اخر عدد | الحوار المتمدن

١٧ آذار ٢٠٠٨

سنة خامسة احتلال وازمة اقتصادية عالمية طاحنة على الابواب


ايها القراء الاعزاء

هذه هي السنة الخامسة والعراق الجريح تحت الإحتلال الامريكي. اما العالم العربي - الرسمي فهم كمن يرى الذيب لكن يوهمون الناس بالبحث عن الآثر. التدخل الامريكي في المنطقة لم يطال العراق فقط، فتجلياته الكارثية التي لا تقل فظاعة في فلسطين، في الضفة وغزة، وفي لبنان، وفي المنطقة العربية على طولها عرضها. و
لم يكن ليكون هذا التدخل ممكنا وعلى هذا النحو من اليسر لو لم يتم تعاون فاضح وواسع النطاق معه اعدادا من قبل النظام العربي الرسمي بدءا بالكويت والسعودية ودول الخليج عموما ومرورا بالأردن ومصر. وهذه الإنظمة هي من تستصرخ الآن محذرة من "الخطر الإيراني؟" - يا لطيف! - ومن "الهلال الشيعي،" اما المحاق الرسمي العربي الذي طال كابوسه على قلوب شعوبنا فهذا حلال زلال.

آخر الدراسات التي اجراها مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية اظهرت ان شعبنا في الاردن مش داخله مخه موضوعة "الخطر الإيراني." فهم يعتبرون وبنسبة 65% ان اسرائيل هي الخطر الذي يهدد الأمن العالمي، اما امريكا فنسبتها 22% بينما جاءت ايران في المرتبة الأخيرة وبنسبة 4%. تخيلوا لو احتوى البيان على خيار اضافي حول الحكومة الاردنية بهذا الخصوص، يعني ما اظن انه كان ممكن تنافس "ايران" على المرتبة الاخيرة بهذا السؤال.

واما الآن، فالأزمة الإقتصادية في امريكا في اول اطوارها. وهي ازمة باعتراف المؤسسات المالية الرسمية والخاصة الأمريكية قد تكون الأولى من نوعها منذ ازمة الركود العالمية عام 1929 موقف د. روبرت برنر من جامعة كاليفورنيا - وهذا موقف آخر من اقتصادي في جامعة هارفرد دز مارتن فيلدستين.- الظاهر ان هذه الأزمة هي في اطوارها الاولى، ورغم الإعتراف بخطورتها الا ان من هم في سدة القرار الإقتصادي الأمريكي يسعون لمعالجتها بذات الوسائل - النقدية - التي كانت هي السبب في الوصول لما وصلت اليه الأمور. وهو ضخ مزيد من الأموال بالقطاع المالي ومكافئته على تجاوزاته ووضع كامل الثقة فيه و"في قدراته على انتشال الإقتصاد الأمريكي من ازمته." والحقيقة المرّة والتي سوف يدفع ثمنها العديد من مواطني هذا الكوكب ان هذا سيقود لكارثة اكبر ولن يوقف التراجع الحاصل سوى جزئيا وعلى نحو مؤقت في احسن الأحوال.

لابد ان اعترف ان الموضوع اخطر بكثير من مقاربته على هذا النحو من الإطلاقات من جانبي، لكن الصورة الكارثية لإنهيار التوجه النيوليبرالي تتضح بتسارع كبير اسرع من نضوج اي تحليل عن ابعادها ..والذي منه. المطلوب هو كيفية تحصين مصالح الناس والمواطنين في الأردن ضد العصف المالي والإقتصادي القادم. والمطلوب والملح باسرع وقت ممكن وضح سياسات اقتصادية تتحسب لما هو اسوأ.

الأردن مكشوف سياسيا واقتصاديا للازمة الإقتصادية العالمية. وقد حذرت وغيري من المدونين مرارا في السابق وعلى صفحات هذه المدونة من النهج الإقتصادي النيوليبرالي وتوابعه الكارثية التي بات يلمسها كل بيت في الأردن تقريبا. وفي هذا السياق ايضا كتبت في بداية عام 2005 ضد سياسية لصق سعر الدينار بالدولار. حيث خسرت خزينة الدولة
من جراء هذه السياسة نحو 420 مليون دينار في ذلك العام وحده.

وقد تراجع الدولار كثيرا منذ ذلك الوقت وخزينة الدولة تواصل دفع الفرق، ليس ارضاءا للحكومة الأمريكية كما يعتقد البعض، فاسرائيل لم تقدم على هذا الإجراء مثلا والكويت المحمية المباشرة من امريكا وغيرها من الحكومات قد اوقفوا هذا الإجراء منذ حين. وهم اكثر الناس تحرجا من امريكا. إن الحكومة -ات الأردنية مبقية على هذا اللصق لإعتبارات اقتصادية طبقية خاصة بالاردن وتحديدا خدمة لاصحاب رؤوس الاموال في الأردن واللذين هم من لدن كبار اصحاب القرار والموظفين الكبار والوزراء والمستشارين في الدولة ومن نفس طينتهم، يعني من العب للجيبة. فهذا هو جوهر السياسة النيوليبرالية الذي دأب عليها الحكم في العقدين الآخيرين وهي سياسة النهب بالقانون. اي مشروعية النهب. يقابلها
على مستوى الحقوق والحريات المدنية ما تم من قوننة للآحكام العرفية في الأردن.

فلصق الدينار بالدولار عبارة عن هبة ومنحة اضافية من الدولة لآبنائها المدللين من الرأسماليين يدفع ثمنها كل مواطن اردني من قوته وقوت عياله ومستقبلهم.. اما الآن والآن فقط، وبعد خراب روما يتحدثون عن وقف سياسة اللصق هذه، ليش? لآنه ما عاد بلزم اللصق، فالدولار صار رخيصا، واصحاب رؤوس الأموال حولوا مصاريهم لليورو وغيره من العملات اول باول ومن زمان..وصار مطلوب وقف اللصق حتى يصرفوا على السعر الجديد. لنشوف؟

تبعات الإزمة الإقتصادية على استمرار الإحتلال الامريكي في العراق صعب التكهن بها حاليا، فامريكا الآن مثل بالع الموسى، لا قادر يبزقه ولا قادر يخراه. ليس الأردن فقط معني بتحصين نفسه من السياسية الأمريكية - واقصد الآردن الشعبي عموما وليس الرسمي - بل المنطقة العربية برمتها معنية بتحصين انفسها من انهيار السياسة الأمريكية الواضح وتداعيات هذا التراجع النسبي لكن الخطير هذه المرّة. فقط التحرك الشعبي الواسع الديمقراطي والمنظم، وانحياز عقول وطاقات خيرة شبابها لخدمة مصالح اوسع قطاعات شعبنا واستقلال منطقتنا هو الضمانة والحصانة ضد ان تقودنا هذه الازمة نحو كوارث اكبر ولا سابق لها.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Wireless, I hope you enjoy. The address is http://wireless-brasil.blogspot.com. A hug.