الأخوة القراء ما رأيكم بهذا اللقاء الودي والصريح أدناه بين رئيس الوزراء والفعاليات الاقتصادية؟ ومن هي هذه الفعاليات الاقتصادية؟ وما هي فاعلة؟ انها على ما يبدو تتمثل في مندوبي غرفتي التجارة والصناعة حيث لا وجود في هذا الإجتماع لأي من مندوبي المنتجين الحقيقيين في الاردن من عمال ومزارعين أو حتى موظفين..على ما يبدو فهم ليسو بفاعلين؟ ورغم ما يدّعون من نسبة نمو اقتصادي تعادل 7.5% في العام الماضي وزيادة الصادرات بنحو 39% ايضا فأنه لابد لهم "من دراسة واقعية حول إمكانية رفع الحد الأدنى للإجور" فوق مستوى الـ 85 دينار في الشهر حالياً بحيث لايؤثر على الإستثمار، لاسمح الله! طبعاً الإستثمار بنسب نموّه العالية سالفة الذكر ممنوع أن يؤثر إيجابيا على العمال وأجورهم؟! ثم من سيقوم بهذه الدراسة: وزير العمل ووزير التجارة والصناعة، وهذا الأخير شاءت الأقدار أن يكون من كبار أصحاب المصانع في الاردن. وبالطبع ليس هناك مندوبين للعمال او نقاباتهم في مثل هذه الدراسة،
ايضا لاحظ كم هم منظمين مندوبي هاتين الغرفتين، أقول متواضعين فإسم تنظيمهم (غرفة) يعني مش جمعية ولا نادي ولا حزب بس "غرفة" يا دوب! وواحدة من هالغرف بتقودها لجنة معينة من الوزير! وطلباتهم هادئه وواضحة من الحكومة وليسو في حاجة لترديدها اكثر من مرّة، فهي تقع على آذان صاغية. آذان الحكومة ذاتها التي جاءتهم لتوضّح لهم خياراتها الصعبة مع الميزانية بين رفع الدعم عن المحروقات أوفتح الباب على تخفيض قيمة الدينار، ولكي تعدهم كما سبق وأن نشرنا وهو أن رفع الدعم عن المحروقات سينتهي بتسليم قطاع الطاقة برمته لهم وأعني القطاع الخاص
وكما سترى عزيزي القارئ فبرغم تشابك قطاعي التجارة والصناعة في الأردن إلا أنه ثمة فروق في المطالب والأولويات. ولقد اضفت بعض التضليل الملوّن من عندي كي ألفت انتباه القارئ الكريم لمطالبهم وأولوياتهم المتعارضة فبينما يطالب مراد- تجارة، الذي لايضيره كثيرا رفع الدعم عن المحروقات إلا بمقدار إنكماش القدرة الشرائية المحليّة لذلك جاءت مطالبه بالترتيب باتجاه السلعة الأكثر رواجاً حالياً وهي العقارات - بتغيير قانون المالكين والمستأجرين وقوانين نقل الملكية .. بل والأهم برأيي أيضا هو ما سمّاه بـ"هيكلة الضريبة بحيث لايكون هدفها التحصيل بل تشجيع الإستثمار" يعني مش شبعانين الإخوان.. يعني ضريبة على مين حتى يتشجّع هالإستثمار؟ ومش كافي هيكلة بعد..
أما الاستاذ الحلواني - صناعة، ومدير مصانع الإسمنت التي تستهلك الكثير من الطاقة في عملية الإنتاج - فهو مقروص مليح من هالقرار - رفع الدعم عن المحروقات - أكثر بكثير من التجّار، مقروص بشكل مش طبيعي لدرجة إنه صاير ضد العولمة ووطني! فهو يطالب باجراءات لحماية الصناعة الوطنيّة وتفضيلها في العطاءات - راجع التضليل أدناه - وهذا يضع الأردن في مواجهة منظمة التجارة العالمية وعقوباتها والأردن عضو في هذه المنظمة! الأهم أن الاستاذ ناسي أو مش منتبه إنه شركته الوطنيّة -الإسمنت - مملوكة من شركة لافارج الفرنسيّة! يعني كيف فرنسية ووطنيّة أردنية؟ ويعني أي صناعة وطنية بيقصد؟ هل من الممكن أن تكون الشركات الفرنسيّة تريد تتهرب من بنود اتفاقية التجارة العالميّة من خلال وسيط (الأردن)؟ المهم في مطالبه الأخرى من مثل مطالبة الحكومة في دعم مدخلات الإنتاج واعفائها من الضرائب والرسوم - تعتبر خرق آخر لإتفاقية التجارة العالمية
والأكثر جديّة هو في مطالبته ب"سياسة ماليّة ونقديّة لتشجيع الإستثمار؟" ماذا يفهم من هذه العبارة؟ هل المقصود من ذلك تخفيض العملة الأردنية (الدينار) بما يعني ذلك من تخفيض الضغط على ميزانية الحكومة وخصوصاً مع بدء إرتفاع الدولار الأميريكي؟ وأيضا هذا يعني ضرب تحت الحزام على التجّار لإجبارهم على تقاسم تبعات الأزمة. فتخفيض العملة يضرب قطاع الإستيراد في العادة ويضطر التجّار على البحث عن بدائل محلية، ومن جهة أخرى فهو يساعد قطاع التصدير الصناعي والزراعي في العادة وخصوصا إذا تلازم ذلك مع سياسة استثمارية تنموية للتصدير تقودها وتظبطها الدولة - ونحن لانتحدث هنا عن أي توزيع للثروات للمنتجين الحقيقيين و على رأسهم العمال والمزارعين بعد لكي لا تستشكل الأمور على أحد - تطبيق مطالب الحلواني هذه بحاجة لقرار اقتصادي سياسي مفقود من هذه الحكومة، حكومة تتبنى سياسة اقتصادية نيوليبرالية وعضو في منظمة التجارة العالمية. وهكذا نرى أن الأمور تسير بالاتجاه المعاكس لما يشتهيه الصناعيون (الوطنيّون،) إنه إتجاه غالبا ما تدّعي الحكومات المتعاقبة أنه بتأثير خارجي وخارج عن إرادتها
يتبع..
شؤون أردنية
شؤون أردنية تدعوكم للمساهة في النقاش حول مجمل قضايا الأردن والمنطقة العربية ، ويمكنكم ارسال مساهماتكم على العنوان التالي:
=======================
رئيس الوزراء يلتقي الفعاليات الاقتصادية عمان/30 حزيران/بترا
اكد رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران ان الحكومة لن تقدم على اي خطوة للتخلي عن دعم المحروقات الا بعد ايجاد شبكة امان لذوي
الدخل المحدود والمتدني تتضمن زيادة لرواتب شريحة من الموظفين.وفي الوقت الذي اكد فيه رئيس الوزراء ان الوضع الاقتصادي في الاردن يسير بشكل جيد من حيث نمو السوق المالي وموجودات البنك المركزي وقوة الدينار الاردني.. الا انه اشار الى ان وضع الموازنة العامة صعب نتيجة لعوامل خارجة عن ارادة الحكومة في مقدمتها ارتفاع اسعار النفط عالميا وبالتالي ارتفاع فاتورة دعم المحروقات في الموازنة اضافة الى انحسار حجم المساعدات الخارجية بنسبة تجاوزت 50 بالمائة.واشار خلال لقائه بالفعاليات الاقتصادية الصناعية والتجارية مساء امس الى وجود خطة لمواجهة هذه التحديات بشكل تدريجي حيث سيتم العمل على الموازنة بين الايرادات والنفقات. وبين ان الحكومة ستعمل على تحرير قطاع الطاقة بعد انتهاء الامتياز لمصفاة البترول الاردنية عام 2008 ليدار هذا القطاع من قبل القطاع الخاص حيث سيتولى استيراد المشتقات النفطية وانشاء مصفاة بترول اخرى مشيرا الى ان الحكومة تدرس حاليا بدائل عديدة لاستخدامات الطاقة منها تحويل كافة محطات توليد الطاقة لتعمل بالغاز الطبيعي والاتجاه الى بناء السكك الحديدية لتخفيف كلفة النقل. ودعا رئيس الوزراء القطاع الخاص الى تحويل المصانع لتعمل على الغاز بدلا من البترول خاصة وان الغاز المصري يتميز بسعر ثابت لمدة 15 سنة مع احتمالية زيادته بعد ذلك باسعار بسيطة وبما يضمن تقليل كلفة الانتاج وزيادة تنافسية الصناعة الاردنية.وشدد على ضرورة تعزيز الميزة النسبية للاردن باعتباره واحة سياحية وتعليمية مشيرا الى ان الاردن يتوقع حركة سياحية نشطة هذا العام ستدر حوالي المليار و 300 مليون دينار اضافة الى نحو 200 مليون دولار من الطلبة العرب والاجانب الدارسين في الجامعات الاردنية الذين يقدر عددهم حاليا ب 20 الف طالب وطالبة.
وبشأن التساؤلات التي ظهرت مؤخرا بشأن النمو السريع في قطاع العقارات بين الدكتور بدران ان هذا النمو جزء من النمو الاقتصادي الذي يشهده الاردن وهو يشكل تجارة في سوق حر.وقال ان 97 بالمائة من تجارة العقارات التي شهدها الاردن خلال الاشهر الخمسة الماضية هي لاردنيين حسب احصائيات دائرة الاراضي و 3 بالمائة لاجانب منها 5ر1 بالمائة لعراقيين و 5ر1 بالمائة لجنسيات اخرى. واكد ان هذا النمو في قطاع العقارات يبين الحاجة الى اخذ الابعاد الاجتماعية للنمو واثره على المواطن الاردني وكيفية توفير السكن الملائم له مشددا على ان توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بتخصيص اراض في جميع المحافظات وتطويرها من قبل مؤسسة الاسكان وتوفيرها بسعر مناسب للمواطنين ذوي الدخل المحدود والمتوسط جاءت ضمن هذا الادراك مضيفا ان ما نسبته من 5 الى 10 بالمائة من اسهم الشركات التي سيتم خصخصتها سيتم بيعها الى العسكريين وموظفي الدولة لتنفيذ توجيهات جلالته. واشار الى انه تم تحديد 7 مواقع لللتنقيب عن البترول في الاردن وتمت دعوة الشركات للمشاركة في عطاءات التنفيذ فضلا عن دراسة الجدوى الاقتصادية لاستخراج الصخر الزيتي من منطقة اللجون .وقال انه يجري حاليا تصميم مشروع قناة البحرين التي ستوفر تحلية 580 مليون متر مكعب من المياه سنويا وتوفير الطاقة لمنطقة وادي عربه والعقبة اضافة الى مشاريع سياحية ستقام حولها ودورها في الحفاظ على البحر الميت من خلال رفع منسوب المياه فيه .واوضح رئيس الوزراء انه ستيم المباشرة بتنفيذ مشروع جر مياه الديسي الى عمان مع نهاية العام الحالي والذي سيوفر بين 100 الى 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا الى العاصمة عمان.
وطلب رئيس الوزراء من وزيري العمل والصناعة والتجارة اعداد دراسة واقعية لامكانية رفع الحد الادنى للاجور الذي يبلغ حاليا 85 دينارا واثر مثل هذا القرار على قدوم الاستثمارات العربية والاجنبية التي تأخذ باعتبارها رواتب العمالة الاردنية.
وكان رئيس لجنة ادارة غرفة تجارة الاردن العين حيدر مراد عبر عن تقديره للحكومة لفتح باب الحوار مع القطاع الخاص لبناء الشراكة الحقيقية بين الجانبين بما يحقق توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحرص كل الحرص على بناء قواعد المشاركة بين القطاعين العام والخاص من اجل تكامل الادوار وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز النمو الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة للمواطن من خلال توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل على جميع فئات المجتمع وجميع مناطق المملكة.واشار الى ان جلالة الملك يبذل جهودا عظيمة في الداخل والخارج من اجل تعزيز قواعد البنية الاقتصادية ووضع الاردن على خارطة العالم الاستثمارية وتطوير العلاقات مع مختلف دول العالم والشركات الكبرى حيث تكللت تلك الجهود بالتوفيق والنجاح والحمد لله وما يؤكد ذلك زيادة معدل النمو الى 5ر7 بالمائة وزيادة الصادرات الوطنية بنسبة 39 بالمائة وزيادة معدل نمو الاستثمار بنسبة 60 بالمائة.
وطالب مراد باجراء تعديلات على بعض القوانين النافذة حاليا ومنها قانون المالكين والمستأجرين وقانون ايجار الاموال غير المنقولة وبيعها لغير الاردنيين والاشخاص المعنويين وتوحيد قوانين وانظمة الاستثمار والعمل على هيكلة الضرائب في المملكة بحيث لا تكون غايتها التحصيل فقط وانما تكون وسيلة رئيسية لتشجيع الاستثمار.
واكد رئيس لجنة ادارة غرفة صناعة عمان الدكتور حاتم الحلواني على ضرورة دعم الصادرات الصناعية التي تشكل 90 بالمائة من صادراتنا الوطنية والتي نمت العام الماضي بنسبة 39 بالمائة من خلال اعفاء مدخلات الانتاج ومستلزماته وقطع الغيار من الرسوم والضرائب. كما اكد على ضرورة تعزيز توجهات السياسة المالية والنقدية المحفزة للاستثمار ومراجعة اساليب تطبيق قانون حماية الانتاج الوطني واعطاء الاولوية للصناعات الوطنية بالنسبة للعطاءات الحكومية.