الضغط الشعبي يتصاعد في مصر. لم يفلح القمع والاعتقالات الواسعة في احتواء التظاهرات الصخمة والبطولية في شوارع القاهرة والسويس.
البرادعي يدعوا مبارك لتقاعد. ويتوجه لمصر ليشارك في مظاهرات الجمعة..
الادارة الامريكية ابتدأت في بداية المظاهرات بالتركيز على ان نظام مبارك مستقر. بالطبع الادارة الامريكية تدرك ان التحركات الشعبية الواسعة والباسلة هي بالتالي تستهدف ديكتاتوريات "صديقة" للادارة الاميريكية وبالعربي الفصحى انظمة عميلة لامريكا. لكن الادارة الامريكية مستفيدة من تجاربها مع الثورة الايرانية تسعى في خطابها المعلن ان لا يتصاعد التجذر الشعبي العربي بحيث يماهي وعلى نحو دقيق وسليم بين انظمة عربية ساقطة وبين سقوط وانفضاح الهيمنة الامريكية في المنطقة.
مؤشرات سقوط الهيمنة الامريكية في المنطقة واضحة للادارة الامريكية اكثر من غيرها. افتتحها الشعب العراقي بالذات عندما فرض على ادارة بوش الانتخاب كطريق لتشكيل الدولة العراقية واستنهاضها من براثن الاستعمار الامريكي الذي لا يزال يجثم على صدرها.
مؤشر آخر هو فشل الدولة الصهيونية المدفوعة والمغطية امريكيا في تحقيق اهدافها في حرب صيف عام 2006 ضد لبنان برغم الدمار الكبير الذي خلفته في هذا البلد. لم تسطع هذه الحرب ان تدمر ارادة لبنان والمقاومة، بل قوتهما برغم كل الاعيب والمؤامرات وها هم طرف اساس في تحالف لبناني واسع يشكل حكومة هذا البلد.
مؤشر آخر وهام على سقوط الانظمة المرتبطة والمراهنة على الادارة الاميريكية يتمثل في فشل هذه الانظمة بالحصول من خلال امريكا على اي تراجع اوتنازل من الدولة الصهيونية لصالح انهاء الاحتلال، بل اقل منه حتى وقف المستوطنات فشلت الادارة الامريكية في الحصول على حتى مجرد وعد من الحكومة الاسرائيلية في ذلك. لم تستطع ان تقدم اي شئ على المستوى الفلسطيني لا عندما اهين نائب الرئيس الامريكي بيدن وغضب وارغى وازبد. ولا عندما اغدقت امريكيا على الحكم الصهيوني الاعطيات والوعود.
حتى على مستوى الصورة الامريكية التي حاول اوباما بطريفته البلاغية والاستعراضية ان يؤمل الناس بها في خطابه عن التغيير اوخطابه في القاهرة.. كل ذلك ذهب ادراج الرياح. فسجن غوانتانمو الذي وعد باغلاقه في السنة الاولي من حكمة لا يزال مفتوحا بزائريه. وفضائح ابوغريب والاجرام المنفلت في افغانستان وفلسطين يكشف دعاوي الادارة الامريكية المبتذلة في الحديث عن التغيير والاصلاح.
وهكذا فكلام الادارة الامريكية عن وقوفه مع الشعب التونسي اومع الاصلاح في الوطن العربي هي دعاوى جذريا كاذبة. لماذا لا يتوجه هذا الخطاب ضد حكم آل سعود مثلا، اوالحكم الاردني.. ان الهيمنة الامريكية في المنطقة امام ورطة كبيرة، وهم يصارعون لـ"ركوب الموجة" بالانترنت وبالكلام الفاضي اوهكذا يوهمون الناس كان التغيير جاء من خلال الانترنت..!
ان موجة التغيير تتعمق في مصر لكن امتدادها القادم هو في ثورة ابناء الجزيرة العربية ضد حكم آل سعود الطاغي والفاسد.. اما شعبنا في الاردن فله كلمته التي لم يقلها بعد. هذا المخاض العظيم لن يستثني احدا..