٢٧ كانون الأول ٢٠٠٥
١٨ كانون الأول ٢٠٠٥
العلاقة بين الحكومة والإسلاميين "Manufacturing consent"
١٦ كانون الأول ٢٠٠٥
أرقام في قانون الضريبة لعام 2006 وبعض الملاحظات الأخرى
وبحسب قانون ضريبة الدخل المعدل، فإذا كنت ذو دخل اكثر من 3000 دينار في الشهر - أصلا ممكن ما يكون لك دخل بهالمدونة من اساسه - المهم فإن ضريبة دخلك قد إرتفعت بنسبة 38% تقريبا. لكن الحكومة بتوعدك بتخفيض الضريبة على فئة الدخل اللي إنته منها خلال السنوات القادمة، ودخّلّوا لك هالوعد في القانون من هسّا(ع). يعني ممكن تكون منغاظ من نسبة الزيادة على الضريبة وبتصك عسنانك وبتتنفتر بالسكرتيرة وبتكشّر عالموظفين، ما إلك حق، أكيد واحد بدخلك عنده أراضي وعقارات وعنده شركات واسهم بغير شركات وكله إرتفع قيمته بنسب عالية هالسنتين المرقوا، وبعدين الأهم إنه دخلك الحقيقي بس الله بيعلم فيه ، يعني كل ما طلع دخلك عن فئة الـ 3000 إنته وحدك العالم، وصادق، ليش مين رح كذبك مثلا! ولراحتك رح نعرضلك مصايب اللي تحتك ، وأقصد فئات الدخل اللي اقل من فئتك إنته يا "كبير" بلكي بس بتشوف مصايب غيرك بتهون عليك مصيبتك، ..الله لايهون ه
هلا فئة اللي دخله حوالي 2000 دينار في الشهر، هذولا انقرصوا كمان، وزادت قيمة ضريبة الدخل عليهم بنسبة 69% ، مش خبرية، والله بعرف يعني بكفي خادمة منزل وحدة، وبلا من هالسيارة الجديدة للولد، وفكر ادور عشغل برا، بس بتضل محمولة وما في احسن من بلده الواحد، وخصوصا لما تشوف مصيبة اللي تحتك اللي بعدك
فئة اللي دخلهم الشهري 1000 دينار عمليا رح ينكحشوا رسمي من فئة " مستور" ضريبة دخلهم رح ترتفع بنسبة 250% تقريبا، ومعهم اللي دخلهم 800 دينار في الشهر وبنسبة زيادة 170% يعني هذولا اللي في الفئتين ، إذا اهملنا العرط، في مجموعهم يشكلوا ما يعرف إصطلاحا الطبقة الوسطى، وهي هواة - ضربة - مانعة إلهُم، ودفشة بإتجاه الطبقات متدنية الدخل.
فقد تم عصر هذه الفئة مع الفئات محدودة الدخل من كادحين وفقراء في العقد الأخير من "برنامج التصحيح الإقتصادي" تم عصرها بين مطرقة إعادة هيكلة الضرائب في الأردن، ضريبة الدخل وضريبة المبيعات وغيرها من الضرائب الأخرى بحيث تشكل هذه الضرائب أحد أهم مصادر دخل الموازنة، أما السندان - بالعادة فيه مطرقة وفيه سندان - فهو ما تقوم فيه الدولة من إعادة توزيع الدخل الوطني ويشكل السمة العامة له إنسحاب الدولة من قطاع التعليم والصحة والخدمات الأخرى التي كانت تهيئها اوتدعمها للمواطنين . بمعنى أن الضرائب كانت تذهب في جزء منها في السابق لدعم الخدمات الأساسية للموطنين وهذا أختلف مؤخرا لصالح تقديم الهبات للمستثمرين بينما مساهمة المواطنين من الطبقات الوسطى والمتدنية في حجم دخل الحكومة قد تزايدت بوتيرة عالية كما رأينا أعلاه!
فالحكومة باتت توزع الدخل القومي بإتجاه ما يسمى - عهراً - بـ"تشجيع الإستثمار" وهو عبارة عن هبات مقوننة تقدمها الحكومة للمستثمرين، فلا هم مستثمرون إذ أن المؤسسات التي اشتروها كانت موجودة وناجحة قبل مجيئهم وبتصرف على إعيل (عائلات) تم بيعها لهم بثمن بخس بإشراف نخبة من الفاسدين الذي كان على أي دولة ديمقراطية ان تحقق في "ثرائهم غير المشروع". على العكس قامت بسجن واصدار حكم بالإعدام وبتهم ملفقة في الثمانينات وبداية التسعينات على من رفعوا راية مكافحة الفساد والمسؤولين عنه والذين قادوا البلاد والعباد لفخ المديونية.
إن مثال آخر لهذه الهبات هو ما يسمى السياسة النقدية للدولة، فقراءة للوصلة التالية ترى أن الدولة من خلال البنك المركزي تصدر ما يسمى أدوات الدينار، وهي الوسيلة التي تقوم الدولة من خلالها بالإقتراض من السوق المحلي، وتحديدا من البنوك المحلية ومن جهة أخرى يساعدها على ضبط السوق المالي.
المهم أن ما تراه في الوصلة أعلاه هو سعر الفائدة المرتفع الذي تقترض فيه الحكومة والذي يتراوح من 6.15% و 7.35% بحسب المدة، المهم أن هذه الأدوات والتي تمثل دين على الدولة هي بمثابة سندات في يد المدين\البنك تحمل قيمة القرض المدعوم من البنك المركزي إضافة للفائدة التي تتراكم عليه خلال مدة هذا القرض. إن البنوك تستعمل هذه السندات في التبادل المالي فيما بينها كما تستعمل النقد تقريبا وكأنها لم تقرض الدولة، بمعني أن هذه البنوك تأخذ فائدة الدين من الدولة وتقدم للدولة النقد الذي تحتاجه للصرف وتأخذ بديلا عن ذلك سند بقيمة الدين مع فوائده، هذا السند تستعمله مثل النقد في مبادلاتها النقدية كون هذه السندات مكفولة مثل ورقة الدينار أو غيرها من الورقات النقدية من قبل البنك المركزي ذاته.
هذا بالطبع ليس اكتشاف جديد فهو جزء اساس من عمل الدولة الرأسمالية وعملية إعادة توزيع الدخل القومي الذي يتم لصالح المستثمرين واصحاب البنوك دوما والدين العام للدولة أداة هامة في هذه العملية، حتي بريطانيا في عفران هيمنتها على العالم كانت دولة مديونة وتستعمل دينها العام في إعادة توزيع الدخل الوطني لصالح الطبقات الرأسمالية ولكي تضمن بشكل حاسم حظوظها وثرواتها. الولايات المتحدة الأميريكية مثال آخر على هذا الصعيد وواضح في غنى سوق الأدوات المالية التي تصدرها والتي تتحكم فيها ليس في السوق الأميريكي فحسب بل والعالمي.
ومن هنا فِإن تبني دولة مثل الأردن لهذه السياسات المالية النقدية الرأسمالية، يخدم بالأساس هذه الفئة من اصحاب البنوك الرأسماليين، ويزيد من تقليص الخدمات المقدمة للفئات المحتاجة ومحدودة الدخل إلا على شكل إعانات ومنح تسمى "مكارم" وليس ضمن قوانين تضمن حقوقهم، تبقي الرسن مشدود على هذه الطبقات الشعبية وفقظ بـ"الشكر تدوم النعم." إن هذه السياسات التي تساهم في تفاقم الفوارق الإجتماعية والطبقية لاتخدم وليست عاملا في أي سياسة تطور اقتصادي مستقل. حري بالقول أن اعجوبة التطور الآقتصادي في كوريا الجنوبية قامت من خلال وضع الحكومة يدها على البنوك والقطاع المالي في كوريا الجنوبية وليس ما تقوم به الأردن حاليا.
٨ كانون الأول ٢٠٠٥
صناعيون يطالبون الحكومة باعفاء جميع مدخلات الانتاج من الرسوم.
0086 4 0360 اقتصاد/صناعيون يطالبون الحكومة باعفاء جميع مدخلات الانتاج من الرسوم.
٥ كانون الأول ٢٠٠٥
الوزارة الجديدة..قائمة خفيفة دم!
٣ كانون الأول ٢٠٠٥
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف ..تميم البرغوثي
٢٩ تشرين الثاني ٢٠٠٥
تشكيل وزارة البخيت
٢٦ تشرين الثاني ٢٠٠٥
إسلاميو الأردن يحذرون البخيت من اللجوء إلى القمع
2005/11/26
حذر إسلاميو الأردن رئيس الحكومة الأردنية الجديد معروف البخيت، أمس، من أن انتهاج سياسات متشددة لضبط الإسلاميين قد يكون له رد فعل عكسي، عبر تعزيز التشدد. وكان الملك الأردني عبد الله الثاني كلف البخيت أمس الأول تشكيل حكومة جديدة، من اولوياتها إعلان الحرب على المدارس التكفيرية، والإسراع في وضع قانون لمحاربة الإرهاب. وقال احد قادة حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني عزام هنيدي، <<هناك حاجة إلى يقظة أمنية، لا إلى إحكام السيطرة على الأمن، الذي سيشعل التطرف فقط>>. واتهم هنيدي السلطات الأردنية بإثارة الذعر لدى الشعب، من خلال حملة شعبية ضد الإسلاميين المتشددين، منذ التفجيرات الانتحارية في عمان. وقال <<أنا لا أقلل من شأن ما حصل، إلا أنني اعتقد أن هناك تصاعدا في مناخ القمع من قبل السلطات>>. وأشار هنيدي إلى أن انتشار العقيدة التكفيرية التي يعتنقها تنظيم القاعدة مبالغ فيها. وقال <<انه أمر مبالغ فيه، لأن المسلمين المعتدلين كانوا دائما المسيطرين في الأردن، وذلك على الرغم من أننا في وسط الحدث بين فلسطين والعراق>>. وقال النائب الإسلامي علي ابو سكر <<ليس هناك من مبرر لوضع قانون جديد (ضد الإرهاب) يقوّض الحريات بذريعة محاربة الإرهاب>>، مضيفا ان القوانين الحالية تتعامل بحزم مع النشاطات المتطرفة. واعتبر <<أن البعد الأمني ليس الأهم في محاربة الإرهاب. نحن نحتاج إلى حريات أكثر>>. (رويترز)
©2005 جريدة السفير
١٩ تشرين الثاني ٢٠٠٥
"There's a problem inside of Islam" King Abdullah of Jordan maintained
Really, what is going on! Is this how they are going to counter "terrorism?" or they are rather part of it already.
FT.com / World / Middle East & Africa - Jordan's king pledges tough line on terror
Jordan's king pledges tough line on terror
By Sharmila DeviPublished: November 16 2005 11:34 Last updated: November 16 2005 11:34
King Abdullah of Jordan on Tuesday reiterated he would not let last week's suicide attacks that killed 57 people in Amman derail much-vaunted political and economic reforms or his pro-western policies.
In an interview with foreign newspapers including the Financial Times, he rejected accusations that he and his government had lost credibility or failed in the campaign to promote moderate Islam, saying the battle against extremism would take decades.
"There's a problem inside of Islam. The problem is not Jordan or the United States or Saudi Arabia," the king maintained.
Last Wednesday's attacks left Jordanians shocked and sparked protests even though many had predicted such an event given Jordan's support in the US-led war against Saddam Hussein in neighbouring Iraq, where insurgents carry out almost daily attacks.
Eleven top Jordanian officials, including the kingdom's national security adviser, resigned on Tuesday in the wake of last week's triple hotel bombings, state-run TV announced.
King Abdullah appointed Marouf al-Bakhit, Jordan's ambassador to Israel, to replace his outgoing security chief Saad Kheir, a former chief of Jordan's intelligence department.
Jordan has been left struggling to balance a security crackdown to prevent further attacks while forging ahead with promised changes towards greater political participation and openness.
King Abdullah defended the decision to air on state television the confession of a would-be suicide bomber who failed to detonate her explosives last week.
He said that the weekend capture of Sajida Mubarak al-Rishawi, who was the wife of one of the three suicide bombers that targeted three hotels last week, came about after al-Qaeda in Iraq led by Jordanian-born militant Abu Musab al-Zarqawi posted a claim on the internet saying three men and a woman were involved.
"The public wanted to know that we've got her," said the king. "She's giving us leads and we want to make sure we get the whole network."
He also said she had only recently married.
"This is what they call a marriage of convenience because they [the extremists] have their ethics that if a woman is to go and kill innocent people, she has to be accompanied by a husband."
The attacks appear to have seriously eroded support for al-Qaeda, which was registered in recent opinion polls at around 60 per cent.
A survey in Wednesday's Al Ghad newspaper shows some 86 per cent of respondents roundly condemning al-Qaeda.
The Jordanian authorities are taking no chances and introduced strict anti-terror measures on Tuesday, including the demand that all foreigners renting properties be reported to the authorities within 48 hours.
Last week's suicide bombers, who were all Iraqis, travelled to Jordan only days before the attack.
The Interior Ministry is also planning legislation, including the power to hold any suspect indefinitely, that would add to the arsenal of the intelligence services, which already dominate public life inside the country.
Nonetheless, King Abdullah said the government would push ahead with its National Agenda of reforms, including efforts to encourage political parties and lessen tribalism, speed up privatisation and introduce a flat tax rate.
The king is also working with the European Union on plans to abolish capital punishment.
"We want to lead as the first country in the Middle East to do away with capital punishment," he said.
١٦ تشرين الثاني ٢٠٠٥
موظف أميريكي عليه قضايا بالرشوة يعمل مستشاراً للحكومة الأردنية
برنارد كيرك، موظف أميريكي عليه دعاوي في أمريكا بالرشوة يعمل الآن مستشاراً أمنيّا للحكومة الأردنية - "الليبرالية والصاحية اجتماعياً" - كما يحلو للبعض أن يصفها
وكان قد إنكشف طابق هذا الرجل عندما رشحه الرئيس الأميريكي بوش لمنصب مديروكالة أمن الوطن (Home Land Security) بناء على توصية من رئيس بلدية النيويورك السابق والذي كان المذكور يعمل لديه. وحال ترشيحه في شهر أيلول الماضي بدأ الضوء يلقى على تلقيه العديد من الرشاوي والخدمات من شركات متعددة لها علاقات بالجريمة المنظمة، مما حدى به إلى سحب ترشيحة للمنصب المذكور، حيث تلقفته الحكومة الأردنية نظراً لما يتمتع به من مؤهلات لاتتعارض وواقع الحال في الأردن الرسمي
ويطمنّا الخبر أن "الخبير" المذكور إستأنف عمله في اليوم الثاني للتفجيرات في عمان، بٍدري!!ه
بالطبع .. بدك تسأل شو بطعموه؟ و بشو بستشيروه..؟
١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٥
Heavy Hand of the Secret Police Impeding Reform in Arab World
November 14, 2005
Stirrings in the Desert
By NEIL MacFARQUHAR
AMMAN, Jordan, Nov. 13 - At a cultural festival last year, Sameer al-Qudah recited a poem of his depicting Arab rulers as a notch below pirates and highwaymen on the scale of honorable professions. Within days, Jordan's intelligence police summoned him.
Mr. Qudah, sentenced to a year in jail for a similar offense in 1996, was apprehensive but not surprised. The secret police, or mukhabarat
١٣ تشرين الثاني ٢٠٠٥
Jordan Attackes: It is not conspiracy nor a “Jordanian Sept 11”, Another activist
Also, the ambiguous calls for “national unity” as put forward by the Arab regimes, in this case the Jordanian, become ever more attractive, as we fail to direct our understanding at how the regime itself, via its notion of unity against the “greater threat,” is implicated in giving birth to such violence.
It is not conspiracy nor a “Jordanian Sept 11”
The government in Jordan is trying to pitch the attacks as a "surprise" attack, or sort of "Jordanian Sept. 11." Others talk about some “Mosad” conspiracy theory. However, this sort of action was widely expected in Jordan, given the increase in similar attempts during the past year or so. The government kept a led on their imminence, bragging about the superiority of its own security apparatus so not to disturb the burgeoning financial markets.
But why is Jordan targeted in the first place? 1) The track record of the Jordanian official policy of “cozying with the US,” assisting it in its war and other terrorizing campaigns; 2) next to Israel, Jordan is now the second largest country that receives US foreign assistance (per capita), also higher than Egypt, and higher than Pakistan in absolute terms; 3) the support the Jordanian government is lending the US in its war on Iraq; 4) the continued visits of US high military ranking personnel being welcomed by none other than the king himself; 5) the almost full cooperation between the Jordanian and the American security apparatuses in pursuing, interrogating, and torturing the presumably members of "Islamic terrorist organizations.” As LA Times describe Jordan in a recent articles as a hub for “extraordinary rendition!” All of these factors might help explain, not justify, such attacks, and why recently these groups have been adamantly targeting Jordan.
Jordanian public sentiment:
Curtailing political freedom has enjoyed a long life under the Jordanian regime. This practice has been intensified during the drum up for the last US war on Iraq, and more so afterward. The Parliament was dissolved early on way before the war. The government rebuked a public demand for a new democratic elections law, as well as parliamentary elections, several times before the war. Only after the occupation of Iraq, and when the defeated mood reign supreme did the government agree to parliamentary elections in June 2003. Jordan has a long history of state attacks on independent democratic institutions, mainly labor and professional unions, political parties, student organizations. Electoral laws for the Parliament and the municipal councils are habitually changed to ever more absurd ones (e.g. the government assigns half of the members and the presidents for the municipal councils and for the students organizations in the universities, the rest are elected!) The state denies as a matter of daily practice permit requests for marches, rallies, and public meetings.
All of this fosters sentiments of despair, while deepening the political apathy of a wide margin of the Jordanian public. In this atmosphere of highly contained and suppressed political dialogue and mobilization, the highly publicized horrendous deeds of "Zarqawi's" and his likes -- presumably against the US forces or who cooperate with them -- began to make sense to some Jordanians, as the only possible political action to vent one’s frustration, if not to avenge US terror bestowed on Iraq, and the Iraqi people, with implications to the entire region.
The aftermath
The regime is riding on an ephemeral tide of popularity on the attacks aftermath. However, The reaction on part of the people is already being differentiated n different divides, though the main contentious issue is the regime’s relations with the US administration and the way he abides by the later definition of terrorism.
What the government is vowing to do now is to attack not just these extremist organizations but also whomever talks or expresses any justifications for them. So they are expanding the level of repression to further suppress the freedom of thoughts and expression in Jordan, in a way only the government has monopoly on the definition of what is considered a condoning expression or justification for terrorism.
So, definitely they are going in the wrong direction again. Much so they are not questioning their attitude toward the bigger terrorist and source of destabilization in the region and the world, I mean the US administration. Not to do so and continue with their political repression and manipulations will not do any help but provide for the same ingredients that got us to this point in the first place, if anything Egypt is a good example in that regard.
تفجيرات عمان، وجهة نظر أخرى للناشط هشام بستاني
هشام البستاني*
خمدت الحرائق، ودفنا اصدقاء واحباء واخوان، وذرفنا دمعا ساخنا على فراق شباب وصبايا، رجال ونساء، اطفال وشيوخ، لم يكونوا يوما في "معسكر العدو"، ولا كانوا جزءا من المشروع الامبريالي/الصهيوني، ولا كانوا جزءا من تطبيع الاحتلالين الامريكي والصهيوني وافرازاتهما، ولا جزءا من انظمة تواطئت على امتها واوغلت في النقيض القطري والمناقض لابجديات وجودنا كأمة...
كانوا ناسا عاديين...عاديين جدا، تصادفهم في الشارع والدكان، تبثهم همومك فيفهموك لانهم مثلك، مثلنا. ناس عاديون من اولئك الذين نناضل من اجلهم ونناضل معهم. وان لم يكن النضال من اجل الناس العاديين فلمن يكون؟ وان كان النضال هو من اجل قتل الناس العاديين ما عاد نضالا بل لبنة في جدار اعداء الناس الذين نعرفهم جيدا منذ بدايات القرن العشرين، مرورا باغتصاب جنوب غرب سورية (فلسطين)، وحتى اغتصاب العراق واللهاث المخزي خلف الامريكيين والصهاينة عبر خلع ما تبقى من كرامة وعروبة ومصالح الشعب.
عندما تستعرض قوائم الشهداء وقصصهم، يتأكد لك حجم الجرح/الحلم العربي الرابض في عمان: عرس الراديسون جمع شمل اهالي سيلة الظهر الفلسطينية من اربعة ارجاء الوطن: الكويت والاردن وفلسطين وبقية المنافي، واختلط فيها دمهم بدم كركي ما انفك يوما عن امته من نيسان الى الخبز الى انتفاضة الاقصى. وشهداء فندق الحياة سعوديون وبحرينيون واردنيون تسامروا معا في مساء عماني جميل؛ ومخرج سوري حمل العروبة والاسلام على ظهره، وابنته المتزوجة من طرابلسي (في لبنان): جاءا ليحضرا عرس الاصدقاء في الاردن فكان الموت اقرب.
هكذا نحن الشعوب: حياتنا الطبيعية دحض قاطع لكذبة "القطر اولا"...كلنا في الوطن (واقصد الوطن الكبير لا الكانتون المصطنع) اهل واصدقاء ونعرف بعضنا بعضا ونتزوج بعضنا بعضا وذاك ابن عم هذا وهذا صهر ذاك...كما كنا لآلاف السنين قبل ذلك وكما سنكون للآلاف بعدها.
وبعيدا عن "اداة" التفجير الاجرامي، والتي تشير اغلب الدلائل على انها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، فلا بد لنا ان نحلل الحدث وتداعياته لكي نعرف من هو المستفيد من هكذا جريمة، وعليه، نستعرض تاليا محصلة التفجيرات الاجرامية في عمان:
أ- شهداء وجرحى ليسوا محتلين وغاصبين او اعوانا لهم، ولا قامعين وظالمين، ولا فاسدين ومتاجرين بقوت الشعب وموارده، ويمثل اجتماعهم العفوي في عمان نقيض الكذبة القطرية والتفكيكية التي يجهد في تسويقها في المنطقة الامريكان والاسرائيليون (اردني/فلسطيني، سوري/لبناني، شيعي/سني، عربي/كردي/تركماني/آشوري/ كلداني/درزي، مسلم/مسيحي-قبطي، عراقي/عربي(اجنبي!)....الى آخر هذا الموشح).
ب- تجييش الشارع الاردني تحت لواء المشروع القطري المسمى "الاردن اولا" واركانه وافرازاته وابعاده المختلفة. وضخ زخم جديد فيما يسمى "الهوية القطرية الاردنية" بالتوازي مع تضخيم الهويات القطرية في بلدان المنطقة (تضخيم "الهوية القطرية اللبنانية" بعد اغتيال الحريري، تضخيم "الهوية القطرية العراقية" بعد الاحتلال الامريكي....). وكما كانت صناعة "الهوية القطرية" للاقطار التي خربشها الاستعمار البريطاني/الفرنسي على خريطة اتفاقية سايكس-بيكو مقدمة لمسح الهوية العربية ومشروعها المتمثل بالتحرر والوحدة وسيادة الشعب على كرامته وارضه وموارده ومستقبله، فالواضح ان تضخيم الهويات القطرية هذه هو مقدمة لتضخيم هويات ادنى منها (العرقية والطائفية والاثنية والجهوية..) كما في امثلة العراق ولبنان، وبالتالي تفكيك وتقسيم ما هو مفكك ومقسم اصلا.
ت- ادخال مصطلح "الارهاب" بالمفهوم الامريكي الى الحياة السياسية الاردنية بشقيها الرسمي والمعارض. والمعروف ان "الارهاب" بالفهم الامريكي هو مصطلح فضفاض وغائم وغير محدد عن قصد، ويتم من خلاله الخلط بين العمليات الاجرامية (مثل تفجيرات عمان) وعمليات المقاومة المسلحة المشروعة؛ وسينعكس ذلك على الحياة السياسية العامة في البلاد من خلال حشر القوى الوطنية المؤيدة للمقاومة العراقية والرافضة للعملية السياسية الجارية الآن في ظل الاحتلال والافرازات السياسية للاحتلال في زاوية "داعمي الارهاب" و"المحرضين" عليه، وتعرضهم بالتالي الى قمع ربما سيكون غير مسبوق، خاصة مع توقيع اتفاقيات امنية مؤخرا بين الحكومة الاردنية والحكومة العراقية المشكلة في ظل الاحتلال وتحت سيادته. وربما سيطال هذا القمع ايضا الموقف المؤيد للمقاومة الفلسطينية المسلحة والعمليات الاستشهادية ضد الكيان الصهيوني.
ث- الاغفال الكامل للارهابيين الحقيقيين في المنطقة، وهم الاحتلالين الامريكي والصهيوني (وقبلهما الاستعمار الانجليزي والفرنسي)، والفظائع التي يرتكبونها محليا وعالميا وبشكل لم يعد يستوعبه عقل (معتقلات سرية، ترحيل معتقلين الى دول اخرى للتعذيب، الحرمان من التمثيل القانوني، الحرمان من الاتهام والعرض امام محكمة، المحاكمات العسكرية، الاغتيال، محاولة قلب انظمة ديمقراطية (شافيز)، وآلاف الصفحات من الانتهاكات)، واغفال حقيقة ان جميع الحرائق المشتعلة في المنطقة العربية منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن هي نتيجة مباشرة لهذه الاحتلالات. بل ان الحرائق التي احتدت في العراق والسعودية وسوريا ومصر ولبنان منذ ثلاث سنوات، لم تشتعل الا بعد ان وصل الى منطقتنا راعي "الديمقراطية" و"الحرية" وناشر "السلام" و"الرخاء": واعني بذلك جيش الولايات المتحدة ومخابراتها ومن لف لفها.
هكذا نرى ان المحصلة السياسية لهذه التفجيرات الاجرامية تصب في خانة ترسيخ التفكيك، وترسيخ ما تم العمل عليه لسنوات فيما يتعلق بالهوية القطرية، واستهداف الناس العاديين يجعل من موضوع تسويق هذه المشاريع والهويات، وتسويق المفهوم الامريكي/الصهيوني للارهاب امرا في متناول اليد، ويضع المزيد من القيود والضغوط والتهديدات على مقاومي التطبيع مع العملية السياسية التفكيكية التابعة للاحتلال الامريكي في العراق والرافضين لأي حل سياسي تحت رايته، ويجعل من مؤيدي المقاومة العراقية هدفا للملاحقة بحجة "دعم الارهاب" او "التحريض عليه"، وربما سينسحب هذا على مقاومي التطبيع مع العدو الصهيوني.
أخيرا نقول: ندين التفجيرات الاجرامية في عمان، ونرى ان محصلتها السياسية هي في مصلحة اعداء المشروع التحرري العربي، ولن نسقط في فخ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من خلال تبني مفهومهما للارهاب. ولن نفقد البوصلة التي تشير الى ان الاحتلالين الامريكي والصهيوني هما الارهاب وان مقاومتهما امر مشروع بكافة المقاييس.
* كاتب وناشط في قضايا المقاطعة ومناهضة العولمة، عضو لجنة مقاومة التطبيع النقابية في الاردن.
١٠ تشرين الثاني ٢٠٠٥
ندين العملية الأرهابية في عمان
٨ تشرين الثاني ٢٠٠٥
رد على ما جاء في ملاحظة الأستاذ خلف وموضوع تيار الوسط والحوار مع اليسار
مرة اخرى تهاجم التيار الديني وهاجسك اليسار، وتناقض نفسك في ذات الجملة - الترجمة من طرفي - إذ تقول: "أن مشكلة اليسار هو أنه يرى في الوسط تيارا مواليا للسلطة والملك" ثم تستدرك قائلا: "أنه بالطبع فنحن - تيار الوسط، م - مواليين للنظام لكن هذا لايعني أننا دوما موالين لحكومة!" يا سلام، فعلا! والوسط كمان اشكال، يعني ما هو وسط ميّال. بعضه بميل للحكومة الحالية والبعض الأخر للحكومة الراجعة، وهذا تحديداً ما تحدثت عنه من الميول الوسطية السائدة عند مثقفينا في تعليقي الأول الذي اعتبرته أنت جارحا، فأين المشكلة؟
نسيت أو تناسيت، وقد يكون لطيبة ما فيك، لبست لبوسا اكاديميا تسهل عليك مفرادته، أنت نسيت أن الحكومة هي حكومة الملك، حكومة النظام -القصر وهو يشكلها وليست منتخبة من الشعب. بل لطالما تفننت الصحافة المحليّة في مدح وتدبيج المقالات عن الطريقة شبه السرية التي يقوم الملك من خلالها بأختيار رئيس الوزراء القادم، وكيف "يفاجئ الجميع" بذلك. والجميع طبعا ما عليهم سوى السمع والطاعة، بل إن المستهجن والمرفوض من قبل الملك هو ان يتم عكس ذلك و يقوم البرلمان تحت أي مسمى، لاسمح الله، برفض الحكومة المقدمة من القصر أو مسآلتها - حصل ذلك مرًة واحدة في تاريخ الأردن! اليس ذلك مضمون خطاب الملك في 16\8\2005
لقد عددت بعض المهام التي على أي حكومة القيام بها وهي بالطبع عموميات، ما نحن بصدده هو ما يجري في الأردن، فالحاكم الفعلي هو القصر. في تحالف مع قوى إجتماعية وبالذات العشائرية منها والتي يتشكل منها عصب الجيش في الأردن.
تقول في حصر توريث الحكم لأبناء الملك من الذكور؟ والنظام قائم ومستمر منذ نحو 70 عاما وهو الآن ثاني أكبر دولة في تلقي المساعدات الأميريكية بالنسبة لعدد السكان بعد اسرائيل، وهذا موضوع آخر من المهم البحث فيه، المهم أنه ما الذي أخرّ الحكم كل هذه المدة للبحث في التغييرات "الليبرالية" المزعومة، فيما تشير
أنت أن ما يؤخرها أو ما سوف يؤثر عليها تلك المفقودة أصلا هو التخوف من إكتساح التيار السلفي الأسلامي للإنتخابات فيما إذا حصلت إنتخابات ديمقراطية. وأن على اليسار أن يتحالف
مع الحكومة ضد التيار السلفي الأسلامي. من أجل ماذا هذا التحالف؟ لم تحدد بل تحدثت عن تعميمات حول رغبتك في عدم تدخل الدول في الحياة الروحيّة للمواطنين، هل تقصد من ذلك تأييدك للعلمانية؟ وإذا كان هذا ما تصبو إليه فهل تعتقد أن ذلك ممكن من خلال التحالف مع الحكومة؟
أنا شخصيا لا أعتقد ذلك، في البداية أنا لا أعلم عن أي يسار تتحدث في الأردن، إن أي يسار لابد له وأن يتعارض مع طروحات التيار السلفي وبالذات الشق الإجتماعي وما يخص الحريات الشخصية وحرية المرأة ومساواتها أجتماعيا وعلى كافة الصعد مع الرجل. كما أن طروحات هذا التيار على الصعيد السياسي والأقتصادي لاتبشر بالخير، هذا لايعني أن التقاطعات الآنية
والمحددة بالمستحيلة، جبل على جبل ما بلتقي بس بني آدم على بني آدم بلتقي. ويبقى إنه تيار رجعي جرى تبنيه ورعايته من قبل النظام في الأردن منذ أن افتتح الملك عبدالله -الأول -
مؤتمرهم الأول ولغاية اليوم، بل إن ذروة علاقة الحكم في الأردن مع هذا التيار كانت خلال حكومة مضر بدران شقيق رئيس الوزراء الحالي عدنان بدران. كما والملاحظ أن حكومة هذا
الأخير قد تميزت بتحسن العلاقة مع هذا التيار مقارنة مع حكومة الفايز التي سبقتها، وقد سبق وأن كتبت عن هذا المنحى في نيسان الماضي بعيد تشكيل هذه الحكومة فقد تجنب
الأخوان تأييد مذكرة ال47 نائبا المشهورة ضد سياسة الحكومة الأقتصادية و ضد إبقاء باسم عوضالله في الوزارة وطريقة تشكيل الحكومة ككل ..ألخ، وقامت حكومة بدران بالوعد برفع
صفة الإستعجال امام مجلس النواب عن قانون النقابات المهنية الجديد، تلتها بزيادة الضريبة المضافة على مادة البيرة والسجائر، يعني بلمسات خفيفة ومخاجلات مدروسة جرى الضغط على
الأخوان المسلمين - حزب جبهة العمل واحتواء حردهم.
إن الحكم الذي رعى هذا التيار منذ البداية وتبادل معه الأدوار طوال العقود الماضية غير معني بتغيير "ليبرالي ". خلال تلك الفترة ساند هذا التيار الحكم في انقلاب 1957 الرجعي
، وفي حرب ايلول، وجرى بعدها تطوير اداءه وكوادره ضد اليسار وبالذات لملئ الفراغ الذي ترك في الشارع الفلسطيني بعد خروج م.ت.ف من الأردن، جرى وضع وزارة التربية
والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والتنمية الأجتماعية وغيرها تحت تصرفهم. فكان منهم الوزراء ووكلاء الوزرارت ومدراء الجامعات ومدراء المدارس وخطباء المساجد وموزعي المنح
والصدقات وجامعي الزكاة والتبرعات بدون حسيب أورقيب. وتخلل ذلك استخدام هذا التيار ضد نظام الأسد في سوريا واطلاق العنان له في التجنيد والتعبئة لدعم ومشاركة "للمجاهدين
الأفغان" في حربهم. وبالطبع فهذا التيار ليس أداه محضة في يد مطلقيه وراعيه في الحكم بل له أي تكوينه العضوي المستقل ومؤسساته وخطابه السلفي الذي بإطلاقه له فهو لايملك
التحكم في تداعياته هذا إذا افترضنا حسن النية في هذا التيار. والحكم لايمانع في هذا الخطاب الذي صفى له النقابات المهنية والعمالية والطلابية وقدّم البلاد صاغرة منصاعة لبرنامج البنك
وصندوق النقد الدوليين بما يعرف ببرنامج التصحيح الهيكلي، إن ما الحكومة بصددة هو بشكل اساسي احتواء ردود الفعل الغاضبة على برنامجها النيوليبرالي، والذي يدفع المواطنين المتضررين نحو التيار السلفي بشكل اساسي كرد فعل على المظهر
الذي يتخذه التفارق الصارخ والمتزايد في الدخل بين المواطنين. بين أقلية متزايدة في الثراء وتسكن في احياء عمّان الغربية في مظاهر حضارية واجتماعية غربية يطغى عليه الكلام باللغات الاجنبية، وبين اغلبية مسحوقة ذكرنا أن تقديرات المراقبين تشير إلى أكثر من 90% تحت خط الفقر. إن الحكومة عاجزة هيكليا على جسر هذه الهوّة وأجراءاتها تخلط النتائج بالأسباب. إن مقارنة مع مصر توضح حدود هذه المنافسة وكيف تتغذى من بعضها، فرغم أن تيار الأخوان المسلمين كان خارج القانون زمن عبد الناصر بعكس السادات الذي عاد واعطاه اليد الطولى في الجامعات والمجتمع إلى أن اغتيل على جماعة من الأسلاميين في الجيش، ثم جاء مبارك الذي أعدم في سنوات حكمة لغاية الأن اكثر من كل من اعدم في سنوات حكم الرؤساء الذين سلفوه اضافة لعهد الملك فاروق، والغالبية فيمن اعدموا هم من التيار الديني السلفي الأسلامي على تنوعه. لايزال التيار حاضر ويستخدم لتخويف القوى التقدمية والديمقراطية والليبرالية داخليا من أي بديل ديمقراطي جذري لدكتاتوريته، بينما تيار الأخوان يهب لنجدته في إنتهازية واضحة كما شاهدنا في الأنتخابات الرئاسية الأخيرة
إن الأجندة الوطنية شأنها شأن مبادرة "على قدر أهل العزم" والتي تلتها "الأردن أولا" الفرق الوحيد أنها تمت بلجنة محلية معينة من القصر وليست بتعاقد هذا الأخير مع شركات ابجاث وعلاقات عامة خارجية. هذا لن يمنعها من أن تذهب أدراج الرياح في المستقبل القريب، وفي أحسن الأحوال وفي ظل موازين القوى الحالية وتراجع موظة الحديث عن الديمقراطية في الشرق الآوسط خصوصا مع استعداد الأدارة الأميريكية لفصل جديد من حربها على العراق والمنطقة، والتصدي لتداعيات الأنتخابات القادمة في العراق. فإن الحكومة سوف تحتكر تفسير هذه التوصيات واسلوب العمل فيها هذا ايضا إذا كان لهذه الأخيرة أي قيمة. وستكون الحركة الأسلامية كما عهدتموها في المرحلة القادمة اقرب إلى الحكومة من الليبراليين والوسط ببساطة لأنها اكثر فائدة لاتساع قاعتها بينما الوسط يريد أن يقاسم الحكم والآخرين قاعدتهم ويعتقدون أنهم سوف يفعلون ذلك بطلاوة اللسان.
٣ تشرين الثاني ٢٠٠٥
ردي على رد الأستاذ خلف على ملاحظتي السابق نشرها أدناه
ولنعد لموضوع بدران، تجاهلت التعليق على مسؤوليته عن مجزرة اليرموك، عن إقتحام الجامعة ومقتل مها ومروة وقاسم وجرح العديد من الطلبة. فهو لم يستنكر ما حدث ولم يخلي مسؤوليته بل عاد وشارك في حكومات لاحقة، في الوقت الذي تم فية التراجع لاحقا عن مسألة الرسوم التي اثيرت عليها القصة؟ كذلك مسألة الطلبة المفصولين .
إن من فرض على بدران والقصر تحديدا التغيير الوزاري الذي اطاح بباسم عوض الله هو الحراك الشعبي والذي مثل البرلمان على علاته واجهته، لكن الحكومة استمرت كما تعلم ويعلم الجميع بنفس البرنامج ذاته، برنامج النيوليبرالية الأقتصادية، ولكي لاتحرج الدعاوى الديمقراطية الزائفة للسيد بوش تساوقت مع مطالب البرلمان وقدمت لجنة الأجندة الوطنية على أنها تحفة ديمقراطية. أما الآن فقد ذهبت موضة الديمقراطية من الأسواق، ونجح بدران في عقد صفقة مع الحركة الأسلامية - مستخدما رصيد أخيه في رعاية هذه الحركة في الأردن وسوريا - ابتلعوا معها مطلبهم بتداول ديمقراطي للسلطة تشكل من حكومات منتخبة من الشعب والذي رفعوه في آواخر عهد حكومة الفايز، تم هذا التراجع مقابل رفع صفة الإستعجال عن قانون النقابات المقدم من الحكومة للبرلمان وتخفيف حدة الإجراءات الأخرى المعدة لإحتواء تأثير الأخوان في الشارع وتفعبل المؤسسات المعنية بضبط هذا التأثير.
على المستوى الإقتصادي وبرغم أن المنطقة تمر بمرحلة مد واضحة بالسيولة النقدية والتي كان للسوق الأردني منها نصيب وافر. وقدد حقق قطاع البنوك والخدمات والإنشاءات وغيره ارباح هائلة إلا أن هيكلة الآقتصاد الآردني النيوليبرالية سوف تحول دون ترجمة هذه البحبوحة إلى أي بنيان أقتصادي منتج ومستقل، والحكومة لاتقدم أي شئ لضبطه أو حتى نظم حراكة والقطاعات التي يجب ان يتحرك فيها لتحقيق تنمية حقيقية، فسياستها النقدية على سبيل المثال، بربط الدينار بالدولار قد كلفت الخزينة اكثر من 600 دينار في العام الماضي وهذا يتم لخدمة قطاع من البنوك والمستثمرين ومنتجي "القيمة المضافة" للتصدير بينما يتحمل الشعب أعباء هذه السياسة فبحسب "يعقوب الكسواني رئيس جمعية اقتصاديي العالم الثالث أن 90%من المواطنين تحت خط الفقر ، مشيرا إلى ان الحد الأدنى للدخل لتوفير سلة السلع والخدمات الأساسية يبلغ حسب دراسة لاسكوا 500 دينارا ،وحسب دراسة وزارة التنمية الاجتماعية 368 دينارا ،بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور الذي تطبقه وزارة العمل 85 دينارا .واتهم المشاركون في ورشة عمل اقتصادية الحكومات الأردنية المتعاقبة بإفقار المواطن نتيجة السياسات العاملة على تحرير الاقتصاد وخصخصة المؤسسات الوطنية والبرامج المرتبطة بصندوق النقد الدولي الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار " علً ذلك يلقي بالضؤ على مصادر قرارته الأقتصادية والسياسية
وهكذا ففي تبريراتك لحكومة بدران ترفض بقفا إيدك خيار الآخوان المسلمين رغم انهم مرغوبين من الشعب الأردني عامة ويحصدوا اصوات معقولة جداً في كل الإنتخابات التي خاضوها، ثم تنتقل لتهاجمني لإني أحمل وجة نظر لايقتنع فيها غالبية الشعب وتزعم أني ارغب في تجريعها لشعبنا رغما عنه! فأنت ضد الديمقراطية مرتين على الآقل: ألاولي في هجومك بجرة قلم على الحركة الإسلامية برغم التأييد الشعبي المشهود لها ثم في تنكرك لحقي في وجهة نظري واستخفافك بها بحجة أن الاغلبية غير مقنتعة بها! فمع أي اعلبية أنت؟ ومتي كانت وجهة النظر "الصحيحة" شعبية وكاملة بمجرد ولادتها؟ إن تاريخ البشرية يؤكد أن معظم الآفكار "الصحيحة" أو التي كان لها دور في إلهاب مخيلة الشعب وقواه المنتجة لآخذ دورها في صنع القرار السياسي لبلدانها والعالم لم تكن شعبية بمحض ولادتها. إنها سيرورة صراع ضد ايديولوجيا الهيمنة والتجهيل وأستحالة البدائل التي تفرضها الطبقات المستغلة -بكسر الغين - والمتفردة بالقرار السياسي والآقتصادي لعامة الشعب. هذا هو الصراع، فهل خيارك أن تكون في طرفه الآخر والسهل؟
تعليق على مدونة خلف: الجديد في الأردن
التعليق التالي جاء على مقالة على موقع الجديد في الأردن تحت عنوان: هل على بدران أن يستقيل؟
في البداية احبذ أن استعمل اللغة العربية في التعليق إذ من الممكن أن يساهم ذلك في اتساع دائرة الحوار من بين قراءنا في الأردن. بالطبع فإن مسؤولية مجزرة طلبة اليرموك واقتحام الجامهة عام 1986 لاتقع على بدران وحده كما هي الحال بالنسبة لوزير الداخلية آنئذ المجالي إذ أن مثل هذا القرار جاء من رأس الحكم آنئذ أعني الملك حسين. بينما حاء إذاحة بدران من موقعه لتهدئة الخواطر، لم يعتذر بدران عن المجزرة، أو يبرر ما حدث بدأ من فرض الرسوم المجحفة وانتهاءا بموجات الفصل للطلبة المعترضين وكيف كان يوعز لمدراء الدوائر من اساتذة الجامعة بالخروج وفك اعتصامات الطلبة. ويبقى أن الأهم في العرض المنمق اعلاه لآداء حكومة بدران ليس ما احتواه من روابط وتتابعات بل ما يكشفه من تهافت الحياة الثقافية والمثقفين في الأردن، إلا من رحم ربي، فالسمة الغالبة لهم، بما فيهم الاستاذ خلف، هي إنعدام المخيلة والمسؤولية الاجتماعية تجاه الشعب وفئاته المسحوقة. فهذ الأخيرة ليس لها مكان في مقالاتهم وتحليلاتهم، وهم في الصفة العامة يتأرجحون بين اختلاق التبريرات والذرائع للسلطة ومن هم في موقع القرار أو يمارسون نقدا متفذلكا في محاولات بائسة لحشر أنفسهم بين من في الحكومة و"رغبات القصر" على نحو وصولي، تأخذ منحي مناطقي تقسيمي في الحالتين يفرغ نقدها من اي قيمة نقدية ديمقراطية.مقال خلف هو من النوع الآول في الحالة التي نحن بصددها وهي حكومة بدران. فهذا الآخير يعرف واقع الحال في الآردن عندما تسلم موقع رئاسة الحكومة وموضوع رفع اسعار المحروقات كان على جدول الآعمال في الحكومة السابقة. لقد جاء التغيير وكنت قد كتبت عنهhttp://jordanianissues.blogspot.com/2005/04/blog-post_07.html واشرت في نهاية المقال عن توجهه لآمتصاص الآزمة مع الآخوان وصراعه المحتمل مع اكثر الفئات الاجتماعية تضررا من برنامح النيوليبرالية في الأردنحكومة بدران تشكل استمرار نهج التنكر لفقراء والعمال والموظفين وغيرهم من ذوي الدخل المحدرد في الآردن واستمرار تفكيك شبكة الآمان الحماية الآجتماعية التي تحميهم من تغول السوق. إن ما تقراه في الصحف هو أرباح طائلة للبنوك والشركات وتآكل للآجور ومستوى المعيشة لعامة الناس. إن ما تراه هو أن حقوق ومكتسبات رأس المال تصبح مؤسسة ومقوننة في نظم وهيكليات يصعب تفكيكها أو مراقبتها أو حتي تنظيمها وبالاقل التحكم بتغولها بينما تتحول مكتسبات عامة الشعب إلى منح ومنن يمكن وقفها وإعطاءها بحسب رغبات صاحب الشأن وليس حقوق مكتسبة، إن ما يجري في الآردن كما وكانه قد ضربته كارثة طبيعية لانسمع سوى توزيع الوجبات على الفقراء او المعاطف أو الخمسين دينار. إن الكارثة الأكبر ليس فيما اقدمت عليه حكومة بدران فحسب بل في ما تمتنع عن القيام به ايضا.. يتبع
وهذا كان رد الأستاذ خلف:
Mr. Khadder,Actually, I do read your blog. Unfortunately, I find that it has too much copy and paste and too little of your own analysis. I am glad you have written here.I am sorry that you have found that the easiest way to start the discussion is to insult people who disagree with you. While I will disagree with some of your more strident positions, rest assured that I will not insult you as you have done to me.Clearly, it is easier to be a critic than to be a decission maker. However, to be fair, you need to look at the entire scene to make a reasonable analysis. I have already said in defence of Badran that he is more socially concious than his predecessors, which might be because Awadallah is not in the picture. In any case, hard nosed capitalism is our model. There has been no organised opposition to this, except for some small leftist movements who quickly discredited themselves by alligning themselves with the Islamic movement. I would like to assure you that the Sharia model of the IAF will not have sociallist tendancies, even if they find it useful now to use leftist movement slogans to excite the masses. I am amused that the crushed classes that you refer to really are not all that interested in the political line that you advocate. Do you want to pust it down their throats?I look forward to reading more from you.
٣٠ تشرين الأول ٢٠٠٥
رجال الحكم السابقون في الأردن يتحولون إلى العمل الخاص
الخليج الاماراتية
عمان - الخليج:
بدأ رجال الحكم السابقون وحتى قوى المعارضة في الاردن تحولاً تدريجياً للتخلي عن عملهم في الشأن العام نحو الخاص. واذا كانت العملية اوجبتها الظروف الاقتصادية وعمليات الخصخصة التي قلصت من هامش المناورة، فإن قوة رأس المال كذراع سياسي باتت مرغوبة ومطلوبة للجميع.
وشمل التحول قطاع المصارف والبنوك اولاً قبل ان ينتقل الى الجامعات والمستشفيات وتأسيس الشركات والدخول في شراكات استراتيجية مع مقاولين محليين واجانب.
ولم يعد يجد اي مسؤول اردني سابق في عمله الجديد غضاضة لكنهم يفضلون الابقاء على الاتصال مع العمل العام بتوريث ابنائهم لما في ذلك من مصلحة.
وتتسع قائمة المتحولين لتشمل رئيس الوزراء الاسبق عبدالكريم الكباريتي وعقب خروجه شق لنفسه الطريق عبر مهنته الاصلية المصرفية، ليترأس مجلس ادارة البنك الاردني الكويتي، فيما فشل نظيره علي ابو الراغب في الحصول على رخصة انشاء بنك، محتفظاً بشراكات مع شركات تأمين، وقبله كان رئيس الحكومة مضر بدران اسس مصنعاً للحديد، فيما اخلت كريمته ريم بدران طواعية ادارة مؤسسة تشجيع الاستثمار لترأس شركة كويتية تخطط لانشاء مصنع للاسمنت.
وجعل الابتعاد عن العمل العام والانخراط بالخاص رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة يؤسس شركة بدأت العمل حالياً تنفيذ مشروع اقامة جامعة خاصة للدراسات العليا في اقليم الشمال، وقبلها سارع لتعيين نجله في الديوان الملكي.
وعقب سنوات من الخدمة في البلاط الملكي وقبلها في ديوان الامير الحسن فضل سمير الرفاعي نجل رئيس مجلس الاعيان “مجلس الملك” سلوك التحول وقدم استقالته ليصبح رئيساً تنفيذياً ل “الاردن - كابيتال” مقدر رأسمالها ب 200 مليون دينار وتتولى ادارة وتشغيل استثمارات متنوعة في السوق الاردنية.
وثمة مسؤولين سابقين وأعيان ونواب انخرطوا في العمل الخاص ليرأسوا مجالس ادارة شركات او مديرين عامين فيها، وهناك من يعمل في قطاع العقارات وتجارتها وحتى سمارسة في سوق يشهد حراكاً.
وبسبب الاوضاع في العراق نجح سياسيون اردنيون ومنهم اعضاء في المعارضة من نسج شراكات مع اقران لهم في العراق، والعديد من المسؤولين وحتى وهم في مواقع صنع القرار شاركوا في شركات تعمل لمصلحة نقل البضائع والسلع وتقديم الخدمات لقوات الاحتلال.
ومنذ سنوات يقبع قانون كشف الذمة المالية للمسؤولين في ادراج المجلس العيني الذي رفض بشدة اقراره، فيما تشي تقارير مستقلة الى مليارات من الدولارات لاردنيين مستثمرة في الخارج او في بنوك اوروبية. وفضل وزراء سابقون الرحيل للعمل خارج البلاد ومنهم نائب رئيس الوزراء جواد العناني ووزير الاعلام الاسبق صلاح ابو زيد والسياحة طالب الرفاعي ووزيرة التخطيط ريما خلف وبات وزير الصحة زيد حمزة مقدم برامج تلفزيونية.
٢٣ تشرين الأول ٢٠٠٥
اعتصام للموظفين المصنفين في مؤسسة الموانيء
0017 4 0317 اعتصام للموظفين المصنفين في مؤسسة الموانيء
٢٢ تشرين الأول ٢٠٠٥
٢٠ تشرين الأول ٢٠٠٥
البنك المركزي يلغي اصدار شهادتي إيداع في اقل من 4 أيام على اصدارهم
==============================
0029 4 0061 اقتصاد/المركزي يلغي الاصدار رقم 21 / 2005 من شهادات الايداع عمان/20 تشرين اول/بترا/اعلن البنك المركزي اليوم للبنوك المرخصة عن الغاء الاصدار رقم 21 / 2005 من شهادات الايداع. وعزا البنك اسباب الالغاء بعدم كفاءة التسعير وارتفاع اسعار الفائدة عن المستوى المستهدف من قبل المركزي.
0033 4 0134 اقتصاد/المركزي يطرح الاصدار رقم 21 /2005 من شهادات الايداع عمان/19 تشرين اول/بترا/اعلن البنك المركزي للبنوك المرخصة اليوم عن طرح الاصدار رقم 21/ 2005 من شهادات الايداع بالمزاد بقيمة/250/مليون دينار. وجاء في اعلان البنك ان/150 /مليون دينار من قيمة الاصدار لاجل ثلاثة اشهر تستحق في الثاني والعشرين من كانون الثاني المقبل و/100 / مليون دينار لاجل ستة اشهر تستحق في الثالث والعشرين من نيسان المقبل. يشار الى ان يوم التسوية تقرر في الثالث والعشرين من الشهر الحالي. وكان البنك اعلن عن الغاء الاصدار رقم 20 /2005 من شهادات الايداع لعدم كفاءة التسعير.
0054 4 0113 اقتصاد/البنك المركزي يطرح الاصدار رقم 2005/20من شهادات الايداع بالمزاد.
١٤ تشرين الأول ٢٠٠٥
الجلبي يرفض مقدما اصدار عفو ملكي اردني ويتهم شقيق البدران بتدمير بنك البتراء
ردا على تصريح رئيس الوزراء الأردني الدكتور عدنان البدران ، صرح ناطق باسم الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي ، ونائب رئيس الوزراء بما يلي:-إن تصريح رئيس الوزراء الأردني يتضمن مغالطة كبيرة ، إذ إن الدكتور الجلبي هو الذي يطالب بالتعويض المالي من الأردن ، لمساهمي بنك البتراء وعملائه ، وما أصابه شخصيا من تشويه سمعة ، وضرر معنوي طوال الخمسة عشر سنة الماضية ، من جراء الظلم الذي أصابه من السلطات الأردنية والمحكمة العسكرية التي حرمته من حق الدفاع عن نفسه ، حيث أقام دعوى أمام المحكمة الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن ، اتهم فيها الأردن وشخصيات أردنية مسؤولة في حينه ، ومن ضمنها شقيق الدكتور بدران ، بالتواطؤ لتدمير بنك البتراء والاستيلاء على موجوداته وأرصدته وإساءة التصرف بها.أما عما ذكر في الخبر الذي نشر في جريدة الحياة بتاريخ 13 تشرين الأول، بان الأردن سيقبل بصيغة تسوية للقضية إذا ما تم إعطائه نفطا خاما عراقيا بمبلغ وقدره 29 مليون دينار أردني، فقد صرح الناطق بما يلي:- ان الدكتور الجلبي يرفض ان يحمل الحكومة العراقية أي تبعة مالية تتعلق بخلاف بينه وبين الأردن وهو يصر على أن يدفع الأردن ثمن أي نفط عراقي يشتريه بالسعر العالمي السائد.وأضاف الناطق بان الدكتور الجلبي شدد على ان مسودة الدستور العراقي التي ستطرح يوم السبت القادم الموافق 15 تشرين الأول 2005 ، تتضمن مادة تنص وبوضوح على ان النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات.وكان رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران قد أبدى استعداده لتسوية «مرضية» لقضية نائب رئيس الوزراء العراقي أحمد الجلبي المحكوم في عمان بالسجن 22 عاماً وبغرامة مقدارها 29 مليون دينار أردني. وقال بدران في تصريحات صحافية: «اعددنا ملفاً حول القضية ونحن على استعداد لتسوية قانونية شريطة تسديد المبالغ المطلوبة»، واضاف أن «القضية قانونية بحتة بين القضاء وشخص مطلوب ويجب عدم النظر اليها إلا بهذه الصورة».وبحسب المصادر الأردنية، فإن القضية لا تزال مجمدة، إذ لم يعد الجانب العراقي يطرحها خلال اللقاءات الرسمية بين المسؤولين في البلدين.ولمح رئيس الوزراء الى أن بلاده لا تمانع في أي حل مالي يمكن ان يكون من خلال عودة النفط الخام العراقي الى الاردن.وتشير المصادر القانونية الى أن قضية الجلبي لا يمكن ان تحل إلا بعفو خاص يصدره العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أو إعادة محاكمته بعد تسليم نفسه الى القضاء، وهما الحلان اللذان يرفضهما الجلبي ويطالب بإعلان براءته.من جهة أخرى، أكد بدران ان زيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري للأردن واجتماعات اللجنة العليا الأردنية - العراقية المشتركة تأجلت الى ما بعد الاستفتاء على الدستور.
١٢ تشرين الأول ٢٠٠٥
الأسلوب التدرجي في الأعلان .. أنجح شي في عمّان، وبالذات إذا الدقة بالأخوان
الشركة الإعلانية: كنا نهدف إلى إثارة القارئ والإذاعة الجديدة سترد على المفاهيم الخاطئة
عمان: محمد الدعمه أجبرت وزارة الداخلية الاردنية أمس معلنا ووكالة إعلانات على تحمل مسؤولياتهم في إزالة لوحات إعلانية أثارت غضبا لدى حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، وكادت ان تخلق ازمة سياسية مع حكومة عدنان بدران بعد أن اتضح أن عدم اكتمال الرسالة الإعلانية «شوه» هدفها ومعناها.
وأثارت هذه الإعلانات استهجانا وغضبا عبر عنهما حزب الجبهة في بيان أصدره أول من أمس، إذ اعتبر أن تلك العبارات «سمجة»، ووصفها بأنها «تمثل اعتداء سافرا» على عقيدة هذا الوطن وهويته، «واستفزازا» لكل المؤمنين والمؤمنات فيه. وقال نائب أمين عام الجبهة جميل أبو بكر، إن ممثلين عن الشركة المذكورة «زاروا أمس مقر الحزب والتقوا بعدد من قياداته لتوضيح وجهة نظرهم» مشيرا الى أنهم اعتبروا أن الهدف من الاعلانات وبعض الصور المستفزة «تهدف لإثارة القارئ وجذبه»، لافتا الى ان وجهة نظرهم هي أن «العبارات الواردة في الإعلانات هي أفكار خاطئة يحاول البعض ترويجها وأن الإذاعة الجديدة سترد على هذه الأفكار المشوهة عن القيم الإسلامية». وأوضحوا أن ذلك «ما كانت ستوضحه الإعلانات القادمة التي تنتهج الأسلوب التدرجي في الإعلان». وقال أبو بكر إن الحزب، بعد أن استمع لوجهة نظر ممثلي الاعلان، يرى أن مثل هذه الإعلانات «لم تكن موفقة ويجب تصحيحها». وحمل نقيب المحامين صالح العرموطي أمانة عمان الكبرى وشركة الإعلانات مسؤولية مدنية وجزائية عن هذا الخطأ، باعتبارهما جهة مرخصة وجهة منفذة. ولا تنطبق بنود قانون المطبوعات والنشر المتعلقة بالإعلانات على لوحات الشوارع الإعلانية، إذ تنحصر صلاحيات القانون فقط على تلك الإعلانات التي تنشرها الصحف والمجلات، وفقا للعرموطي. من جانبه رد مدير دائرة المهن والإعلانات في أمانة عمان المهندس عز الدين شموط قائلا: إن دور الأمانة ينحصر في ترخيص مواقع لوحات الإعلانات ومراقبة ألا يتنافى مضمونها مع الآداب العامة وألا يخدش الحياء العام فحسب، دون التدخل في مضامينها الأخرى.
أوراق أردنية في الأصولية والسياسة (3-5):
العلاقة بين {الإخوان المسلمين} والملكية الأردنية بعد قدوم ملك وعى على عالم 11 سبتمبر
حرب تحرير الكويت وتصدع الواحدية الإخوانية
عمان: مشاري الذايدي نستعرض في هذه الحلقة من سلسلة «أوراق أردنية في السياسة والاصولية» موقف الاخوان المسلمين في الأردن من حرب الخليج وتحرير الكويت سنة 1991، وكيف ولماذا اختلفوا مع اخوان الكويت؟ وماذا كان موقف اخوان مصر؟ وهل غيروا مواقفهم الان؟ ولماذا يصفون علاقتهم مع الحكم الأردني الان بالفتور؟ وهل افتقدوا حرارة الملك حسين في التعامل معهم؟ وكيف يروون علاقة الملك الجديد بهم؟.ونختتم هذه الحلقة بالسؤال إلى اين يسير اخوان الأردن؟، وما هو مستقبل علاقتهم بالنظام، وما هو مصير موقعهم في مستقبل الحياة السياسية الأردنية، خصوصا بعد تغير المعادلات السياسية الدولية والاقليمية من عالم الحرب الباردة الى عالم 11 سبتمبر؟* الصدع الكبير... حرب الكويت* الحق ان لحظة غزو صدام للكويت (اغسطس 1990)، تسببت بخلق صدع كبير داخل الجسد الاخواني العام. وكان لموقف اخوان الأردن الرافض بحدة للاستعانة بقوات أميركية من اجل تحرير الكويت، اثرا بالغا في مشهد الخلاف الاخواني حينها.اسماعيل الشطي، احد رموز اخوان الكويت، ذكر ان موقف اخوان الأردن كان اشد المواقف المتصلبة في رفض الاستعانة بالقوات الاجنبية، وقال: «إنه أشد من مواقف اخوان فلسطين حتى».همام سعيد، نائب مراقب الاخوان في الأردن يدافع عن مواقف اخوان الأردن الذين نزلوا الى الشارع وقادوا، مع بعض القوى القومية، مظاهرات الشارع الأردني المناهضة لتحرير الكويت على يد التحالف الدولي، التي ذهب بعضها الى حد تأييد صدام حسين نفسه، فيقول: «موقفنا اننا كنا ضد التدخل الأميركي وكنا نعتبره استعمارا جديدا لمنطقتنا، وهذا ما أثبتته الايام». وسألته: ماهو مقترحكم إذن لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي؟ فقال: «كان خيارنا ان تنشأ حركة اسلامية وعربية تطالب برد العدوان عن الكويت».وذكر علي ابو السكر ان موقفهم حينها كان موجها ضد وجود القوات الاستعمارية في المنطقة وليس تأييد احتلال الكويت. سألته: هل حدث بينكم وبين اخوان الكويت خلاف بسبب ذلك؟ فقال حصل وتناقشنا وهم كان لهم وجهة نظر ونحن كان لنا وجهة نظر». وأضاف: «نحن اجتهدنا في موقفنا من حرب الكويت، ولم نناصر صدام، وموقفنا كان، ولايزال، محقا».اما بسام العموش، القيادي الاخواني السابق الذي خرج من صفوف الجماعة، فقال: «موقف الاخوان من ازمة الخليج الثانية كان موقفا مرعبا، بسبب الانشقاق الكبير وعدم وجود تصور ورؤية اخوانية واضحة للموقف».ويتحسر اخوان الكويت من موقف الخذلان والعداء الذي لاقوه من اشقائهم الايدولوجيين، خصوصا موقف اخوان الأردن، وفي هذا السياق يتذكر العضو الاخواني البارز مبارك الدويلة تفاصيل زيارة الوفد الشعبي الكويتي، الذي رأسه احمد السقاف وكان الدويلة عضوا فيه، الى الأردن اثناء الغزو لشرح القضية الكويتية، ويصف الدويلة في لقاء صحافي مع جريدة الشرق القطرية في يوليو 2004، وقد سألته شخصيا عن صحة هذا الحوار فأجاب بالايجاب، يصف الدويلة موقف الاخوان المسلمين بالأردن بأنه كان مخزياً، وعبر يوسف العظم، النائب الاخواني الأردني الشهير، عن ذلك بقوله: لقدم عراقية في أرض الكويت خير من قدم أميركية.ويؤكد الدويلة ان الموقف الاخواني المنحاز لصدام حسين ضد الكويت، لم يكن مقصورا عليهم، فقد كانت الأردن كلها، بشارعها واحزابها وصحفها وحكومتها في موقف مؤيد لصدام مناوئ للكويت. وحسب مبارك الدويلة كان الاستثناء الوحيد في الأردن هو موقف الأمير حسن ولي العهد حينها الذي بدا أكثر تفهما. لكن اخوان الكويت يبدو انهم آثروا، بعد أن عادت البلد، وطرد الجيش العراقي، آثروا نسيان تلك اللحظة المريرة، وإن كان اسماعيل الشطي قال لي اننا اتخذنا موقفا معارضا لحركة الاخوان الدولية، تمثل بتجميد عضويتنا في التنظيم الدولي للاخوان. إلا أن فلاح المديرس، الباحث الكويتي في تاريخ الحركات السياسية في الكويت والخليج، قال بأن موقف الاخوان الكويتين الرسمي اتسم بالتذبذب في أول الأمر، يقول المديرس: «لا اذكر انه كان لهم موقف يمثل وجهة النظر الرسمية إزاء خذلان اخوان الأردن او غيرهم من فروع الاخوان للقضية الكويتية، فلم يوجد بيان رسمي يعبر عن ذلك الموقف الواضح». لكن اسماعيل الشطي أكد انه شخصيا من ابرز من تصدى بالنقد الحاد للاخوان المسلمين الذين خذلوا الكويت، كما تشهد لذلك مقالاته التي تلت الغزو.موقف اخوان مصر ممثلا بمرشد الاخوان العام مصطفى مشهور، كان افضل من موقف اخوان الأردن بكثير، حسب اسماعيل الشطي ومبارك الدويلة الذي قال في لقائه مع الشرق القطرية: «الاخوان المسلمون في الأردن كانوا أشد فرق الاخوان عنفاً وخلافاً للاخوان المسلمين في مصر الذين كان موقفهم طيباً، إذ كان مرشدهم مصطفى مشهور أول من أبرق لمؤتمر جدة الشعبي مؤيداً الحق الكويتي وقد قرأ الأخ عبدالرحمن الغنيم هذه البرقية على المؤتمر وكانت واضحة لا لبس فيها ولكن إخوان الأردن كانوا على العكس من ذلك تماماً».ويشير الباحث الكويتي خليل حيدر خليل في مقال له الى غلو بعض اخوان الأردن في مناصرة صدام، وتناسي الموقف الاخواني التقليدي في معاداة البعث والناصرية، للدرجة التي اتخذ فيها بعض نواب الاخوان في البرلمان من تلقاء انفسهم موقفا متطرفا في ذلك، حتى قال احدهم لصدام في خطبته: اذهب انت وربك فقاتلا، انا معكما مقاتلون. حسبما ينقل حيدر عن نشرة العين الحزبية »العدد 25«.الجدل تفجر من جديد بعدما اتهم الوزير الكويتي وسفير الكويت في واشنطن اثناء الغزو العراقي في الكويت الشيخ سعود الناصر الصباح، وكانت بداية الشرارة في مقابلة مثيرة نشرت في (الشرق الأوسط) في اكتوبر 2001 قال فيها سعود الناصر موجها نقده اللاذع لبعض رموز الاخوان الكويتيين، تذكرا حادثة حصلت اثناء الغزو في 1990 عندما جاء وفد اهلي الى أميركا، وطلبوا مقابلة السفير، بغرض اقناعه بعدم جواز الاستعانة بالاميركان من اجل تحرير الكويت وان البديل لذلك هو قوات اسلامية، وطلبوا منه خمسين مليون دولار من اجل تمويل حملتهم (الهيئة العالمية لمناصرة الكويت)، وسمى سعود الناصر في مقابلة »الشرق الأوسط« اسماعيل الشطي، ثم لما نشر مذكراته لاحقا في جريدة القبس الكويتية ضم معه طارق السويدان وعبد الله العتيقي، والثلاثة من الاخوان، والسويدان كان يدرس في أميركا، يقول سعود الناصر عن هذه المقابلة: «تلك الحادثة التي لا يمكنني أن انساها (...) وأذكر أنني سألتهما عن البديل المناسب في رأيهما للقوات الاجنبية، فقالا يجب أن نستبدل بها قوات اسلامية. فابتسمت لهذا الهراء».لكن اسماعيل الشطي وطارق السويدان وعبد الله العتيقي نفوا ذلك، وردوا على سعود الناصر، واتهم من قبل قيادات اخوانية كويتية، لاحقا، مثل محمد البصيري بأنه عدو للاسلاميين.التشظي الاخواني الذي احدثته رضة حرب الخليج الثانية لم يقتصر على اخوان الكويت والأردن، بل تعداه الى اماكن اخرى، فحينما عقدت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية التي كان يترأسها عبد الله التركي، مؤتمرا مشهودا عن الجهاد في مكة، حشدت له الجامعة بسعي دؤوب من عبد الله التركي الذي يتمتع بصلات مميزة مع كثير من رموز الحركة الاسلامية في العالم مثل كامل الشريف. لدعم الموقف السعودي حول طرد قوات صدام من الكويت من خلال الاستعانة بقوات اجنبية، كان صدام حسين بالمقابل يحاول كسب رموز الحركة الاسلامية والاخوان المسلمين الى صفه.وفي هذا الصدد عقد صدام، بالتزأمن مع مؤتمر مكة والذي كان اسمه (المؤتمر الاسلامي الشعبي) ما أسماه هو ايضا بـ(المؤتمر الاسلامي الشعبي)!، ونشرت وكالة الانباء العراقية حينها اسماء اعضاء المجلس التنفيذي لهذا المؤتمر، وكان منهم علي الفقير من الأردن، وعدنان سعد الدين من سوريا، والشيخ عبد الفتاح ابو غدة من سوريا.الاخير كان من قيادات الاخوان في سوريا، الا انه كان مقيما في السعودية لتدريس العلوم الدينية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وحينما نشر اسمه كان موجودا في السعودية! الامر الذي حدا بجريدة عكاظ في عددها 16 يناير 1991 (29 جمادى الاخرة 1411هـ) الى طلب رأيه في إدراج اسمه على هذه القائمة، فاستغرب ذلك وكذب وكالة الانباء العراقية، لكن الغريب في نفس الوقت ان الشيخ عبد الفتاح، وهو يملك قيمة وثقلا داخل حركة الاخوان السورية، وكذلك وزنا علميا في الجامعات السعودية، لم يدع الى مؤتمر مكة، فما السبب؟.ولعل جواب الشيخ ابو غدة لسؤال صحيفة عكاظ عن الحل؟ فقال: «يحلها الله سبحانه بفضله وكرمه، لا يحلها الا الله، ماذا نقول نحن في هذه السياسات التي دوخت العالم». لعل في هذا الجواب ما يكشف عن ضجر وضيق الشيخ من تحديد الموقف.غمامة حرب الخليج القت بظلالها على غالب المواقف الاخوانية، وكما يذكر استاذ الشريعة والكاتب القطري عبد الحميد الانصاري، فإن موقف اغلب الاسلاميين من حرب الخليج الثانية كان «مخزيا»، وسألته التفصيل فبعث لي بورقة عمل قدمها في ندوة مستجدات الفكر الاسلامي التي عقدتها وزارة الاوقاف في الكويت في مارس 2004 بعنوان (الاتجاهات في مفهوم الجهاد واضطراب المصالح في الفتوى في ظل مصالح الامة) في هذه الورقة يذكر الدكتور الانصاري أن «الحماقة» بلغت ببعض رموز وتيارات الحركة الاسلامية الى حد اعتبار العدوان العراقي الكويتي على الكويت مشروعا في سبيل الجهاد وتوحيد الامة، وانهم استماتوا في اتهام من يشارك في تحرير الكويت بالكفر والارتداد. وينقل عن كتاب الدكتور سعود بن سلمان بن محمد ال سعود في كتابه (أزمة الخليج بين المبادىء والاهواء) من هذه الرموز الاسلامية التي وقفت هذه المواقف «المخزية» على حد تعبير الانصاري، كل من: الشيخ اسعد بيومي التميمي، ونادر التميمي (نائب مفتي الجيش الفلسطيني)، والأردني الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني، عميد الشريعة سابقا في الأردن، وعباسي مدني وراشد الغنوشي وحسن الترابي.لعلنا أسهبنا في استجلاء مظاهر التشقق الاخواني من حرب تحرير الكويت، والغرض وضع موقف الاخوان الأردني في اطاره الواسع، واذا عدنا الى الاطار الأردني البحت، فإننا نتساءل، بعد مرور حوالي 15 سنة على انتهاء حرب تحرير الكويت، وتولي الملك الجديد عبد الله الثاني مقاليد الملك سنة 1999، وهو الملك الذي جاء متحررا من عقد هذه الحرب، ومن كثير من عقد الماضي وظروفه التي حكمت المعادلة السياسية الأردنية الداخلية والخارجية، نتساءل عن ما تغير في علاقة الاخوان بالعرش؟ وهل ظلت معادلة العلاقة بين العرش الهاشمي والاخوان المسلمين سالمة من عوادي التغييرات ورياح السياسة الاقليمية ام انها تأثرت كما تأثر غيرها؟.همام سعيد، نائب المراقب العام لاخوان الأردن، يقول حينما سألته: ما لذي تغير في علاقتكم بالحكم؟ فقال: «نحن لم نتغير، منذ نشأة الاخوان في 1945 (الموافقة الرسمية على الاخوان تمت في 1946)».ويتابع: «على من يتعامل معنا ان يستوعبنا كما نحن، ونحن لم نغير مواقفنا، والتغيير ليس في شعاراتنا، التغيير فيمن حولنا، ونحن سنبقى نقول الجهاد في سبيل الله اسمى امانينا».موسى المعايطة، امين عام حزب اليسار الديموقراطي، يعتقد ان هناك تغيرا طرأ على العلاقة التقليدية بين العرش والاخوان، يقول: «الملك الجديد لم يلتق اي زعيم من زعماء الاخوان بشكل خاص، نعم هناك استثناءات مثل لقاء الملك بعبد المجيد ذنيبات مراقب الاخوان، لكنها جاءت في اطار لقائه بوجهاء محافظة الكرك، وليس في اطار كونه مراقبا للاخوان». ويتابع: «بينما الملك الراحل حسين كان يلتقي بهم بشكل مستمر». ويعتقد علي ابو السكر، النائب الاخواني في البرلمان، ان العلاقة بين الحكم والاخوان الان يمكن وصفها بـ «الفاترة» او «بين بين». ويقول ابو السكر مفسرا عدم حرص الملك الجديد على مقابلة قيادات الاخوان ومراقبهم، عكس الملك الراحل بقوله: «اعتقد ان خبرة الملك العهد الحالي ليست كافية كخبرة العهد الراحل». ويضيف: «الاخوان هم من ثبتوا النظام في لحظات الاهتزاز، نعم كان للاخوان مصالحهم الخاصة في تلك التحالفات، ولكنهم حلفاء للنظام». ويمضي ابو السكر قدما فيقول: «اعتقد ان في الدولة الأردنية من يريد اشعال الفتنة، والحق ان الاخوان هم عامل ضبط». ويحذر النائب الاخواني من فرط التحالف واضعاف الاخوان معتقدا ان اضعاف الاخوان سيؤدي الى بروز العنف و«الفتن»، لأن الناس تريد رؤية مظاهر اسلامية، وهذا ما يوفره وجود وفعالية الحضور الاخواني.ويلخص ابو السكر الحالة بالقول: «على كل حال النظام لا يستطيع الاستغناء عن الاخوان، ولا الاخوان يستطيعون الاستغناء عن النظام، فالنظام الأردني يريد تقديم نموذج ناجح للتعايش السياسي مع الاسلاميين، والاسلاميون يريدون الحفاظ على النظام من اجل بقائهم».ويقول ممدوح العبادي، نائب رئيس البرلمان الأردني، وأحد النشطاء السياسيين من ذوي الخلفيات العلمانية: «اعتقد ان علاقة النظام بالاخوان فيها الكثر من الاستقرار، ولا يوجد (كسر عظم) بين النظام والاخوان». ويستشهد العبادي على بقاء تلك العلاقة بلقاء عقده الملك وحضره العبادي مع نواب كتلة جبهة العمل الاسلامي في 9 سبتمبر الماضي.مروان المعشر، وهو بالاضافة لموقعه نائبا لرئيس الحكومة وناطقا باسمها، هو رئيس الاجندة الوطنية، او تخطيط السياسات الداخلية والخارجية، اشار الى ان الظروف التي حكمت السياسة الأردنية الداخلية وطبيعة العلاقات مع القوى السياسة، قد تغيرت، وبالتالي فان من الطبيعي ان تتغير السياسة التي بنيت على تلك الظروف التي تغيرت. لكن موسى المعايطة يرى أن «شهر العسل» بين الاخوان والحكم الأردني لا يزال قائما بسبب طبيعة العلاقة الخاصة بالحكم، يقول: «الاخوان يراد لهم ان يكونوا صمام امان لكبح جماح السلفية الجهادية والاخوان يقومون بهذا الدور، وهم واعون تماما به». المعايطة، مع ذلك، يعتقد ان العلاقة ليست بنفس الازدهار الماضي. وربما يكون وعي 11 سبتمبر، الذي هيمن على العالم منذ عدة سنوات، هو الوعي الذي يهيمن على ذهنية الحكم الأردني، الذي دائما ما يكون من المبكرين الى شم رياح التغيير قبل غيره، ويملك مرونة عالية في التحرك وتبديل ناقل السرعة في السياسة الأردنية وتوجيه الاشرعة بحسب هبوب الرياح، ومن هنا فإن الخطر الذي كان في الماضي ياتي من اليسار، اصبح في الحاضر يأتي من اليمين، ومن المؤكد ان الاخوان يقعون في مربع اليمين، الذي كان دوما هو الغانم من حالة العداء بين العرش واليسار.. هكذا تبدو مواقع المسافات الان بين حضن الحكم وعصافير الاخوان.السؤال: هل انتهى الحلف العميق بين العرش الهاشمي والاخوان المسلمين، هذا الحلف الذي مر بمحطات خطيرة منذ حركة الناصريين وسليمان النابلسي في 1957، ضد الملك حسين، واصطفاف الاخوان الى جنب النظام، ومنذ حرب ايلول الاسود مع الفدائيين الفلسطنيين والحياد، الذي يشبه الانحياز، الى صف النظام، ومحطات اخرى، فهل تغيرت الرياح، واصبحت رياح السياسة الاقليمية لا تأتي على ما تشتهي السفن الاخوانية؟، البعض يقول ذلك، واخرون يرون انها الآن «في الثلاجة» وليست ميتة، لكنها باردة، كما صارحني قيادي اخواني أردني. هذا عن ماضي العلاقة وحاضرها بين الاخوان والحكم في الأردن. فماذا عن مستقبل هذه العلاقة؟! والى أين يسير اخوان الأردن؟موسى المعايطة، يعتقد انه قد بولغ في تقدير حجم الاخوان، مع ان لهم قوة حقيقية على الارض، اتت، كما يرى المعايطة، بسبب تعثر الانظمة العربية التقدمية وانحباس الديمقراطية في العالم العربي عن الجميع، يمينا ويسارا، كل ذلك يوفر بيئة لنمو الاسلاميين بسبب غياب الثقافة الحقيقية. وفي تقدير المعايطة انه لو اجريت انتخابات حقيقية فإن حصة الاخوان لن تتجاوز 25 في المائة.علي أبو السكر نائب الاخوان يذهب في اتجاه معاكس، ويعتقد أن الاخوان هم الحزب الحقيقي في البلد، وانهم الوحيدون الذين يتحركون وفق رؤية معينة، من خلال كتلة نواب جبهة العمل الاسلامي.ويقول: «عدم وجود قوى سياسية اخرى في البرلمان هو الذي جعل نواب الحركة الاسلامية هم الاعلى صوتا، لأن اغلبية النواب المتبقين هم نواب خدمات، بسبب قانون الصوت الواحد». قانون الصوت الواحد الذي اشار اليه ابو السكر، والذي يعتقد الاخوان انه يهدف الى تحجيم وجود الاخوان وتمثيلهم بشكل حقيقي، كما في بيان المقاطعة الشهير الذي اصدروه سنة 1997 لتفسير مقاطعتهم الانتخابات النيابية، هذا القانون لم يقتصر رفضه على الاخوان، فتقريبا اغلب القوى السياسية تقف منه موقفا سلبيا.قانون الصوات الواحد الذي يخصص لكل ناخب صوتا واحدا يذهب لمرشح واحد في دائرته الانتخابية، وعدم تشريع التصويت للقائمة، يعرقل وصول النائب المسيس وبالتالي، يقل مستوى النائب واداؤه السياسي، لانه لا يصل من خلال هذا القانون الا مرشحان على اسس عشائرية او قروية بحتة، او كما قال احد الساسة الأردنيين «نواب مخاتير». هذا هو التقويم العام الذي سمعته من جل الصحافيين والسياسيين الأردنيين الذين سألتهم رأيهم عن قانون الصوت الواحد.يقول الكاتب الأردني ناهض حتر في مقالة له نشرها في جريدة العرب اليوم الأردنية بتاريخ 21 فبراير 2001: «الحركة الاسلامية تريد قانونا يترجم، ولو نسبيا، قوتها على الارض برلمانيا، النخب الأردنية تريد الحفاظ على الطابع الأردني للبرلمان، وهي تتأرجح بين القانون الحالي وبين تعديلات تحسن فرص بعض العائلات والشخصيات... الخ، بينما النخب الأردنية من اصل فلسطيني تريد من القانون الانتخابي (انصافها)، وهكذا، فإن كل اقتراح للقانون الانتخابي الذي نريد يمكن فحصه لاكتشاف الضمير المستتر (نحن!)». إذن فمستقبل الاخوان السياسي مرهون، الى حد كبير، بتعديل قانون الانتخابات حتى يتيح مجالا اكبر للتمثيل السياسي وعدم تفصيله على قائمة مرشح العشيرة أو القرية فقط.لكن المخاوف من الغاء قانون الصوت الواحد، ليس بسبب التوجس من تضخم الاخوان على حساب غيرهم، بل بسبب الحذر من الاخلال بالتركيبة السكانية، باعتبار ان الأردنيين من اصل فلسطيني يشكلون خمسين بالمائة او ستين بالمائة او اقل قليلا او اكثر قليلا، المسألة لم تحسم، وهذا ما يحقق عمليا نظرية: الوطن البديل كما يقول موسى المعايطة... والى حين حل هذه الاشكالية فان هناك العديد من المقترحات للمزج بين فوائد قانون الصوت الواحد وقانون القائمة الانتخابية، وهذه القضية تعتبر موطن جدل ونقاش كبير بين القوى السياسية الأردنية، من طرف وبين الحكومة من طرف اخر.مروان المعشر يقول: «نحن في الاجندة الوطنية معنيون بإنعاش الحياة السياسية، ومنح القوى الاخرى مكانا، من خلال تعديل قانون الصوت الواحد، وقانون الاحزاب، وبالنسبة لقانون الصوت الواحد فاننا سنذهب باتجاه قانون مختلط بين الصوت الواحد والقائمة النسبية، من اجل اعطاء (كوتا) للاحزاب الاخرى». ويضيف: «هذا هو التوجه في الاجندة الوطنية، وفي الدولة الأردنية بشكل عام».لكن الاهم هو مستقبل التطور والحراك داخل الرؤية الاخوانية، السياسية والاجتماعية، خصوصا ان من مطالب الاخوان الاساسية ضبط الاخلاق وفق معايير دينية، ومن ذلك اعتراضهم المتكرر على الحفلات الغنائية والاختلاط في التعليم... الخ منذ الخمسينات، حتى اليوم، كما في طرح الثقة على حكومة عدنان بدران الحالية، فقد تحدث نواب الاخوان عن مثل هذه المطالب الاخلاقية وتحدثوا عن تطبيق الشريعة، كما يشير موسى معايطة.ويقول علي ابو السكر: «نحن حزب سياسي ولدينا برنامج، ولانتعالى على الواقع، نحن حركة ضمن الواقع». ويتابع: «اما موضوع الاختلاط في التعليم او الربا في الاقتصاد، فكل ذلك وغيره، ليس الا جزءا صغيرا من برنامجنا السياسي، ومن المستحيل تقزيم كل برنامجنا في مثل هذه الامثلة». ويلفت ابو السكر الى ان من ضمن كتلة الاخوان البرلمانية هناك امرأة هي الدكتورة حياة المسيمي، يقول: «هذا رد عملي على من يشكك بموقفنا». سألته عن رأي الجماعة بشكل صريح في موضوع الاختلاط، مثلا، فقال: «نحن لانفرض على المجتمع شيئا، بل نترك الخيار له، المجتمع هو الذي يختار ذلك (عدم الاختلاط)». وبعيدا عن هذه الامثلة المفصلة، يعتقد بسام العموش القيادي الاخواني السابق، الذي خرج من صفوف الجماعة، ان مشكلة الاخوان، ان جل تفكيرهم هو اممي وليس وطنيا، وقال: «انا من دعاة ان يستولي الهم المحلي على 70 في المائة من الشغل السياسي والحراك على الارض، ولكن الواقع ان الاخوان في الأردن لا يشتغلون على الشأن المحلي الا بما يقارب 10 في المائة، وهذا العشر ربما اغلبها مناكفة للنظام والحكم!». وقال:«على كل حال يجب ان تعلم ان حركة الاخوان هي حركة في المدن وليست في العشائر والعمق الأردني». سألته: هل يمكن حدوث انقلاب داخل الحركة الاخوانية وثورة فكرية؟ فقال: «مايحدث داخل الاخوان ليس انقلابا ولكنه عزوف من بعض الشخصيات دافعه اليأس من الحالة». ويواصل العموش: «مشكلة الاخوان انهم يعرفون كيف يكونون دعوة ولكنهم لايعرفون ابدا كيف يكونون دولة، فكر الدولة غير حاضر ابدا في طريقة تعاطيهم وفهمهم، وهم لايعرفون ابدا عقلية المسؤول عن دولة». وقال: «هناك اوهام كثيرة تكتنف مايطرح الان في الخطاب السياسي الاسلامي، ومن ذلك التعلق الحالم بالدولة العثمانية، مع ان الدولة العثمانية حينما خرجت من بلادنا خلفت لنا تعليما متخلفا وتصحيرا علميا».سألته اخيرا ماذا تتوقع لمستقبل الاخوان؟ فقال: «امور الاخوان لا تسير في الاتجاه الصحيح، ومنحاها في حالة هبوط، ورغم ذلك اتمنى لهم الخير، كل الخير....».