اخر عدد | الحوار المتمدن

١٦ كانون الثاني ٢٠١١

تطورات الوضع في تونس وحال الانظمة العربية

هذا ثاني طاغية وديكتاتور يسقط في العالم العربي في القرن الواحد وعشرين. الاول، صدام، نظام مكروه من شعبه، وسقط لان شعبه لم يكن يرغب في الدفاع عنه اوحماية نظامه، بل هذا ما زين للامريكان فكرة احتلاله والانقضاض عليه عندما انتقل لخانة اعدائهم بعدكت اهان مقدساتهم وخرج عن طوعهم بدخوله للكويت، وهدد باضعاف دور حليفهم الاساس في المنطقة واقصد به الحكم السعودي.
اما الطاغية الاخر،حاكم تونس، فسقوطه تم بارادة وقيادة شعبية خالصة وجامعة وضمن موجة تظاهرات متعاظمة لم ترهبها آلة قمعه الشرسة خلال شهر متواصل من المظاهرات قضى خلالها نحو 90 من المتظاهرين الابطال.

بالطبع انا مثل كثيرين في الاردن ما بنعرف اي شئ تقريبا عن الوضع على الارض في تونس من ناحية القوى السياسية الموجودة والتي تشكلت عبر تطور الثورة الشعبية الاخيرة. وقد نتلمس بعض مظاهرها لكن يبقى ان اهل تونس ادرى بشعابها وان نسمع لهم هو الاهم. علينا ان نسمع ونتعلم وسوف نعلم الكثير في الايام القادمة..

ما هو اهم ان نقوم به في المرحلة القادمة ايضا هو ان نساعد الشعب التونسي الحبيب على ان يبني مستقبل الديمقراطية والاستقلال والكرامة الانسانية في بلدهم من خلال لجم محاولات الحكام العرب التدخل في شؤون تونس. ما يهم هؤلاء الحكام، وبعد صحوة وهول المفاجأة ،هو افشال التجربة التونسية الثورية الجبًارة وتمريغها بوحل الاقتتال الداخلي وتشويهها ما امكن..وها هي ماكينة اعلامهم تتحدث عن "انتشار الفوضى" و"النهب" .. و"الحرائق".. ولن تعدم الانظمة العربية والغربية ممن لهم مصلحة في ابقاء الشعب العربي خارج الفعل والمعادلة السياسية من اغداق الاموال وشراء النفوس وخلق المحاور المتحاربة في محاولة تخريب ما تم انجازه في تونس. واجهاض اي تطور ديمقراطي جذري هناك.

لايزال هناك في تونس الكثير من الهياكل والمؤسسات من صنيعة النظام السابق كما هي عليه. هناك جيش لم يعترض خلال عقدين اواكثر على الفساد. وهناك برلمان فصله زين العابدين على مقاسة مثل برلمان عمان جاء بشراء الاصوات وبالفساد والافساد وهو بالضرورة معروض للبيع لمن يدفع الثمن. وباختصار هناك كما في اي مكان آخر مادة للتدخل والتخريب وعلينا كشعوب عربية وفي الاردن ان يكون زمام المبادرة في ايدينا وان لا نعطي الفرصة للتدخل في شؤون شعب تونس البطل وان نحمي ثورته من موقعنا وبمبادراتنا .

يجب ان تكون مظاهرة الاحد، اليوم، هي للتضامن مع تونس والتنديد بالحكم السعودي المتخلف والقمعي ومنحة السفاح زين العابدين ملجأ آمنا. يجب الحؤول دون ان يكون ثمة اي ملجأ آمن لآي من الطغاة المندحرين بل تسليمهم للمحاكمة في بلدهم عن الجرائم التي اقترفوها.

مظاهرة اليوم هي للتعبير عن رفضنا للحكم الفردي والقمعي وتجريد الشعب من اي وسيلة للدفاع عن مصالحة والاقتصادية والسياسية.

مظاهرة اليوم هي لرفض ان يعتاش الاردن من دور سياسي هو بالضد من مصالح اشقاءه العرب واستقلالهم وكرامتهم

مظاهرة اليوم هو بالاساس ضد التخاصية والفساد ورفض المديونية ورفض كامل حزمة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي نهبت البلد وزادت مديونته.

إن ما دافع عنه الشعب التونسي وتحديه الباسل قد للطغيان فتح الباب امامنا لنفض هيمنة التخلف والطغيان عن انفسنا. اننا نتضامن مع انفسنا ضد العسف والتسلط واتهميش والقمع عندما نتضامن مع شعب تونس البطل. بجب ان نحمي الثورة التونسية لآنها راية الثورة العربية بان نكون معها بخصوصيتنا وقضايانا ونضالنا ووعينا. ان ثورة الشعب التونسي عنوان لمرحلة قادمة في المنطقة العربية، معقدة ومتواترة لكن لا بديل عنها لكي نبني بلد الكرامة والعدالة والاشتراكية الانسانية لنا وللبشرية معنا.

واذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر!

ليست هناك تعليقات: