تمر الشرائح الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة بفترة من أحرج الفترات في تاريخ الأردن الحديث. مع الإعتداء المتواصل على مصادر رزق هذه الفئات من خلال التخاصية واعادة هيكلة الأقتصاد - البطالة - من جهة، واستمرارتآكل أجور العاملين بفعل إعادة هيكلة الضرائب لتحويلها من ضرائب تصاعدية على الدخل إلى ضرائب على الإنتاج مثل ضريبة القيمة المضافة والتي تحول للمستهلك مباشرة على كل سلعة أو خدمة يبتاعها. هذان المنحيان الآساسيين إضافة الى تراجع دور الدولة على مستوى الخدمات الأخرى خلق حالة دائمة من الأزمة في البلاد تقوم الدولة بإدارتها من خلال تلبيس الطواقي حينا والقمع حينا آخر.
ألمشهد مختلف هذا العام مع اشتداد مقاومة الطبقة العاملة والفئات المحدودة الدخل. ليس لدي أي احصائية متكاملة لغاية الآن لكن اكاد أن اجزم أن هذه السنة من اكثر سنوات الإضراب العمالي والخدمي التي استطيع أن اتذكرها في الـ30 سنة الأخيرة. إنه مؤشر سياسي خطير أن الطبقة العاملة وذوي الدخل المحدود لم يجدوا بدا من استنهاض سلاحهم الإستراتيجي الوحيد وعلى هذا النحو الواسع في الأردن. وهو يعكس بلا شك تطورا هاما ويعني بالتأكيد أن هذه الجموع بدأت تبلور هويتها وأفق كفاحيتها على شكل من القطيعة مع المؤسسات الموجودة حاليا والتي تنتهكها - إغلاق الطريق العام والأهم في الأردن بين عمّان والعقبة - . إنه تطور غائبة عنه معظم القوى السياسية للأسف إن لم تكن غير قادرة على مقاربته والإغتناء بتجربته الغضة.
أتمنى على قراء هذه المدونة أن يمدونا بمعلوماتهم عن التحركات العمالية وغيرها من التحركات وأن يساهموا في إغناء حوار العدالة الإجتماعية الذي جرى تجاهله كثيرا في الأردن.
عن جريدة الغد:
هناك ٣ تعليقات:
المشكلة الكبيرة انهم بزيدوا رواتب وبزيدوا ضريبة معهم ما منستفيد اي شي :(
المشكلة الأكبر والتي اصبحت تحوم قريبا هي تختفيض قيمة الدينار الأردني. النمو الإقتصادي بالأسعار الجارية في الأردن بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي إنخفض لـ 2.5% ومقدار التضخم يراوح حول 8.0 %
Nice idea with this site its better than most of the rubbish I come across.
»
إرسال تعليق