ه
بحسب تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان فإن ما ترتكبه اسرائيل في لبنان يعتبر في القانون الدولي جرائم حرب. هذا ليس بجديد لآي عربي او اي مواطن في المنطقة. كما أنه ليس بجديد ان يهم "حكامنا الآشاوس" وبالذات في عمّان والرياض والقاهرة آخيرا بإدانة العدوان الإسرائيلي وهم من منح بالآصل الغطاء السياسي له، ولم يكونوا ليتمنوا وقتها ان تصل الأمور لهذا الحد وأن تحشرهم امريكا واسرائيل في مثل هذه الزاوية. ولعلهم يتحدثون الآن فيما بينهم متى سينسى الشارع العربي اويتناسى بحيث يتمكنوا من جديد من مصافحة اولمرت ومعانقته في العلن في البتراء وشرم الشيخ وغيرها؟
ه
لم يقدموا فقط الغطاء بل إن ما كشفه مفتيي السعودية من نزعة فئوية ضيقة يكشف الدور المدمر بل والمتعاون مع العدوان والمتأمل بنتائجة الكارثية على لبنان وشعبه الذي لعبته هذه الدولة ومن هم في محورها. والسعودية على مدى تاريخها ومنذ تحالفها الأول والإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميريكية عام 1945 حتى قبل قيام الدولة الصهيونية ساهمت في ايديولوجتها الدينية الضيقة والمتعصبة - الوهابية،- ونفوذها المالي في ضرب وافساد قوى المقاومة في المنطقة وبالذات الحركات العلمانية والقومية منها. بالرغم من أن تضحياات هذه الأخيرة هي التي منحت دول مشايخ النفظ هذه هامش التحكم بثرواتها النفطية. فتأميم النفط اصبح امرا واقعا بعد صعود مصدق في إيران، وصارت سياسة اقتصادية لايستطيع أن يقبل اي شعب يحترم نفسه التنازل عنها. و مع تصاعد شعوب المنطقة ضد الأستعمار والهيمنة الأوروبية والأميريكية كان هامش هذه المشايخ يزيد في التحكم بثروات مناطقها فسارعت الدول الأستعمارية ذاتها إلى تشكيل دويلات تقونن وتشرعن تحكم عملائها في المنطقة في حقول النفط لصالحا وبالتنسيق معها، "فأستقلت" الكويت وقطر والبحرين والإمارات والذي منه.. وبعد تضحيات شعبنا في حرب عام 1973 جائت الفورة النفطية.ه
د
لقد كانوا وازلامهم يتعيشون ويحصدون الأرباح الطائلة من ارتفاع اسعار النفظ بعد كل موجة مقاومة وتصدي للقوى الإستعمارية في المنطقة، بينما هم ينامون عريانا في خندق القوى الأستعمارية ذاتها، ويعملون خناجر الغدر في حركات شعوبنا ومقاومتهم تحت أي مسمى متوفر، مرة بمحاربة الشيوعية وألآن يمحاربة الآرهاب ثم استخدام الإرهاب ذاته لمحاربة الشيعة أو"الصفويين" "الروافض" حد تعبيراتهم السوداء ذاتها.ه
ه
هاهم الآن يفتحون قطاعاتهم النفطية للتخاصية في الخليج والسعودية. وما لا تستولي عليه الشركات العالمية مباشرة تتولاه البنوك العالمية من خلال الأسواق المالية في هذه العواصم المفتوحة للمضاربة بدون ضوابط وبدون اي ضمانات على أن ما يجري تداولة من راساميل يدخل في اي عمليات انتاج فائض قيمة حقيقة لصالح شعوبنا ومستقبل تطورها واستقلالها الأقتصادي. وهذه في النهاية رساميل جاهزة للتبخر الكترونيا وخلال ساعات بحسب تطور سوق النفط اوغيره من العوامل.ه
ه
هذه الحكومات عندما يضغط عليها الوضع السياسي الشعبي فإن تفارقها مع اسرائيل واميريكا يكون دائما لفظيا - بالإدانة والإدانة الشديدة احيانا - بدون اي محتوى عملي. افلا يستطيعون سحب السفراء مثلا؟ من سيلومهم في العالم على عدم رغبتهم في التواصل مع حكومة مجرمي حرب في واشنطن واسرائيل؟ لماذا لايعمدوا إلى تفعيل المقاطعة الإقتصادية الرسمية العربية ضد اسرائيل كخطوة هامة في دعم حركات المقاطعة ضد اسرائيل والتي تحاول ان تتحرك بفعالية عالميا؟
تنديدهم ليس موجه في جلّه ضد اسرائيل والتي نادرا ما تعبأ بالكلام. إنه موجه نحونا، شعوبنا واهلنا الذين يخرجوا كل يوم في مظاهرات غاضبة في شوارع عمان والقاهرة وغيرها من العواصم العربية. يوجهون هذه البيانات لنا بدون اي محتوى عملي من الحد الأدني الذي ذكرت اعلاه لكي يخجلونا، ويطيبوا خواطرنا إذا مش كمان يزاودوا علينا. ه
ه
كلها قصص ما بتنطلي على الناس، والذي عززته المقاومة اللبنانية من حزب الله اولا والشعب اللبناني وقواه لن يمّحي في نفس كل عربي وشريف في العالم. أن يصمدوا لآكثر من 20 يوما في وجه اعتى قوّة في المنطقة مدعومة بقوة امريكا العظمى لهو انجاز بطولي نحنى له هاماتنا.ه
ه
هذا لا يعني اننا بلا اسلحة اوان ليس من وسائل مقاومة سوى المقاومة المسلحة. إن تحركاتنا الشعبية في كل تظاهرة، في عدد المتظاهرين، في جديتهم ومعنوياتهم في الشعارات في المثابرة والمتابعة وبرغم ان البعض قد يظن انها لن تغير شيئا ألا أنها على العكس تفعل الكثير، إنها تنقل مركز ثقل الحراك الإجتماعي للشارع وليس لشاشات التلفاز. إنها تربي جيلا واجيال جديدة على التضامن. إنها تساهم في بناء قوانا السياسية التي سبق وأن قادتنا من براثن الإستعمار القديم والذي يتعيش من انجازاتها ولا يزال امراء النفط والدول التي تعتاش منها وتلك التي تعتاش من بيع دورها السياسي لقوى الإستعمار والهيمنة في المنطقة ، الحكم الأردني مثالا.ه
ه
بعد كل مظاهرة يجب العمل على ان تكون المظاهرة التالية اكبر واكثر تنظيما، ان تكون المشاركة في القرار اوسع ان يكون فضاء التعبير والنقاش ارحب. عل صمود المقاومة ومثالها يعزز عوامل تحول ديمقراطي . جذري في بلادنا ومش على طريقة الخلوات. "يجب أن لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه." هي
هذه مسودة ، والنقاش بتبع