اخر عدد | الحوار المتمدن

١٤ آب ٢٠٠٩

شهادة غيث السبول حول الاعتصام والقمع والاعتقال الذي تعرض له العمال


قدم عمال ومستخدمي مؤسسة الموانئ للاردن نموذجا انسانيا وتضامنيا ضن البعض انه نادر الوجود في الاردن. استمعت لشهادات العمال واحدة بعد الاخرى ولعدة مرات وكل ما تسمعة هو صلابة العمال خلف قضيتهم عندما تسمع كلام عاهد العلاونة وهو على سرير الشفاء يصر على ضرورة استمرار الاعتصام وتحقيق كافة مطالب العمال. تسمع عبدالله النظامي يصف عاهد العلاونة بــ"اخيه وشقيقه.. المناضل البطل." عمالنا مذهولين من قساوة وعنف البطش الذي تعرض له اعتصامهم السلمي والمطلبي .. فهم البناة وليس السراقين الهدامين. لقد تفاجأوا بالايدي الغاشمة والملثمة واللئيمة لجهاز الدرك ومن خلفهم. فيهم يدافعون في اعتصامهم ونضالهم ليس عن لقمة عيشهم فقط بل عن مستوى معيشة كل انسان في الاردن. والاهم انهم يدافعون عن حق العمال في تقرير مصالح بلدهم ولمن تؤول ثرواته وكيف يتم توزيعها بعد ان هندس لنا الحكم برلمانا يبصم عالعمية.
لقد سمعنا من العمال كلاما غاية في النبل والشعور العالي بالمسؤولية. كلاما مدوفوع رده عن حق وحقيق سلفا ولمرات عديدة فكيف بعد هذه المواجهة المشرفة وخروجهم بروح ومعنويات عالية منها. سمعنا واحسسنا بالتفاني فيما بينهم واللحمة في الدفاع عن بعضهم البعض ، كيف رفض عيث السبول الخروج من الاعتقال بمفردة واصر على خروجه مع باقي اعضاء اللجنة.
لقد فتح لعمال في اضرابهم وتضامنهم بابا من الامل على هوية وولادة جديدة للاخلاق والتكافل في بلدنا. إن الدروس الانسانية والنضالية التي مرّ بها عمال الموانئ خلال الايام الماضية ستبقى تتوالي وسيعبر عنها الجيل الجديد من الطبقة العاملة في الاردن بطرق ترتقي بطموحات شعبنا الى ضفاف جديدة من الحرية والكرامة.

كلمة بالنسبة لاجتماع النواب حول ما حصل. المجلس النيابي عموما لا يمثل الشعب لا بطريقة وقوانين الاقتراع ولابالمرشحين الا ما ندر. المحزن ان الحوار تمحور حول العامل عاهد العلاونة وكان القضية محصورة به. وبرغم اهمية التحقيق فيما تعرض له من اعتداء ومحاسبة المسؤولين عن القمع عموما. يبقى ان هذا المجلس ولجنة الحريات فيه والتي يرأسها شرطي سابق "فخري داؤؤد" لم تحرك ساكنا ولم تجتمع بالعمال حال انطلاق اعتصامهم. لم تحاورهم ولم تتجسم عناء عرض مطاليبهم ومناقشتها. بل الانكي ان رئيس هذه اللجنة، الشرطي السابق اعلاه، اصطف اتوماتيكيا مع اجهزة القمع واثنى على بشاعتها التي تم بها قمع اضراب العمال السلمي بدون ان يرف له جفن. والطبقة العاملة سواء في العقبة اوعمان اوالفحيص لن تنسى لهذا النائب تنكره لها وحقوقها هو وامثاله.

ليست هناك تعليقات: