اساس من خلال التعاون مع قيادة الاتحاد العام المهترئة والانتهازية ذاتها. لم تستطع الدولة القضاء على حق الاضراب في قانون العمل وإن حاولت محاصرته وافراغه، فهي من جهة طرف موقع على اتفاقيات ومعاهدات دولية بشأن حقوق العمال. كما ان اتفاقية التجارة الحرّة بينها وبين امريكا تمنعها من اي اعتداء سافر على حقوق العمل بهدف تهيئة بيئة عمل منافسة لتلك التي في امريكا. هذا المكسب للعمال في الاردن تم ادراجه في الاتفاقية نتيجة اصرار النقابات العمالية في امريكا في اواخر ايام حكم كلنتون بعد ان خوزقهم هذا الاخير كثيرا من خلال تمريره اتفاقيات النافتا والتي كان قد رفضها الكونجرس قبل فترة ترؤسه.

وهكذا فالحل بالنسبة للبرجوازية المحلية وللحكومة هي في تحويل الجسم العمالي لجسم غير فاعل. فالحكومة تخاف ان تخرج النضالات العمالية على اتساعها وتواترها عن سيطرتها وتتحول الى جسم اجتماعي سياسي مستقل. يعني ان لا تقتصر على نضالات مطلبية خاصة في مواقع العمل من مصانع ومؤسسات هنا وهناك، الى ادراك العمال انه بدون تطوير نضالاتهم المطلبية الى نضالات سياسية ديمقراطية على مستوى البلد فإن ما ينتزعوه من اصحاب المصانع من علاوات وامتيازات يتم تمزيطهم اياه في الشارع، في السكن والملبس والغلاء المستطير في البلد عموما.

قيادة الاتحاد العام المتمترسة خلف مكاتبها المكيفة في عمان، والتي تتبادل المنافع في علاقاتها مع الرأسمال المحلي ومع مياومات وسفريات الندوات والمؤتمرات العمالية الاقليمية والدولية. يزعجها ويحرجها نضال القيادات العمالية الشابة في الفروع وتصديهم لاعتداءات وتماديات المستثمرين وارباب العمل على اشكالهم. بدها كل شي يكون تحت سيطرتها وبالايقاع الذي يناسب بلادتها واجازاتها ومياوماتها والتزاماتها الخاصة .. وهي غير مضطرة لا سياسيا ولا ما يحزنون لتطوير نضالات العمال المطلبية اوالتعاطي معها على مستوى البلاد عموما. اكثر من مليوني عامل في الاردن مغيبين عن اي تعبير سياسي اواجتماعي عن هويتهم ومصالحهم الطبقية الخاصة والتي هي في صلب مصالح الوطن.


وخطوة الاتحاد المركزي اولا تمت باسلوب
تعسفي تماما. والهدف من هذا الاجراء هو مصادرة قدرة العمال والعاملات في مواقع عملهم على المبادرة والتحرك ومواجهة ما يقع عليهم مباشرة، لصالح تضخيم سلطة الجالسين خلف المكاتب في الاتحاد العام في عمان - الشميساني، الذين قلما يزورون مواقع العمل ولا يعانون ما يعانيه العمال والعاملات في مواقع عملهم المختلفة . مكاتب هي ابعد ما تكون عن معاناة الآف العمال في مواقع عملهم في مختلف مناطق المملكة. ان هذا الاجراء هو لبنة اساس في ضرب ديمقراطية ومبادرة الحركة العمالية في الاردن في وجه التصفية النيوليبرالية للبلاد. وهو يهدف الي فرض بناء بيروقراطي تعسفي على الحركة العمالية يقتل مبادرتها وحراكها ويحولها الى شرذمة افراد يستجدوا اعطيات ارباب العمل وليس لهم اي تأثير اجتماعي سياسي على البرجوازية المحلية اوعلى القرار السياسي والاقتصادي في البلاد. انه قرار هدفه ضرب قوة اجتماعية اساسية ورصيد هام للشعب في صراعه الديمقراطي والسياسي ضد النهب والطغيان في البلاد.

انني ادعو كافة مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية والنقابات المهنية وجمعيات حقوق الانسان لمناصرة العمال في الاردن لوقف هذا الاعتداء الجائر والخطير.

٣ أيلول ٢٠٠٨

في عزوف الاستاذ باتر وردم عن الكتابة..وملاحظات اخرى

  • قرار باتر وردم العزوف عن النشر هو قرار قاس وانا شخصيا اتمنى ان يكون طارئ. ونحن بالضرورة نختلف في المنظور و في مرجعيات التحليل. وانا لست هنا بصدد تقييم كتابات الاستاذ باتر. ما راعني اكثر من اي شئ آخر هو قرار باتر " الطوعي" بالامتناع عن النشر. لماذا؟ كيف انتهى لمثل هذا القرار؟ هل هو قرار احتجاجي؟ وضد من؟ ما هي شروط العودة عنه؟ هل نضب، اوكما يقال بوكسة عدم القدرة على الكتابة؟ لا اعتقد ذلك؟ بصرف النظر عن المسببات الشخصية وما شابه يبقى انه في مجتمع ما ان يعلن كاتب قراره بالامتناع عن الكتابة هي لحظة تستدعي التوقف عندها.
لقد ذكر باتر مبررات عدة لقراره، وانا قرأت بعضها، لكنه كان يوردها بمرارة. ويبدو انه اتخذ قراره على مراحل إن لم يكن بتردد. انه امر معيب لمجتمع ما ان نصل لمثل هذا القرار في رأيي. معيب ليس بالضرورة على باتر بل على الوسط الذي يكتب فيه ويقرأ فيه لباتر وامثاله. ليس لانني اتفق مع بعضهم، فقد ذكرت اننا اختلفنا ونختلف مرارا لكنني لم اكن لاتمنى ان اسمع مثل هذا القرار، حتى من سلطان الحطاب مثلا. اوفهد الفانك حتى لما بيكتب عن الاقتصاد.. وجد.


دلالات مثل هذا القرار من كاتب شاب ايضا، واذا نفذ فهو معيب لنا وللمجتمع وللقضايا التي لا زلنا نتناقش حولها. وهي مؤشر خطير اننا ننتجه نحو آسفل السافلين. وهو ليس دليل فشل لا "لليبرالية الجديدة" ولا "للمحافظين الجدد " والقدماء كما يهلل البعض، فلا الهزائم ولا الانتصارات تكون على الورق اوبالورق حصرا. يبقى انه في رأيي دليل فشل اجتماعي وحضاري عام علائمه بائنة.


انا اتذكر تعرفت على هذا الفشل والتراجع على الاقل في بعض محطاته. اتذكر كيف ان استاذي ولاحقا مدير مدرستي اضطر ان يقف امام لجنة الاقتراع في الانتخابات البلدية ليعلن انه أميّ ويريد ان يصوت شفهيا. حتى ما يصير بوق - خيانة - بالكتلة. انتفض احد "الاميين" من نفس كتلته: "لا يا استاذ، الله لا يرد الكتلة اذا بدك تصوت امي" لكن الاستاذ اصرّ وصوت امي.


اتذكر كيف بدأ التجييش الاقليمي والعشائري في الجامعات مثلا، وكيف خطط له وانطلق من مباني عمادات شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية وباشراف الاجهزة الامنية ضد اي تحرك طلابي لليسار. انتهى اليسار الطلابي اوضعف، ولكن اين انتهت الجامعات؟ وكم تدنى مستوى الحوار فيها؟


انا اشد على يد  من يناشد الاستاذ باتر وردم الاستمرار في الكتابة، ان نبقى نختلف معا ونتحاور وان يكون للقراء وللمستقبل كلمته مرّه بعد اخرى بدون ان نخسر من قدرتنا على التلاقي ومعرفة ما هو قيم ومهم في تجربتنا. واتمنى ان نشهد بزوغ جيل ضخم من الكتاب واصحاب الرأي.