اخر عدد | الحوار المتمدن

٣ نيسان ٢٠٠٥

انا اسمي مكتوب؟ - امانة الله تقروا هالمقال

02/04/2005 .

احمد ابوخليل، العرب اليوم

طلب وزير التنمية السياسية ان تكون ملاحظات الاحزاب على مشروع القانون الجديد مكتوبة...

يحب الحزبيون ان يعبروا عن آرائهم قولا لا كتابة, فالتعبير بالصوت المباشر يتيح فرصة اكبر لاستخدام اقصى امكانات لغة الجسد في الحوار, بعكس الرأي المكتوب, بل ان مقدرات لغة الجسد تتحول في حالة الكتابة لصالح القارئ وليس الكاتب, اي انها هنا تصبح في خدمة الوزير لا في خدمة الاحزاب.

الحديث المباشر يتيح امكانية اللجوء الى »المجاحرة« والنظر» من تحت لتحت« وهز الرأس شاقوليا للاعلى والاسفل في حالة الموافقة, وبندوليا لليمين والشمال في حالة المخالفة, كما يتيح المجال للعض على الشفة السفلى كلها او باطنها من الداخل لغايات تمرير الرأي الآخر, كما يوفر الفرصة لممارسة شتى اصناف »بلع الريق« وصولا الى »جمط الريق« كأسلوبين معروفين في الاستماع الى الآراء المخالفة.

الكلام المباشر مع الوزير المعني يتيح الفرصة للقائد الحزبي ان يقول لرفاقه انه »لم يسكت للوزير« وانه»قعد له على الكلمة« او انه» قام له« او»نط له« و»وقف له«, وانه »ما خلاله ولا بقاله« وفي حالات اخرى »خلى قانونه فرجة«..

بالمقابل فان الكلام المكتوب ينقل هذه الامكانات للقارئ الذي بمقدوره ان يقرأ الملاحظات على طريقته مكررا كلمات معروفة مثل »هه«.. »ياحبيبي«..»يا هملالي«..»يا حكي الدلال«.. »صحيح ان ألف.. على المرتكي هين«..

كما ترون فهناك غنى في الحياة السياسية في بلادنا حتى عندما يتعلق الامر بالجوانب الشكلية.

ليست هناك تعليقات: