- الدينار الاردني عليه ضغط شديد حاليا، ليس بسبب العجز الذي ارتفع اكثر من المتوقع في ميزان المدفوعات فحسب، بل لآن مكون العجز الاساسي ناجم عن خلل في الميزان التجاري. على مستوى أخر، ارتفاع نسبة الدين العام الداخلي ايضا قد تغري بتخفيض قيمة العملة. مؤشر هام مؤخرا قيام S&P بتخفيض مستوى تقييمها للاعتماد بالعملة المحلية - الدينار- الى BBB- من BBB. كما انها "تكرّمت" بالابقاء على المقاييس الاخرى للعملة المحلية كما هي مقابل العملات الرئيسية برغم ان مستوى الدين لا يؤهل الاردن لمثل هذا الموقع في الفترة الحالية.
- وزير التعليم علّق مطولا على موقفه من رفض نقابة للمعلمين. تعليقه هو من قبيل ذر الرماد في العيون. هو لا يريد تسييس العملية التعليمية - التربوية. صح النوم، العملية التربوية هي اكثر مؤسسة مسيسة في البلد وعلى يد الحكومة والاجهزة الامنية. لكنها مسيسية لمصلحة الحكم والنيوليبرالية. النقابة في احسن الاحوال سوف تحاول الدفاع عن ضحايا عقود من التسييس إن لم يكن التجهيل المتعمد من قبل السلطة والذي جاء على اكثر من مستوى. ففي بداية السبعينات جرى تلزيم عطاء التسييس للاخوان المسلمين بالمشاركة مع الاجهزة الامنية. واستمر الامر على ما هو عليه الى ان انفجرت انتفاضة اليرموك في بداية عام 1986. بعدها جرى تغيير للسياسة هذه بين شد وجزر لغاية الآن. وتسارعت خصوصا بعد التوجهات النيوليبرالية للحكم باملاءات من البنك وصندوق النقد الدوليين بداية عام 1988. وبمجملة انتهى الامر بالاجتياح العارم للقطاع الخاص لكافة مناحي العملية التربوية بهدف الربح وعلى حساب المعلم والطالب واللي خلفوهم اواللي مخلفينهم تباعا. معروف ان الاضرار في المعلم وعدم توفير حياة كريمة له سوف يودي بما تبقى من المدارس الحكومية ويطوح بمستواها لصالح مدارس خاصة مفتوحة لقلة قليلة من الموطنين بسبب ارتفاع رسومها. حياة كريمة للمعلم وضمانات معيشة وضمان حرية التعبير وتحسين الاجور له ليس فقط مفيدة للطلبة في القطاع العام، بل هي ترفع المستوى الذي على القطاع الخاص ان ينافس معه، كما انها ترفع مستوى الاجور للمعلمين وغير المعلمين في مختلف القطاعات.
- المشكلة ليست في تسييس العملية التربوية من عدمه، المشكلة الكبرى انها مسيسة لصالح الخزعبلات وعبادة الشخصية وبمحتويات غير ديمقراطية وانسانية لصالح تيارات الرجعية والتخلف في مجتمعنا، والايديولوجيات النفعية التي تغذي الاستسلام للامر الواقع، وقبول ما هو كائن لآنه احسن ما يمكن. انها عملية تربوية تبلد الحس عند الطالب وتزيد احساس المعلم بالغبن.
١٥ آذار ٢٠١٠
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق