نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موفاز رفع سقف التهديد ضد ايران عشية المزاودة بين مرشحي الرئاسة الامريكية حول امام منظمة إيباك (AIPAC) عن مدى التزام كل واحد منهم بدعم وامن اسرائيل كاحد ثوابت السياسة الامريكية. لنغض النظر عما يقوله المنظرون في المنطقة العربية حول اهمية دور اسرائيل في السياسة الامريكية وكلفته بل وتخرصاتهم عن تراجعه! اذا كان ثمة نتيجة يدركها ساسة النخب البرجوازية الامريكية الحاكمة من حربهم على العراق، وللمرة الالف، فهي اهمية علاقاتهم مع اسرائيل ومدى ربحية مثل هذه العلاقة على المستوى السياسي ،الاقتصادية والاستراتيجي عموما.. وهذا موضوع آخر للنقاش.
يبقى ان الحكام العرب يسمعون هذا التهديد الاسرائيلي - الامريكي لإيران وكأن الموضوع لا يعنيهم بشئ؟! بل هم يصفقون من الداخل، فالعدو الآن حسب تعريفاتهم هو ما يسمى بــ"النفوذ الايراني" في المنطقة. لم يعد الاحتلال الامريكي للعراق واستباحة الشعب العراقي وثرواته والشعب العربي برمته تحت عدوان قائم ومستمر ولا ينبئ الا بالمزيد من المصائب.
لم يعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وفي الشتات ايضا فهو لا يشكل بالنسبة لهؤلاء اي اعاقة اووخز ضمير اذ هم انفسهم يشاركون في هذا الحصار فعليا وضمنيا. وعلى ما يبدو فإن سكوتهم عنه وتماشيهم معه بات ثمنا بسيطا يمنحه هؤلاء الحكام العرب للصهاينة مقابل ان تخلصهم من "الخطر الإيراني" المزعوم. هل هذا يفسر حمى التطبيع وزيارات تسيفني لبني وغيرها من المسؤولين الاسرائيليين لدول الخليج؟ هل هذا يفسر انفتاح هذه الدول على الاستثمارات الاسرائيلية ومنها المتورطة ببناء المستوطنات مثل شركة ليقايف الاسرائيلية للماس والتي تنوي ان تفتح فرعا لها في برج العرب - دبي؟
الضربة العسكرية الاسرائيلية-الامريكية مغامرة خطرة سيدفع ثمنها الجميع في المنطقة، هدفها تدمير بلد وشعب جاروصديق للشعوب في المنطقة العربية منذ الآف السنين. أنه شعب قدم ويقدم الكثير لنصرة القضايا العربية خصوصا بعد ان اطاح بحكم الشاه الايراني الغاشم، حيث اغلق سفارة الدولة الصهيونية وحولها مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد كان اول قرار لعمال النفظ الإيرانيين وبعد نجاح الثورة مباشرة هو وقف امدادات النفط للكيان الصهيوني. انا لا ادافع عن النظام الإيراني السلفي والمتسلط، لكنني ادافع عن حق الشعب الإيراني في الحياة والاستقلال وضد الاعتداءات المجرمة الصهيونية-الامريكية وبالتعاون مع الانظمة العربية كما حدث في حالة العراق من قبل. اعتداءات مجرمة وغير مبررة والتهديد بها ناهيك عن القيام بها هو اعتداء صارخ للمواثيق الدولية وحقوق الانسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق