حراك الطبقة العاملة المطلبي المتصاعد كشف عن عمق المحتوى الديمقراطي والاخوي والذي يتناسب مع روح وتراث شعبنا وشيمة في العونة والتضامن ومشاركة الاخر في كل الظروف. بل في تحدي الظروف واستنطاق الصخر بالجهد والعمل المشترك، إن لم يكن مدينة البتراء مثالا صارخا على ذلك.
اضراب عمّال المياومة في الزراعة واضراب عمال الموانئ في العقبة، الاضراب الاول تحاول الحكومة قتله من خلال تجاهله والممايعة في وضع حلول له بينما المياه تسح من تحت طيزها والآف من الدنانير وملايينها يجري نهبها ولايزال.
اما اضراب العقبة فلا تستطيع الحكومة ان تتعايش معه ليس لآن مطالب العمال غير معقولة اولا ترغب في التجاوب معها هذه المرّة. الرد القمعي العنيف ضد العمال جاء ليس بدوافع اقتصادية آنية بل لآنها ترغب ان لا يبقى سيف العمال - تنظيمهم المستقل والديمقراطي - مسلطا على رقبتها في منطقة حساسة تمس صميم عملها ومواردها. إن الهدف كان ولا يزال ليس اقتصاديا بحتا فحسب، وهذا مقدور عليه من قبل الحكومة، بل ان "تعلّم " العمال درسا بالعصاة ان تضامنهم واسالبيهم المستقلة في النضال والمطالبة بحقوقهم بشكل جماعي سوف يواجه دائما بعنف مضاعف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق