اخر عدد | الحوار المتمدن

٩ أيار ٢٠٠٨

ملاحظاتي السريعة على الوضع المتهاوي في البلد

  • بيع الاراضي الذي قيل ان ناصر جودة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد نفاه. وقلت وقتها انه اذا كان هذا "نفي" فكيف يكون "نفي النفي،" هذا البيع عاد للسطح وبقوة، واللي ما بده يشتري يتفرج. والذهبي يقول: "الظروف الاقتصادية الصعبة بحاجة لحلول مبدعة." يعني "كل ما تتزنق، إإلع" على رأي عادل امام. بالطبع لما تنكب مصاري كثير في البلد وما فيها انتاج اوتصدير فعلي اللي رح يتفاقم وبسرعة هو التضخم. لكن ليش بعدهم لاصقين الدينار بالدولار؟
  • الجامعة الاردنية اجلت انتخابات مجلس الطلبة عام كامل. يعني قديش طنطنوا بعد زيارة الملك لجامعة اليرموك ودعوته الشباب للمشاركة في السياسة. كأنه هم خلو للشباب سياسة اواقتصاد اصلا ينشطوا فيهم؟ موقف الكركي يعبر عن الازمة اللي واصلين الها في البلد. - خذ قانون السير المهزلة مثلا واللي تراجعوا عنه في النهاية لتنفيس النقمة اللي صارت تطول مش بس الناس الكحيانة لكن ايضا الشفيطة والغنيجة في البلد - الازمة من صنع الحكم المتفرد وحده. والناس ليست ولم تكن ابدا طرف في القرار لا السياسي ولا القرار الاقتصادي. فلا خلوها تنتخب برلمان ديمقراطيا مثل الخلق، ولا بلديات ولا حتى مجالس طلبة. كارثة وواقعة على روس العالم. فالفشل فشلهم، لكن الى متى؟
  • الاخوان المسلمين ممتعضين من قرار الكركي تأجيل الانتخابات. يا لطيف؟ شي غريب فعلا! اولا نحمده - الحميد هون مش للكركي، الضمير عائد لشي مستتر- ان النقابات العمالية والمهنية مأسسة على زمن اليسار في الخمسينات والسيتينات من القرن الماضي ، وتحديدا من قبل الشيوعيين والقوميين في النقابات العمالية والمهنية. والا لو الموضوع انترك للاخوان كان عمره ما قام للنقابات قايمة. حتى النقابات المهنية حولوها لمؤسسات خيرية تقريبا. اما اتحاد الطلبة في الجامعة فهم من هدمه في اوائل الثمانينات بالتعاون مع الدولة ذاتها وحولوه لجمعيات طلابية. تم لهم ذلك بعد احداث الجامعة الاردنية عام 1981 واعتقال عشرات الطلبة، انتهت بصدور احكام بالسجن بحق بعض الطلبة اشيوعيين واليسارييين تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات.
    مباشرة بالسنة التي تلتها فاز الاخوان لاول مرة بانتخابات الطلبة، ولكن هذه المرة بجمعيات طلابية مجزأة على مستوى الاقسام والدوائر، حيث تم القضاء على وحدة الحركة الطلابية وعمقها المطلبي الطلابي والديمقراطي. واستمر الامر كما هو عليه بمشاركتهم وبمباركتهم.
  • و بعد انتفاضة نيسان عام 1989 وما تلاها من انفراج ديمقراطي ، خرج الطلبة الشيوعيون واليساريين من السجون ورجعوا لمقاعد الدراسة لاستئناف دراستهم في الجامعة. وعلى اكتافهم قامت المبادرة مباشرة باستنهاض الجسم الطلابي على مستوى الاردن عموما من اجل اعادة بناء اتحاد موحد لعموم الطلبة فيه. قاد النضال وقتها المناضل في الحزب الشيوعي الاردني سليمان النقرش ورفاقه في الحزب وفي الاحزاب اليسارية عموما الفاعلة وقتها في الجسم الطلابي. وبرغم قلة عدد الشيوعيين واليسار النسبية في الجسم الطلابي وقتها الا ان مبادرتهم اجتاحت المواقع الطلابية عبر الاردن وفي كافة المواقع الطلابية، حيث تمت اجتماعات طلابية حاشدة وعامة في العديد من المواقع الطلابية في طول البلاد وعرضها.. هذا كان في بداية التسعينات.
  • الذي وقف متلاعبا وفعليا الي جانب السلطة، وحاول ان يخصي المشروع ويفرغه من محتواه منذ البداية هو تيار الاخوان المسلمين. كان الوفد الطلابي المبادر يحاور الاخوان في العديد من المواقع لاقناعهم باهمية اتحاد موحد للطلبة. وبرغم يقينهم وقناعة الطلبة من التيارات اليسارية والقومية عموما ان تيار الاخوان قد يكون اكبر المستفيدين في حالة قيام انتخابات عامة، وبرغم ذلك كان المهم عند التيارات اليسارية ان يتم ارساء مبدأ اتحاد عام وديمقراطي. الاخوان المسلمين كانوا يحاولوا وضع العصا في الدواليب أنى استطاعوا. فمثلا، عندما كان وفد مشترك معهم يدخل ليفاوض عميد شؤون طلبة في موقع طلابي ما على انتخابات وهيكلية الاتحاد اومطلب ما، كان ينبري مندوب الاخوان في الوفد الطلابي للحديث في اول الجلسة موجها كلامه للعميد: "انا صحيح جاي معهم، بس انا معك ولجانبك." خذلك قلت هالحياء.
  • الآن هم يترحموا على الديمقراطية وعلى غياب انتخابات عامة لاتحاد الطلبة في الجامعة الاردنية. بس شو رح يعملوا؟ انا بقلك: رح يوكلوا خراء ويقبلوا بالقرار. ليش رح تسأل ؟ لآنه اصلا مش شايفين للاتحاد اي دور مطلبي اووطني خاص فيه وخاص بمصالح الطلاب عموما وضد التخاصية في التعليم - وهم لهم جامعاتهم ومعاهدهم ومدارسهم الخاصة - سوى انه واجهة سياسية وتعبوية لهم. وهذا للاسف ما اشعروا به الجسم الطلابي منذ زمن، وحتى بالنسبة للجسم الطلابي عموما "الاتحاد" مش معروفله راس من رجل، وما بتصور حد يفقده اذا اتجلت الانتخابات سنة والا ثنتين، وهكذا تم القضاء على جسم طلابي هام في ظل هيمنة تيار الاخوان وتسلط الدولة وقمعها.
  • في نهاية هذا العرض تحية خاصة للصحفيين الشجعان الذين يتابعون بدون ضجيج ويكتبون في الصحافة المحلية عن اوضاع البلد والتداعيات المخزية لسياسة الحكومة، هذه مواقف في غاية الشجاعة في ظل ظروفهم الخاصة وتغول السلطة واجهزتها.
  • تحية للنائبة الروسان. رغم انني لست من محبي ان تتمحور السياسة الاقتصادية حول شخص باسم عوض الله، المشكلة في اختيار هذا المنهج الاقتصادي الذي اتى بباسم عوض الله لمنصبة اوفرض على هذا الاخير ان يقدم وصفات ويدور الزوايا بحسب رغبات اصحاب القرار السياسي في البلد ومصالحهم وارتباطاتهم مع مصالح الرساميل المالية الدولية الكبرى. الاقتصاديون في الاردن كثر ومتعددون في مناهجهم واولوياتهم. لكن اختيار منهج يمثله باسم عوض الله والاصرار عليه هذا في النهاية قرار سياسي مشحون طبقيا، لان موازين القوى الاجتماعية المتضررة من هذا النهج على مستوى الشارع اوعلى مستوى المؤسسات الخاصة والعامة (برلمان ، هيكلية الوزارات والدولة وموازين القوى فيها، احزاب وقدرتها على الفعل والتأثر ..) كانت ولا تزال غير قادرة على لجمهم وصد جشعهم. "يا فرعون مين فرعنك، قال: ما لقيتش حدا يردني."

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

أرجوك لا تتوهم على النائبة الروسان، هاي وحده حمارة. قالت في عمان قبل فترة ما معناه أن مساهمة الفلسطينيين في بناء الأردن هي أنهم جلبوا الملوخية. يعني النائبة الروسان عبارة عن وحده عنصريه متخلفه جربا بتسوى خريه. وإلا شو تفسيرك لهذا الموقف الحيواني؟

غير معرف يقول...

الاخ غير المعروف، اذا كان فعلا هذا ما تحدثت فيه فهو كلام بذئ بالفعل وساذج. انا بالمقابل ايدت موقفها المحدد الذي ذكرته في المقال، وايضا حددت موقفي تجاه القضية والذي فيه تفارق عن موقفها، اعتبره جوهري.

اما ما نقلته عن لسانها وإن صح فهذا موقف خاطئ ومعيب واتمنى ان تسأل عنه هي مباشرة ويطلب منها الاعتذار اذا كانت بالفعل اقدمت على مثل هذا الكلام السخيف والخطير من نائب في البرلمان.