تحت عنوان: " قوات الأمم المتحدة في فخ الموت والرعب في هاييتي" جاءت مقالة النيويورك تايمز لتؤكد ما قد كتبته في مقال سابق وأيضا ما نوّه إليه بعض القراء في مداخلاتهم. يتضح أكثر من خلال تبادل الإتهامات حول تدهور الوضع في هاييتي بين الحكومة المؤقته المعينة من قبل واشنطن وبين قوات الأمم المتحدة، حيث يتحدث خبراء هذه الأخيرة أن سبب تدهور الوضع وتعذر إجراء الأنتخابات الأخيرة واستمرار تأجيلها ناتج عن عدم رغبة الحكومة المؤقته هناك بإجراء الإنتخابات لتخوفها من عدم قدرتها على الفوز بها امام أحد منافيسها الذي يعتبر من المقربين من الرئيس السابق آرستيد!ه
ياسلام! الآن إكتشفت النيويورك تايمز أن العصابة التي أيدتها ضد الرئيس السابق والمنتخب ديمقراطيا آرستيد، والتي تحكم هاييتي حاليا لا تتمتع بأي شعبية! بل ليس لها أي حظ بالفوز بعد نحو سنة من استيلائها على الحكم من رئيس ليس فقظ منتخب ديمقراطيا وليس ديكتاتور بل إنه بدون جيش. فقد اقدم على حل الجيش بعيد محاولة الإنقلاب الفاشلة من قبل هذا الجيش، وايضا لعدم وجود مصادر مالية كافية لتشغيل جيش هدفه حماية الحكم. بل إن حمايته الشخصية كانت مستأجرة من قبل شركة أميريكية خاصة للحماية، وهكذا رئيس منتخب ديمقراطيا خلعته اميريكا مرتين من موقعه ..ه
ومن هنا فالمعارضة في هاييتي تنظر للوضع القائم وللقوات الدولية كقوات تقوم بأعمال وسخة لصالح الإدارة الأميريكية، وليس باعمال انسانية كما يزعم رئيس الوزراء الأردني البخيت. وأية إنسانية وحكومة هاييتي المؤقته وبحسب مقال النيويورك تايمز لم ترسل مندوبا لحضور مراسم توديع الجنديين الأردنيين الذين قضيا في عاصمة بلدهم في ما يزعم أنه مهمة إنسانية. يعني الطابق مكشوف. ه
هذا الوضع بالتأكيد يناسب الأدارة الأميريكية، فقد قامت بالتخلص من رئيس ديمقراطي بالقوة وبطريقة غير مياشرة من خلال عصابات الجيش المنحل بالتحالف مع اصحاب الشركات والتي يرضيها أن يعيش اكثر من 40% من سكان هاييتي تحت 1$ يوميا. وبعد أن ضربت باستقرار بل وحياة هذه البلد عرض الحائط قامت بتوريط الأمم المتحدة ومنظمات أخرى للقيام بغسيلها الوسخ حتي يتم إنتخاب حكومة جديدة تروق لواشنطن بدون شروط، وفي نفس السياق فإنها تدق مسمارا آخر في نعش هيئة الأمم - كتركة من الحرب الباردة لابد من إعادة هيكلتها تبعا لموازين القوى الحالية في العالم - وبأي اعتبارات إنسانية لمهماتها وتحولها بشكل نهائي إلى ذراع سياسي وعسكري، إن هذا ينسجم تماما مع نظرة واشنطن العنجهية حاليا واستراتيجيتها بالتفرد كقوة عطمى في العالم إن لم يكن في منطقة تعتبرها حظيرتها الخاصة..ه
وينبري الأردن الرسمي كأداه في هذه السياسة - اكثر من 35 الف جندي من الأردن شاركوا بمثل هذه المهمات وإن لم يكن على هذا المستوى من السؤ - وهكذا بات مفهوما تماما الأعتبارات التي تقدم فيها الولايات المتحدة الأميريكية المساعدات العسكرية للأردن والتي تفوق شقها الأقتصادي أو المدني. ويتضح حجم التعاون الذي تعداه مؤخرا الى توقيع الأتفاقات الجنائية - بالضد من حقوق الأنسان والأتفاقات الأممية الأخرى - لتبادل المجرمين ومجرمي الحرب مع اميريكا وعدم تقديمهم للمحكمة الدولية. إن استمرار هذا التعاون المخزي مع الإدارة الأميريكية وإن من خلال غطاء هيئة الأمم لهو يجلب كامل الضرر لسمعة ومصالح الأردن في المنطقة والعالم، ويعرض أرواح العديد من بنات وأبناء شعبنا لتضحيات غير ضرورية في خدمة اهداف مشبوهة. يجب أن تتوقف مثل هذه الإجراءات فورا وإنشاء لجنة تحقيق من قضاة واعضاء برلمان للتحقيق في طبيعة هذه المهمات وخيوط المال المرتبطة بها وكل تداعياتها. ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق