اخر عدد | الحوار المتمدن

١٨ شباط ٢٠٠٩

لما بسمع،  او بقرأ، كلمات زي "ارتياح شعبي للحديث الملكي"  ما بعرف وين بدي اودي وجهي. ووين؟  وكأنه "الشعب" بتحكلّه على دبرة وبرتاح .. وثمة كتاب جاهزين لقراءة هذا الارتياح.  وهؤلاء الكتاب انفسهم ما كتبوا شي، ولا اي شي، لما كان الشعب مش مرتاح وبتحلمز ومش عارف يقعد.  وما كلفوا خاطرهم يحكولوه على اي دبرة من الدبارات المدبر فيها من قبل اليوم اللي تكشف فيه "ارتياحه" المزعوم. 

انا شخصيا ما بعرف اذا كان فيه ارتياح شعبي اولا؟ ما فيه وسائل لقراءة هيك شي في متناول ايدي. والمؤسسات "الوطنية" من برلمان وحكومة وغيراته، هي مؤسسات غير منتحبة ديمقراطيا وجرى ويجري تزوير الانتخابات على كافة المستويات في الاردن، من عضو البلدية للنائب البرلماني، حتى اتحادات  الطلبة مش سلمانة من التدخلات السافرة.  انا اللي بعرفه انني وقرايبي مش مرتاحين. يعني ابوي مش مرتاح، ولاامي، واخوي الكبير دايما شاعر بالملل رغم انه "منعم متفضل عليه."  "يا خي ملان..ملل" هيك بظل ارددلي. خواتي مش صاحلهم يملوا من كثر الولاد والخلفة والمسلسلات التركية، يعني برمولهم شي 3 حلقات باليوم ما بين حلقات جديدة ومعادة. بس برضة ملانين. . ملل واصل مستويات الشلل: " طيب تعوا نروح على العقبة؟" لويش العقبة، شو بدنا نسوي هناك يعني، ياخي شوب وقرف وبتعيف صرمك.."  اقتراح آخر: " طيب نقوم نمشي؟" .."نمشي، وين نمشي هوه بنمشى في البلد، خليك قاعد بهالشوب|اوالبرد لا تضربك سيارة.."  واخطر شي اذا بتقترح مثلا لواحد انه يقرأ كتاب اوقصة، وهي هواية جدا مناسبة للمواطن لآنه ممكن يقوم فيها وهو قاعد في محله..يا عيبك يا خز شيبك، كيف تطلب منه يقرأ؟! ما بتسلم من لسنتهم. يعني هاي بتكون فعلا كسرت الملل تبعهم لآنه رح يظل يتندروا عليك وفيك لما تعود دورة الملل تبعتهم من الجديد.  

  • عارف انه مش هذا موضوع الحديث. وانه فيه ناس قلقانين على ما يسمى بـ"الوطن البديل." هؤلاء الناس انبعصوا من تساوق الحكومة مع المزاج الشعبي في الاردن خلال فترة العدوان  الاسرائيلي الوحشي على اهلنا في غزة.  الحكومة وهي تعلم جيدا ومسبقا بالنوايا الاسرائيلية تجاه غزة، ارتأت ان لا تواجه المزاج الشعبي وتنأى بنفسها عن نيران حماس والمقاومة الفلسطينية والتي قد تؤجج الوضع الداخلي في الاردن وتزيد حدة التوتر. وخيارها انحسر في  ادارة الازمة الداخلية وابقاءها تحت السيطرة. واختطت تفاهما مع الحركة الاسلامية يسمح للاخيرة بتحريك التظاهرات ضمن اطار محدد وخطوط حمراء لا تسمح الحكومة بتجاوزها. وهكذا لم يشارك الاخوان وذراعهم حزب جبهة العمل الاسلامي في المظاهرات التي استهدفت الوصول للسفارة الامريكية.  وفي اطار توجه الحكومة هذا سعى المحافظون والمتصرفون انفسهم في العديد من المحافظات  الى الايعاز للمدراس بتسيير التظاهرات واخراج الطلاب للتظاهر. ووصلت الامور من رئيس الوزراء حد التلويح اوالتلميح - شو هو الانسب بهالحالة - بطرد السفير الاسرائيلي.  لكن في نفس الوقت القمع الوحشي في اليوم التالي للمتظاهرين الذين حاولوا الوصول للسفارة.

  • يبقى ان المشاعر التي اظهرها المواطنون في الاردن ضد العدوان الصهيوني الوحشي على الشعب الفلسطيني اثار حفيظة تيار اقليمي في النخب الاردنية شعر فجأة انه بلا وزن سياسي ومحاصر امام المشاعر الصادقة للمواطنين في الاردن تجاه اخوتهم في فلسطين.  وهي المشاعر الانسانية والعربية الطبيعية والمنسجمة مع واقع الامور وهي التي يجب ان ينبني عليها الموقف السياسي والاستراتيجي السليم، لا الفزاعات والمخاوف الاقليمية والتي تفرق وتضعف الاردن وفلسطين وشعوب المنطقة عموما بينما تقوي نفوذ الصهيونية والامبريالية في منطقتنا. 

  •  ويتغذى من هذا التيارالاقليمي  "الشرق اردني" بل ويسانده من حيث يدري اولا يدري  تيار "اقليمي فلسطيني"  يحيد المواطنين من اصل فلسطيني في الاردن عمّا يجري فيها من صراع اجتماعي سياسي ديمقراطي بدعاوى متناقضة عن "التحرير" و "ما بخصنا" و"فلسطين اولا.." وكأن العودة والتحرير سوف تتم بينما نحو 50% من الشعب الفلسطيني - ممن هم في الاردن تقريبا -  خارج الصراع الاجتماعي والسياسي في اماكن تواجدهم.  كيف لك ان تكون في المعادلة الصح في مواجهة الصهيونية والهيمنة الامبريالية الامريكية في المنطقة ولا تكون طرف في نضال سياسي ديمقراطي ضد الانظمة التي هي في الطرف النقيض من مصالحك وفي الخندق الآخر من المواجهة؟  ان المساهمة في النضالات الديمقراطية الاجتماعية والسياسية  هي المنطلق السليم لتعزيز التضامن والآخاء والثقة المشتركة بين فئات شعبنا الواحد.  هي في الصميم من حماية الاردن وتحصينه ضد اسوأ المخططات الصهيونية.  انها قضية وعتها منذ حين شرائح واسعة من اليسار الفلسطيني والاردني - عذرا لاستخدام التصنيفات الدارجة هذه -  ومارستها وتمارسها وقدمت تضحيات مذهلة ومشرفة على هذا الطريق. برغم القمع الشديد الذي نزل وينزل بها من اجهزة النظام ومخابراته.

  •  التيار الاقليمي في الاردن بشقيه هو رصيد استراتيجي للحكم وللبرجوازية الحاكمة عموما واداته المجربة في شق الشارع والسيطرة على حراكه.  ومن الطبيعي ان يعمد الملك الى اعادة الاعتبار لهذا التيار وتهدئة مخاوفه بعد ان تراجعت كثافة العدوان الاسرائيلي على غزة ولكي لا يتم فهم مواقف الحكم خطأ من قبل منافحي هذا التيار "الغيارى".  وهكذا اشار  في حديثة انه ضد  "الوطن البديل" او"الخيار الاردني" و الى "عدم الخوف من المؤامرات" .. من هذا القبيل. .انا  ضحكتني  - وإن لم تشعرني بالارتياح - مسألة  " عدم الخوف من المؤامرات"  الاخيرة هذه.. قال مؤامرات قال. ان النوايا ولتصريحات الصهيونية اليمينية الكاسحة هي باتجاهات خطيرة جد وهي بالذات ما يقلق النخب الاردنية الحاكمة، وبالذات بعد الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة.

ان الشعب الفلسطيني في صموده وانتصاره كان ولا يزال الضمانة الاساس ضد تمرير اي من المشروعات - المؤمرات - الصهيونية اعلاه على الاردن والمنطقة برمتها. وفي نفس الاطار،  فانني ارى ان الاردن وطن لكل مواطنيه، هو وطن للاردني والفلسطيني  لكنه ليس "وطنا بديلا."  ان قيام دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية  المحتلة عام 1967 شرطها علاقة وحدة مع اردن ديمقراطي،  يجري وضع دستورها من خلال جمعية تأسيسية منتخبة انتخابا مباشرا من "الشعبين."

* كانت المقالة هذه قيد الاعداد قبل التغيير الوزاري الآخير. وزير الخارجية ما حدا كان سامع فيه. المؤسف هو تعيين موسى المعايطة وزيرا، يبدو ان تياره "اليساري الديمقراطي" قد عزف منذ حين عن مشروع التنمية السياسية والديمقراطية من الاسفل وها ذا يحاول ذلك من "القمة" يا معين! مشاركته من الحكومة ليست من اليسار الفعلي بشئ ولا ديمقراطية كون الحكومة معينة وليست منتخبة من ومسؤولة مباشرة امام الشعب... شي بلا طعمة، وفاشل وانتهازي.

* شكرا للقدموا ارائهم مسبقا على هذه المقالة

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

http://www.alordonyalhurr.blogspot.com/
نود الاستئذان لسحب بعض المواضيع والمقالات من مدونتكم واضافتها الى مدونة الاردني الحر
مع الشكر

غير معرف يقول...

بكل سرور مع توثيق العلاقة مع مدونتك الحيوية والصادقة