اخر عدد | الحوار المتمدن

١ أيار ٢٠٠٨

عاش اول ايار يوما للتضامن العالمي مع الطبقة العاملة






تحية لعمال بلادنا في اول ايار، يوم التضامن العالمي مع الطبقة العاملة. تحية للعمال المضربين دفاعا عن حقوقهم العادلة في سكة حديد معان. تحية للعمال والعاملات المتغربين-ات عن اهلهم وبلدانهم ليعملوا في الاردن. تحية لعمالنا المغتربين في الخارج. تحية خاصة لكل عامل وموظف ومزارع
وشوفير وربة منزل شارك-ـت في اضراب اورفع صوته احتجاجا على الاستغلال والظلم وتجاهل الدولة لحقوقه ومكتسباته وحقوق وثروات الشعب ومستقبل البلاد.

برغم تمتع الطبقات الغنية في المنطقة العربية بحقبة نفطية جديدة وبفائض سيولة نقدية غير مسبوق. الا ان الطبقة العاملة وغالبية فئات المجتمع في الاردن يتراجع وضعها الاقتصادي ومداخيلها من سئ الى اسوأ. ان هذه الكارثة ليست عابرة بل ابتدأت مع انحسار حقبة الفورة النفطية الاولي اواسط الثمانينات من القرن المنصرم، وما زالت تستمر بهذا المنحى لغاية الان وبوتيرة اعلى برغم ان المنطقة دخلت
حقبتها النفطية الثانية منذ نحو 5 سنوات على الاقل . فإذا لم يستفد يستفد العمال من هذه "البحبوحة" النفطية ولم يأخذوا حقهم في فائض الثروة المتدفقة للمنطقة لغاية الان، إذا فمتى سوف "ينصفون"؟ واين تذهب هذه الفوائض النفطية المالية ومن يتصرف بها؟ ومن يملك القرار في التحكم بثروات ابناء المنطقة بهذا الشكل القمعي والديكتاتوري المتسلط والشرس هذا؟

ولماذا لم تنجح كل هذه الاموال في بناء اقتصاد انتاجي صناعي مستدام. بل على العكس يتم ضخها بشكل اساسي في الفخفخة والمشاريع الانشائية غير المنتجة. ان ما يتم هو البذخ على مشاريع غير مجدية وذو تكلفة صيانة واستدامة باهضة مثل الابراج والبنايات وما شابه. على عكس ما تقوم به الدول الاخرى في كوريا الجنوبية مثلا والصين وغيرها من بلدان جنوب شرق اسيا التي نجحت في انتشال اقتصادياتها من مستويات ادني مما كانت عليه اقتصاديات بلدننا في اواسط القرن الماضي الى مصاف الدول الصناعية المتقدمة اونكاد. حتى بالمفهوم البرجوازي، استطاعت تلك الدول ان تقدم نموذجا متقدما عن الفساد والبذخ والتبذير الذي يغلف النخب والبرجوازيات العربية الحاكمة.

ان تضامن الطبقة العاملة مع كل فئات الشعب في برنامج انقاذ وطني ديمقراطي هو السبيل الوحيد لاقتناص الفرصة التاريخية نحو بناء اقتصاديات صناعية-تكنولوجية وزراعية مستقلة وقابلة للنمو على شكل مستدام. ان الازمة نحو مشروع كهذا هي بالاساس ازمة سياسية. ازمة انماط الحكم الريعية القائمة والتي استسهلت ركوب تركة الاستعمار القديم ذاته وما ترك لها من بنى ومن تحالفات اجتماعية تحميها. وهي تستخدام مداخيل الدولة في رشوة مثل هذه القوى والتراكيب الاجتماعية وشراء ولاءات هنا وهناك، على ان لا تقوم باجتراح برنامج اقتصادي تنموي مستقل، يطرح تحدي حقيقي لانماط الحكم القائمة والمفلسة عربيا.

نمط الحكم الريعي هذا مستشري في منطقتنا العربية نتيجة غياب الديمقراطية واستفراد النخب البرجوازية الحاكمة بثروات ومقدرات المنطقة والنفطية تحديدا، ومصلحة هذه الدول النفطية في عدم بروز تجارب ديمقراطية ومدنية تعري فسادها وفشلها وسيطرتها المجرمة على شعوبها وثرواتهم وتبذيرها في انتشال اقتصاديات الدول الرأسمالية الكبرى من ازماتها المالية بدلا من بناء نموذج اقتصادي بديل ومتطور في بلدانها هي. فلا الدول الراسمالية لها مصلحة في الديمقراطية في بلداننا ولاحكامنا لهم مصلحة بها ايضا. وهكذا تتحول حتى جمهورياتنا في العالم العربي لملكيات تحكمها عائلات حاكمة، وبمباركة من امريكا. الا اذا غضبت عليه هذه الاخيره وعندها يسهل عليها خلعه فهو، وهو وحده عندها ، لا ديمقراطي. فالرئيس الامريكي كان يهاجم صدام وينعته بالدكتاتور - وهو بالفعل ديكتاتور مجرم - من الرياض في السعودية! وهكذا تبقى اسوأ القوانين التي تكبل الحريات وغيرها من الممارسات سارية، ان لم تكن في تراجع، ضد حقوق المرأة ومساواتها في الرجل. هكذا يتفرد راس الدولة واجهزته الامنية الاخطبوطية في كل قرار يخص البلاد والعباد.

ان يوم العمال العالمي يعيد وضع كل الاسئلة على بساط البحث، وينقل الاجوبة والتغيير بمجمله الى فضاء الممكن.. انه نافذة على واقعنا ومفتاح امل للمستقبل.

كلنا للتضامن مع عمال سكة الحديد في معان في اضرابهم اليوم
وعاش الاول من ايار

Posted by Picasa

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

شي ممل هالخطاب

غير معرف يقول...

شو بتحب، شعبان عبدالرحيم، والا هيفاء

غير معرف يقول...

المعروف الاول، اذا هالخطاب ممللك معناته جاب ثمنه.

غير معرف يقول...

اقتصاد انتاجي صناعي مستدام ... ليش مش زراعي مثلا؟ كمان طرح الصين كقدوة مش شي لطيف، عمالهم عايشين زي الزفت وبيئتهم زفت في زفت في زفت. بعدين اللي بفتح ثمه ببزقولوه فيه ... يعني مش هالشي العظيم

غير معرف يقول...

السيد خضر، اشكرك على عملك المفيد والممتع. ولكن أرجو منك عدم استخدام الشتائم البذيئة لأنها منفره وليست طريقة للحوار. أنا شخصيا أوصيت زملائي وزميلاتي بقراءة هذه المدونة، ولكن أنا بصراحة الآن غير متأكد إنني سوف أوصي بها لآخرين. أرجو التوضيح والرد.