قامت قوى الامن باعتقال الكاتبين موفق محادين وسفيان التل على خلفية تصريحات وكتابات صحفية لهما - يعني جريمة رأي بامتياز - ضد تورط الحكم في الاردن واجهزته الامنية بالعمالة للمخابرات المركزية الامريكية ومشاركته لهذه الاخير في مهماتها العدوانية الاستعمارية المكشوفة في العراق وافغانستان وغيرها من دول العالم.
ما قاله الكاتبان هو تعبير عن ضمير ومشاعر معظم المواطنين في الاردن. واجزم انه كذلك الامر بالنسبة للعديد من المواطنين في العالم بما فيهم الامريكان الذين يعارضون وباغلبية واضحة حروب بلادهم وعدوانيتها سواء في العراق اوافغانستان وغيرها من الدول.
الكاتبان عبّرا عن موقف انساني طبيعي يرفض التعاون مع قوى النهب الاستعماري العدواني الامريكية تحت اية يافطة. فما الفرق بين الدور الامريكي في فلسطين وذاك في افغانستان اوالعراق؟ هل نسينا كيف تم فبكرة الحرب واحتلال العراق وبدعاوى فارغة واكاذيب واضحة، بينما تهافتت الانظمة العربية وعلى راسها ملك الاردن وملك السعودية لتقديم كافة اشكال الدعم لهذا العدوان قبل واثناء حدوثة ولغاية الآن. عندما كانت قوات العدوان تحاصر ام قصر قام نحو 90 شخصية من مختلف الاطياف السياسية في الاردن ببعث رسالة للملك تطالبه فيها بتغيير موقفه من العدوان الامريكي على العراق واعلان موقف واضح معادي. رفض الملك واصر على ان يكون على الجانب "المنتصر"، وايا انتصار ذاك عندما تطأ قوى العدوان ارض بغداد؟ انه ليس انتصارنا. هذا هو الدور الذي يتجدد للحكم في الاردن: عمالة تجهز وتشارك في العدوان ثم تعتلي جثة الوطن المثخن مفاخرة بمواقفها القومية والوطنية مقبلة يد المستعمر القاتل.
لقد جاءت الدعوة ضدهما من قبل متقاعدين عسكريين. فإذا كانا اعتديا على "سمعة الجيش" فلماذا لم يقم الجيش واجهزته بالتحقيق بالامر اوباقامة الدعوة؟ ولماذا لم تقبل المحكمة تكفيلهم واخراجهم من السجن لغاية استكمال مستلزمات المحكمة والوصول لقرار بهذا الشأن؟ تحاول الحكومة ان تختبئ خلف ما قام به هؤلاء المتقاعدين وان تتنصل امام هيئات الدولية من مجريات المحكمة بينما هي التي تحركها من البداية للنهاية.
لا لتكميم الافواه
يجب على نواب الشعب وهيئاته المنتخبة والقضاء ان يحقق في ما تقوم به اجهزة الحكم باسمنا من عمالة واجرام لا ان تلاحق الوطنيين الشرفاء.