اخر عدد | الحوار المتمدن

٤ كانون الأول ٢٠٠٧

المخابرات الاردنية: خلية احتجاز لصالح السي آي ايه

وفر احد القراء مشكورا هذه الترجمة الدقيقة لمقال الواشنطن بوست حول علاقة المخابرات الأردنية بجهاز السي أي أيه الأمريكي.

المخابرات الاردنية: خلية احتجاز لصالح السي آي اي

محتجزو ارهاب اجانب يتحدثون عن التعذيب

كتب: كريج وايتلوك
مراسل الواشنطن بوست للشؤون الخارجية
السبت 1، كانون الاول، 2007

عمان، الأردن، على مدى السبع سنوات الماضية أدّى هذا المبنى البارز في ضواحي العاصمة عمان وظيفة خلية احتجاز لوكالة الاستخبارات المركزية الاميريكية السي آي إيه.

المبنى هو قيادة دائرة المخابرات العامة، وكالة الأردن القوية لشؤون التجسس و الأمن. و منذ العام 2000 و بتكليف من السي آي إيه، فإن 12 من مشتبهي الارهاب الغير اردنيين تم احتجازهم و استجوابهم هنا، وهذا استنادا الى وثائق، محتجزين سابقين ، مدافعين عن حقوق الانسان ، محامي دقاع و مسؤولون سابقون امريكيون.

في معظم الحالات خدم مركز التجسس الاردني هذا كمحطة مخفية لاحتجاز مساجين وكالة الاستخبارات المركزية الملقى القبض عليهم في بلدان اخرى. لقد كان مكانا يمكن اخفاؤهم فيه بعد ان يعتقلوا و يحتجزون هناك لعدة اشهر قبل ان ينقلوا الى خليج جوانتانامو في كوبا او في سجون السي آي إيه في اماكن اخرى في العالم.

آخرون اعتقلوا بينما كانوا مارّين بالاردن، بمن فيهم اثنين تم احتجازهم اثناء توقفهم في مطار الملكة علياء الدولي. معتقل آخر، طالب احياء دقيقة القي القبض عليه في الباكستان في الاسابيع القليلة عقب هجمات الـ 11 من سبتمبر. و لم يعثر عليه منذ أن ارسل من عمان على متن طائرة تابعة للسي آي إيه منذ ستة سنوات.

و أخر تلك الحالات البارزة للعيان تلك المتعلقة بالمحتجز الفلسطيني مروان الجبور الذي نقل الى الاردن العام الماضي من سجن سرّي تديره السي آي إيه و من ثم اطلق سراحى بعد اسابيع في قطاع غزة.

دائرة المخابرات العامة قد تكون اكثر الشركاء الموثوق بهم من طرف السي آي إيه في العالم العربي، تقلت الدائرة الاموال، التدريب، و المعدات من السي آي إيه لعدة عقود و تملك حتى موقعا على شبكة الانترنت ناطقا باللغة الانجليزية. تعمّقت الروابط في السنوات الماضية، و مع المديح الذي يكيله المسؤولون الاميركيون لنظرائهم الاردنيين لعمق معرفتهم المتعلقة بالقاعدة و الشبكات الاسلامية الراديكالية الاخرى.

على كل حال و في ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، كانت دائرة المخابرات العامة الأردنية مغرية لأكير من سبب، برأي مسؤولي مكافحة الارهاب الاميركيين السابقين و مدافعين اردنيين عن حقوق الانسان. إن محققيها لديهم سمعة لدفغ المشتبه بهم الصامتين على التكلم! حتى لو عنى ذلك استخدام تكتيكات قمعية تخرق القوانين الدولية او حتى الاميركية.

"تم اختطافي، و لم اعرف اي شيء عن مصيري، و باستمرار التعذيب و الاستجواب لمدة عامين كاملين" يقول الحاج عبدو علي الشرقاوي، احد مسجوني جوانتانامو من اليمن و ذلك في تسجيل مكتوب لما مر به في الاحتجاز في الاردن، يقول: "عندما قلت لهم الحقيقة، كنت اعذب و اضرب"

تم القبض على الشرقاوي في كراتشي في الباكستان في فبراير من عام 2002 في عملية باكستانية اميركية مشتركة، و على الرغم من ان معتقل غوانتانامو كان قد افتتح، إلا أن السي آي إيه طاروا به الى عمان بدلا عن ذلك، حيث سجن و احتجز لمدة 19 شهرا و ذلك حسب افادته و سجلات الرحلات. ثم اخذ لاحقا الى سجن سرّي آخر تديره السي آي إيه. حسب افادته قبل ان ينقل اخيرا إلى جوانتانامو في فبراير 2004.






قال الشرقاوي انه تم تهديده جنسيّا و بالصعق الكهربائي في الاردن. و قال أنه تم اخفاؤه عن اعين اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال زياراتهم لتفتيش المعتقلات الاردنية.

"قيل لي أنه اذا رغبت في ان اغادر بعاهة مستدامة عقلية و جسدية، فإنهم يمكن ان يرتّبوا الامر" قال الشرقاوي في افادته في ابريل 2006، و التي نشرت من قبل محاميه في لندن، كليف ستافورد سميث، و الذي يمثل محتجزي جوانتانامو "قالوا انهم يملكون كل التجهيزات لعمل ذلك في الاردن، قيل لي انه لا بد من ان اتكلم و اعترف، و ان اقول لهم كل شيء"

مسؤولو ادارة بوش قالوا انهم لا يسلّمون مشتبهي الارهاب لبلدان اخرى قد تقوم باساءة معاملتهم. و لمدة سنوات، فإن وزارة الخارجية الاميركية قد ذكرت عن تقارير تعذيب على نطاق واسع في وكالات الامن الاردنية في تقاريرها السنوية عن حقوق الانسان.

مراقبون مستقلون اصبحوا اكثر انتقادا لسجل الاردن. و منذ عام 2006، فإن الأمم المتحدة، منظمة العفو الدولية، و هيومان رايتس ووتش اصدرو عدة تقارير عن انتهاكات في الاردن في الغالب تكون دائرة المخابرات العامة هي المتورط بها.

وقال محتجزون سابقون ان محتجزيهم كانوا خبراء في ممارستين بالذات:
- الفلقة: ضرب المشتبهين على باطن اقدامهم بعصاة و من ثم اجبارهم على المشي حفاة و مدميي القدمين على ارض مغطاة بالملح.
- الفرّوج: او الدجاج المشوي و به تربط ايدي المساجين خلف ارجلهم و يعلقون من اعلى لاسفل بقضيب معدني يمرر من خلف ركبهم و يضربون.

وفي تقرير صدر في يناير عام 2007، فإن "مانفرد نواك" محقق الامم المتحدة الخاص لشؤون التعذيب قد اكتشف ان "ممارسات التعذيب هي روتينية" في دائرة المخابرات العامة الاردنية و استنتج ان:
"توجد حصانة كاملة للتعذيب و الاساءة في البلد"

لم يستجيب المسؤولون في دائرة المخابرات العامة لرسالة من طرف كاتب المقالة لمقابلتهم حول الموضوع، كما لم تستجب وزارة الخارجية الاردنية.

امتنعت السي آي إيه عن التعليق على علاقتها بدائرة المخابرات العامة الاردنية و لكن قامت بشكل عام بالدفاع عن النقل السري لمشتبهي الارهاب لبلدان اخرى. ممارسة تعرف بمصطلح: "التسليم".

"الولايات المتحدة الاميركية لا تقوم بنقل الافراد الى ايّه دولة اذا كانت تعتقد انهم سوف يعذبون هناك" يقول باول جيميجليانو، المتحدث باسم السي آيه إيه. "دعكم من الخرافات، فإن "التسليم" هو بالحقيقة أداة فعالة و قانونية و تم استخدمها على مدى السنوات و على نطاق ضيق و هي مصممة لإبعاد الارهابيين عن الشارع".

في الاردن، لا احد يسأل

مباشرة بعد الحادي عشر من سبتمتبر، لم يكن لدى السي آي أيه اي مكان لاحتجاز مشتبهي الارهاب الذي القت القبض عليهم. و لم يتم افتتاح السجن العسكري في جوانتانامو لغاية يناير من عام 2002، و تطلب الامر من السي آي إيه لغاية ربيع عام 2002 حتى كانت شبكة سجونها السرية في الخارج عاملة.

وجدت السي آيه إيه نفسها بدون خيارات و بالتالي طلبت من نظيرتها في الاردن، و سريعا بدأت طائرات السي آي إيه بتحميل السجناء الى الاردن.

جميل قاسم سعيد محمد، طالب الاحياء الدقيقة اليمني و الذي القي القبض عليه في عملية اميركية-باكستانية مشتركة بضعة اسابيع بعد الحادي عشر من سبتمبر على قاعدة الشك بمساعدته بتمويل اعمال القاعدة، ذكر شهود عيان أنهم رؤوا رجالا مقنّعين يأخذونه على متن طائرة جولفستريم v في مطار كراتشي في الرابع و العشرين من اكتوبر عام 2001.





تشير السجلات ان الطائرة المؤجّرة من قبل شركة تعمل لصالح السي آي إيه كانت قد طارت مباشرة الى عمان. و لم يُر محمد منذ ذلك الحين. قالت منظمة العفو الدولية انها قد طلبت من الحكومة الاردنية معلومات عن مكان وجوده و لكن لم تستلم اي رد.

وفي نفس الوقت، فإن جمال علوي مرّي و هو مواطن يمني اخر تم القاء القبض عليه في منزله في كراتشي في الباكستان من قبل عملاء اميركيين و باكستانيين. تظهر السجلات ان مسؤولين امريكيين شكّوا في انه يعمل لمنظمات خيرية اسلامية يزعم انها تدعم القاعدة.

بعدها بقليل ارسلت السي آي إيه المرّي الى عمان "لم يقولوا لي الى اين انا ذاهب" قال لاحقا امام محكمة عسكرية امريكية " اكتشفت لاحقا انني كنت بالاردن".

قال المرّي أنه سُجن لمدة اربعة اشهر في الاردن، بعيدا عن انظار مسؤولي الصليب الاحمر و في اوائل عام
2002، تم اخذه الى غوانتانامو و بقي مسجونا هناك.

محاموا الدفاع و ناشطوا حقوق الانسان في عمان قالوا انه لم يكن من المفاجيء ان ال سي آي إيه قامت بالاستعانة بالمخابرات للمساعدة.

"في اميركا، فإن الناس ستسأل عن اختراق القوانين" يقول يونس عرب، محام مثّل سجينا للـ سي آي إيه جيء به للأردن. "هنا في الاردن، لا احد يسأل. و لذا يستعين الاميركيون بالاردنيين للقيام بالاعمال القذرة"

كما ذكر محامون اردنيون اخرون تقاريرا ان السي آي إيه قامت بارسال قيادات القاعدة للأردن للإستجواب. و على الرغم من أن الأدلة القطعية هي محيرة، فإن محتجزين سابقين اقرّوا بأنهم اعتقلوا في نفس جناح "رمزي بن الشيبة" المخطط الرئيس لهجمات خلية هامبورغ التي نفذت اختطافات الحادي عشر من سبتمبر، يقول عبد الكريم الشريدة محامٍ من عمان.

"تم احتجازه في السجون الاردنية بالتحديد" يقول الشريدة عن بن الشيبة و تم اعتقاله لدى ال سي آي إيه في اماكن غير معلن عنها من وقت القاء القبض عليه في كراتشي في سبتمبر 2002 و لغاية سبتمبر 2006 عندما نقل الى غوانتانامو. "الولايات المتحدة احضرت كل اشكال الناس من جميع انحاء العالم"

سميح خريس، محام من عام و الذي مثّل معتقلين اردنيين سابقين من غوانتانامو نقل شهادة عن معتقلين سابقين و اخرين في الاردن اكدّوا الشكوك القديمة بأن ال سي آي إيه تدير عمليات من بعد في مقر مبنى المخابرات العامة الاردنية.

"بالطبع لديهم سجون هنا، سجن سري—بالطبع، لا داعي للاستغراب" يقول المحامي "أذا كانوا سيضعونني في في مبنى المخابرات ذلك، فاعتقد أنه سجن امريكي ايضا"

يقول خريس ان وكالة التجسس الاردنية المخابرات تمتلك سمعة عن جدارة باستخدام الاساليب الغير مقبولة لانتزاع الاعترافات. ولكن يقول المحامي خريس أن السي آي إيه ترسل المساجين الى عمان للاستفادة من معلومات المخابرات عن الجماعات الاسلامية الراديكالية.

"التعذيب ليس السبب الرئيسي" يقول خريس.

إنكار صريح
في 26 من حزيران من عام 2006، و بعد الساعة السادسة مساء، قام نواك المحقق من الامم المتحدة بزيارة مفاجئة لمبنى المخابرات العامة في عمان.

قامت الحكومة الاردنية بالموافقة لنواك باعطائه "كرتاً أبيضاً" لتفتيش اي سجن بالاردن، و بدون أي عوائق و حرية كاملة للوصول الى المعتقلين. و كونه عضوا جديدا في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان، كان الاردن متلهفا للفوز بختم الموافقة من طرف نواك. سمح مسؤولوا المخابرات العامة لنواك بالتجول في اجنحة السجن و لكن رفضوا السماح له بالتكلم مع المساجين على انفراد. عندما سأل نواك عن المزاعم بأن السي آي إيه تقوم باستخدام المبنى كسجن بالوكالة انكر مسؤولوا المخابرات التقارير.


"كانت الردود سطحية، و بانكار بسيط، نحن لا نعرف شيئا عن هذا" قال نواك في مقابلة.

في مقابلة مع معتقلين سابقين في دائرة المخابرات العامة، يقول نواك أنه سمع بشكل متكرر تقارير متكررة عن معتقلين تم تعريضهم لصدمات كهربائية و حرمان من النوم و اساليب متنوعة من الضرب بما فيها الفرّوج و الفلقة.

قال أن العديد من المعتقلين ذكروا ان كبير المعذّبين كان يدعى العقيد علي بيرجاك، مسؤول وحدة مكافحة الارهاب في دائرة المخابرات العامة واحد المسؤولين الذين انكروا التعاون مع دائرة المخابرات العامة. بناءً على هذه المقابلات. اوصى نواك في تقريره بأن يحاكم بيرجاك من قبل السلطات الاردنية باتهامات التعذيب.

في رد مكتوب على تقرير نواك في العاشر من اكتوبر من عام 2006 دعت الحكومة الاردنية التقرير بانه "غير صادق" وبأن الناس هناك ذووا سوابق اجرامية.
"إنه من المعتاد ان يذكر المساجين تقارير كاذبة عن التعذيب بطريقة تثير الشفقة للتهرب من العقاب بغية التاثير على المحكمة" قالت الحكومة.

و على كل حال فإن مساجين سابقين في دائرة المخابرات العامة ادلوا بتقارير مماثلة عن التعذيب الجسدي الجاري في مبنى المخابرات.

مسعد عمر بحاري، مواطن سوداني امضى 86 يوما في زنازين الدائرة في اوائل عام 2003 بعد ان القي القبض عليه عند توقفه في مطار الملكة علياء الدولي في عمان.

قال البحاري ان مستجوبيه ارادوا ان يعرفوا عن نشاطاته في فينا، حيث عاش هناك اكثر من عقد من الزمان. و قد سئل عن نفس الاسئلة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية و من قبل مسؤولي الامن النمساويين عن مخططات مزعومة لنسف السفارة الاميركية في فينا في عام 1998. على الرغم من أنه انكر اي دور و لم توجه له اية تهمة.

اثناء احتجازه في عمان، قال البحاري ان الحراس استخدموا كلاً من الفلقة والفروج، و قاموا بضرب باطن اقدامه بالعصي و تم ربط يديه و تعليقه من اعلى لاسفل و من ثم نقعوه بالماء البارد و اجبروه على المشي على ارضية مرشوشة بالملح.

"ظننت انهم سوف يقتلوني" قال البحاري "قرأت صلواتي ظنّا مني انني سوف أموت"

هناك ٥ تعليقات:

المنشق يقول...

اهنئك على مدونتك الرائعة خصوصا انها من اول المدونا ت الاردنية التي يكون لها هدف جدي

غير معرف يقول...

شكرا أخ خضر علي متابعه موضوع التعديب،بلفعل أمر مخزي ووصمه عار عار في وجوههم

غير معرف يقول...

فقط 12 !!

كل هذا الكذب من اجل 12 ارهابي مشبوه نصفهم مار مرور الكرام طبعا !! ، ليس لعمل عملية ارهابية او غيرة، كالقول جهلا بان تهريب المخدرات عن طريق الاردن مسموح كونة ليس للاردن ، عجبي !!!

عمر اللماظي يقول...

انا اتسائل كيف يتم قبول وتناقل هذا الموضوع المنسوب الى جريدة امريكية (صهيونية) في محاولة لتشويه صورة الاردن في العالم واستخدامه كوسيلة ضغط على الاردن في المستقبل وان لم يكن في الوقت الحاضر .
وفي الحقيقة لا يوجد ما يثبت هذا الكلام
ولا ادري اذا قال شخص انا (المهدي) فهل ستصدقونه دون دليل .

غير معرف يقول...

هلا