اخر عدد | الحوار المتمدن

٣ نيسان ٢٠٠٥

الربط بين موقف الاسلاميين وتصريحات رايس ليس في محله

02/04/2005
هل تضغط امريكا على الاردن حقا؟

فهد الخيطان

يصعب الربط بين دعوة الاسلاميين المفاجئة لاجراء اصلاحات دستورية وحكومة منتخبة وبين ما تردد من معلومات عن وجود ضغوط امريكية على الاردن للاسراع في عملية الاصلاح السياسي والديمقراطي. لكن توقيت اعلان الاسلاميين وان لم يكن مقصودا حسب رأي الكثيرين هو الذي دفع بالبعض الى الاعتقاد ان »بيان الهنيدي« يتناغم مع ما نسب لوزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس من تصريحات حول وضع الديمقراطية في الاردن ودعوتها لحكومة منتخبة.

بالنسبة لي ستكون مفاجأة اذا ما قال لي احدهم ان واشنطن تضغط على الاردن لاجراء المزيد من الاصلاحات وذلك لعدة اعتبارات,اولها ان الاردن حليف قوي لامريكا في المنطقة ويتمتع بعلاقات خاصة مع الادارة الامريكية التي تثق بمواقفه وتوجهاته والاعتبار الثاني ان المسؤولين الامريكيين وفي تصريحاتهم العلنية يمتدحون عملية الاصلاح الجارية في الاردن وكثيرا ما طالب الرئيس الامريكي جورج بوش الدول العربية الاقتداء بالنموذج الاردني في الاصلاح.

فهل هناك بعد ذلك كله مبرر للضغوط?

تقول معلومات متداولة في الصحافة العالمية هذه الايام ان الادارة الامريكية تريد من الاردن خطوات اسرع باتجاه الاصلاح.وقد عبر اكثر من كاتب امريكي عن ذلك صراحة في الصحافة الامريكية, هذا الى جانب التصريحات المنسوبة لوزيرة الخارجية الامريكية.

واضافة الى ذلك تشير معلومات شبه مؤكدة الى ان فريقا امريكيا اجرى في عمان سلسلة من اللقاءات مع شخصيات اعلامية وسياسية واستمع الى ملاحظاتها حول وضع الديمقراطية في الاردن وتصوراتها للمستقبل. وبالتزامن مع ذلك سمعنا عن ما يمكن تسميته رسالة شكوى بعثت بها شخصيات سياسية لم يتسن معرفتها الى الادارة الامريكية تتضمن انتقادات حادة لاداء الحكومة وحول صدقيتها في التقدم بعملية الاصلاح السياسي.

اذا كان ذلك كله صحيحا فان على دعاة الاصلاح في الاردن ان يكونوا حذرين للغاية في تصرفاتهم فهناك بلا شك فريق في الاردن مستعد للاستقواء في الخارج لتنفيذ اجندته ومن بين هؤلاء نجد مسؤولين سابقين واعلاميين ورجال اعمال. لكن الاغلبية من الطامحين بديمقراطية افضل وحياة سياسية متطورة على استعداد للتنازل عن احلامهم هذه اذا كان تحقيقها يستدعي تدخل او استقواء بامريكا.ليس لانهم لا يأخذون بعين الاعتبار العامل الدولي في حسابهم وانما لان اجندة الاصلاح على الطريقة الامريكية في الاردن مشبوهة في اهدافها ومراميها.

الطريق السهل للحيلولة دون ظهور فريق برتقالي في الاردن هو ان نبدأ فعلا بعملية الاصلاح ونبدي جدية اكبر في هذا الاتجاه وعلى نحو ينسجم مع مصالحنا الوطنية حتى لا تفرض علينا في المستقبل اصلاحات من الخارج تتناقض كليا مع تلك المصالح.

كل الذين ينتقدون تباطؤ عملية الاصلاح السياسي في الاردن لا بل تراجعها على حق لكن ذلك لا يبرر بأي حال الاستقواء بامريكا فتلك خطيئة لا نرتضيها لاحد.

ليست هناك تعليقات: