ها هي الدولة تحصد ما زرعت ومع ثقة كهذه علي الدولة ان تقلق اكثر من ان تشعر باي ثقة. لكن من يحكوموا بدولة مزورة دائما يشعرون بانها لن تستقيم لهم بدون شعب مزور.وما هي الا ايام وانطلقت انتفاضة الشعب التونسي وغدا المشهد الشعبي العربي على مسار آخر. تحسست الانظمة العربية ورطتها وباتت تبدل عكسيا باتجاه احتواء العاصفة الشعبية القادمة والتي باتت نذر تونس تشير الى عدم امكانية قمعها في مهدها. وفجأة اكتشف القصر في الاردن مواطنين لهم قضايا ومعاناة، وفي استباق لما ليس منه بد في تونس جرى الايعاز لاجهزة الدولة "بـالتخفيف عن المواطينين" والى آخره من اللازمة المعهودة من "نحن اخوة" و"المسيرة الواحدة" و..والي بدك اياه من المخاجلات المعهودة.
الامر الآن بات اكثر جدية مع دخول الشعب المصري على الخط. واستمرار المظاهرات الباسلة الى اكثر من ثلاث ايام بل وتطور اساليبها. حتى امريكا حست بالحامي وانكشاف ازمتها في المنطقة. وصار القصر مثل بالع الموسى مع هالبرلمان النضوة الي هندسوه على مزاجهم..حيث ان كل مؤسسات الدولة واعمدتها مصمتة امام اي مشاركة شعبية سياسية في صنع القرار. واي موقع منتخب بجري تعهيره من قبل القصر واجهزة الحكم عموما من عريف الصف الى نائب البرلمان تعمل ان الحكومة على ان يكون خيار الناس ومن تنتخبه لملئ اي موقع اسوأ ممن يعين.
الملك وعي الازمة ولهذا انجبر الامس ان ينأى بنفسه عن أي دور في هذه المسرحية الفاشلة. بل وتجاوز ذلك الى ان يعطي النواب درسا في استشعار حقوق الناس والمطالبة بها. وعندما سؤل عن قانون انتخاب عصري للبرلمان، وهو القانون الذي اصر القصر على مسخة بهذه الصورة من الاب الى الابن وفرضة على الناس بثوره المؤقتة من دوره الى اخرى. اجاب الملك ان القانون بين ايديكم! ايدي من؟ ايدي نواب قد نقول تجاوزا - تجاوزا مشروعا - انتخبهم القصر. من خلال تهئته لهذه المحصلة باصراره على فرض قانون انتخابي مؤقت ومتخلف وتفتيتي على الشعب.
النتيجة ان الشعب فاقد الثقة بالدولة ومؤسساتها اقتصاديا وسياسيا. والا كيف نفسر هذا التشنج الشخصي والاجتماعي العام في البلد. كيف نفسر انتشار التعبيرات والنزعات العشائرية والجهوية اجتماعيا واستحضارها كيفما شاء ومن اجل اي مطلب تقريبا في المجتمع. كيف نفسر حجم المغتربين الهائل على المستوى الفردي، بل والمؤسساتي. ليس فقط الافراد هم من يذهب للخارج مضطرين من اجل لقمة العيش بل اهم مؤسسات الدولة وهي الجيش والمخابرات يعيش على الارتزاق من الخدمات العسكرية سواء في افغانستان اوهاييتي اوغيرها من البلدان. اي علاقة ملتبسة هذه للدولة مع مواطنيها؟!
ليست فقط مؤسسات الدولة العسكرية التي فاقدة منطقها بل ايضا المدنية، هل الجامعات افضل حالا؟ الاحتراب العشائري والجهوي على ذروته في الجامعات بل هي احدى القنوات الذي يجري تصديره للمجتمع وليس العكس كما يعتقد البعض. هل القطاع الصحي العام الذي يجري هدمه وتصفيته لصالح القطاع الخاص والسياحة العلاجية هل هو افضل حالا؟ ما تفسير حجم الاعتداءات الذي لم يتراجع على الاطباء والممرضات في القطاع الصحي العام؟ واين ما هي الخطة الصحية والوقائية العلاجية للبلد برمته؟
على تفوم اي دولة اوحكم يحترم نفسه ويحترم مجتمعه على المسرحيات والالاعيب وتهميش البشر ودورهم والغاء قدرتهم على التفكير والمشاركة السياسية في ظل واقع عربي وعالمي متعقد. قال علي بن ابي طالب: "من شاور الرجال شاركهم في عقولهم." - وانا اقول عذرا علي، الرجال والنساء - لكن هذا الحكم لا يبحث عن عقول، فعقلها مكفيها اوهكذا تعتقد. مشروعها ليس مشروع عقول اوتقدم. هو يبحث عن زحيجة وهزيجة وعن مسخ معارضة لآنه في ذاته مسخ خكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق