اما بقية الدول العربية واذا استثنينا الايديولوجية منها في سوريا، او الوضع اللبناني، فهي حالات اكثر ارتهانا بالقوى المحتلة من العراق ذاته بحكومته وغالبية قواه السياسية. بل إنها كانت على رأس حملة العمالة والعدوان التي سهلت وتعاونت وقدمت له ما استطاعت من دعم لوجستي وعسكري واستخباراتي ولاتزال بدءا من الحكم الاردني الى السعودي وباقي دول الخليج وقطر.
فالانتخابات العراقية برغم كل ما يقال، نتائجها غير معروفة مسبقا، وهناك حراك سياسي وتحالفات فعلية. هي ليست مسرحية كباقي المسرحيات كما يحلوا للبعض ان يصورها. هي مخاطرة مكلفة جدا بالارواح والاموال ولكن الشعب العراقي هو الذي فرضها ويصرّ عليها وليس الاحتلال.
هذه السيرورة في حد ذاتها والتي تتداعى قوى متعددة لاجهاضها وتسخيفها اوالتقليل منها، هي سيرورة اذا استمرت سوف تبشر بتحولات هامة في المعايير السياسية في المنطقة. إنه تفاؤل حذر ومرهون بمدى اصرار شعوب المنطقة على حقوقها الديمقراطية والانسانية في تداول السلطة وفي المشاركة مباشرة ومن خلال قوى سياسية فاعلة في القرار السياسي وتقرير مصيرها. لا "تواصل" الاحتفالات السمجة التي تعم محافظات "المملكة" "بعيد ميلاد الملك."
هناك تعليق واحد:
فعلا هذه الإنتخابات بالمعايير العربية هي اكثر نزاهة من غيرعا، ولكن بالمعايير الديمقراطية المتعارف عليها تفتقد إلى الشفافية لانها محكومة بقيم غير ديمقراطية كالطائفية، وتغليب مصلحة الفئات والمحاور على مصلحة الوطن والمواطنن وتدخّل الإمامة الدينية بدل المجتمع المدني في تحديد الخيارات وتوجهات الرأي العام. وبالحصيلة هي افضل من تجارب الدول المجاورة لها، لكنها مازالت بعيدة عن الإقتراب من المعايير الدولية.
إرسال تعليق