يتضح اكثر فاكثر للمواطن، للآدمي في الاردن فداحة تاثير الغلاء الحالي والمتوالي على كل مسارات حياته. يتضح اكثر مسلسل تردي الاوضاع المستمر في البلاد وبدون علاج منذ عقدين من الزمان على الاقل. ويتضح اكثر ان كل المحاولات المزعومة من قبل الحكم ونهجه الاقتصادي هي من قبيل المثل القائل: "اجا يكحلها، قام عورها" اوعماها على الآخر.
وهذا اذا افترضنا انه كاين فيه نية لتكحيلها. وهذا موضوع آخر. ما احب ان اعلق عليه سريعا هو الغبار المثار من قبل بعض الاقلام حول السؤال التالي: لماذا لم يثور الشارع الاردني اوينتفض ضد موجات الغلاء هذه؟ لماذا لا يحتج مثلا؟ وهناك نتائج استطلاعات للرأي العام من مركز الدراسات الاستراتيجية تشير على العكس: ان هناك زيادة في شعبية الحكومة بعد رفع الاسعار؟! تخيلوا؟ حيث تبرع مدير المركز، د. فارس بريزات، بتفسير ما يحدث من انعدام ردات الفعل الشعبية، وقام باعادة تكرير مقولات عدنان ابوعودة حول علاقة المواطن في الاردن مع الحكم، ومهادنته لهذا الاخير، وعن سقف معارضته له، وحذرهم -اي المواطنين - من بعط المغلف معه ، المغلف اللي بيلهد قلوب الناس كون معظمهم من الموظفين الذين يعتمدون في معاشهم على الدولة. تتبع هذه التحليلات نظريات ما يعرف بـالخيار العقلاني "rational choice" في السياسة.
من ناحية اولية، يحسب لآصحاب هذه النظرة في التحليل في الاردن انهم يعتبرون ولو ضمنيا ان المواطنين اكثر تعقلا وعقلانية في خياراتهم وحرصهم على "امن البلد" و"استقراره" من اصحاب القرار. لكن يتغاضى اصحاب التحليلات من هذه الشاكلة تماما عن اشكال المقاومة الاخرى التي تمارسها فئات عديدة من المواطنين من اجل تحسين اوضاعاها المعاشية على اقل تعديل. ومنها اشكال المقاومة المنظمة وهي الاكثر اهمية في نظري، سواء الاضرابات العمالية والمهنية والتي ازداد عدد ايامها في السنوات الاخيرة سواء في القطاع العام اوالخاص على نحو يمكن معاينته بوضوح ولا يجب الإنتقاص من اهميته. اما كيف سيتطور فهذا موضوع آخر ايضا. السؤال هو لما يتم التغاضي عن هذه الاشكال والتحركات المطلبية والواسعة مؤخرا؟ ولصالح من؟ وما هي البدائل الذي يطرحها اصحاب "الخيار العقلانوي؟"
فما هو جوهر خطاب الـ"خيار العقلاني؟" من الصعب تحديد نقاط ارتكازه والتي تتحرك بازاحات دائمة بحسب الظواهر المنوي تفسيرها، انها بادعائها تفسير كل شئ تنتهي بان تفسر لا شئ. يحضرني قول كارل ماركس ان "التعقل (العقلانية) دائما حاضرة، لكن ليس بالضرورة على شكل عقلاني." عذرا لترجمتي الخاصة ومن الذاكرة. يعني شوفوا ولدوا حواليكوا كيف تكون مظاهر العقلانية هذه؟ وينها حدا قادر يشوفها؟ كيف بيظهر وبيتمظهر هـ"التعقل" هذا وما هي خياراته؟ عندما يتشكى نقيب بالامن العام لمدة ساعة كاملة لانه مش عارف وين يودي وشو يسوي بمعاشه. وهذا بيشتغل ومش عاطل عن العمل. او لما زوجة عقيد في الجيش تشكي لجارتها انه بس يجي 15 بالشهر ما بظل معها نيرة تصرف؟! كيف رح يفط وينط هالتعقل اوالعقلانية المزعومة وبوجه مين. واذا كانت ما يحدث هو "عقلاني" وقابلة فيه الناس، فكيف اللي مش عقلاني؟
اللي صاير يا اخوان، واللي باعص المثقفين واصحاب الاقلام المأجورة وبيكتبوا بتعالي وتشفي بناسنا وشعبنا في الاردن، وبطلعوا بنظريات وكأننا جنس غريب من البشر. فهم مش عارفين انه موجة الاسعار الجديدة ما فرقت كثير على اللي وضعه الاقتصادي ماكل خراء من زمان، اكيد اكلها بزيادة بلا شك،- وعذرا، لكن كما كان يقول عرار: مسبة الدين بمحلها تسبيح - لكن اللي مش ملاقي وظيفة وبجر طبلية كعك بالشارع، اوببيع شاي، اوبسوق على ترك بمصانع حمودة للالبان، اوساكن مع اولاده واولاد اولاده بغرفتين وبيت خارج، وعايشين على الخبز والشاي، وبقطعوا عمدان الكهرباء والتلفون تا يدفوا ..وغيره. هؤلاء اكلوها من زمان وانتفضوا بدل المرة ثلاث واربع مرات..بطلوا يراهنوا على الحكومة من زمان لا بالمليحة ولا بالعاطلة.
الضربة الاخيرة اجت بحضراتكم: مهنيين واصحاب وظائف عاليه ومدراء ومغتربين ، وعريطة كمان والذي من قبيله. انتوا اللي كنتوا تنظروا على المعدمين بالتعقل وعدم "خدش صورة البلد في الخارج" وما تنسوا قصة "المسيرة" والاسرة "الاردنية الواحدة" وتغنيتم اوبعضكم بـ"العرس الديمقراطي" وهو اغتصاب ديمقراطي عينك عينك لسلب الشعب اي وسيلة جماعية اوشرعية للاعتراض على الكوارث اللي بتنزل على راسها. اغتصاب للانتخابات البلدية ثم تلاه اغتصاب آخر للانتخابات البرلمانية من الحكم واجهزته بالتعاون مع راسمال المحلي والدولي وازلامه. هل جرى التحقيق كيف صرف بعض المرشحين اكثر من مليون دينار على الكرسي في البرلمان؟ طيب وين نظرية "rational choice" اذا كل معاش البرلمان وعوائده المالية واقصد المباشرة من الحكومة ما ممكن ترجع هالمبلغ حتى لو عاش النائب مية سنة. طبعا "rational choice " عندها جواب، يخزي العين.
والان وينه عنتر بن شداد، و"سيذكرني قومي اذا جد جدهم.." وبتتسألوا عن الشعب وينه؟ وينه، بالله صحيح؟! من حظكوا انه ناس هالبلد بعدها ما قالت كلمتها الاخيرة. وسواء بالتعقل اوغيرة ما ممكن ان تستمر الحالة كما هي والا فنحن نتجه لبلاد تحكمها شريعة الغاب، وفعليا.
رح اراجع المقال وادققه بعدين فتفضلوا بابداء ارائكم
وهذا اذا افترضنا انه كاين فيه نية لتكحيلها. وهذا موضوع آخر. ما احب ان اعلق عليه سريعا هو الغبار المثار من قبل بعض الاقلام حول السؤال التالي: لماذا لم يثور الشارع الاردني اوينتفض ضد موجات الغلاء هذه؟ لماذا لا يحتج مثلا؟ وهناك نتائج استطلاعات للرأي العام من مركز الدراسات الاستراتيجية تشير على العكس: ان هناك زيادة في شعبية الحكومة بعد رفع الاسعار؟! تخيلوا؟ حيث تبرع مدير المركز، د. فارس بريزات، بتفسير ما يحدث من انعدام ردات الفعل الشعبية، وقام باعادة تكرير مقولات عدنان ابوعودة حول علاقة المواطن في الاردن مع الحكم، ومهادنته لهذا الاخير، وعن سقف معارضته له، وحذرهم -اي المواطنين - من بعط المغلف معه ، المغلف اللي بيلهد قلوب الناس كون معظمهم من الموظفين الذين يعتمدون في معاشهم على الدولة. تتبع هذه التحليلات نظريات ما يعرف بـالخيار العقلاني "rational choice" في السياسة.
من ناحية اولية، يحسب لآصحاب هذه النظرة في التحليل في الاردن انهم يعتبرون ولو ضمنيا ان المواطنين اكثر تعقلا وعقلانية في خياراتهم وحرصهم على "امن البلد" و"استقراره" من اصحاب القرار. لكن يتغاضى اصحاب التحليلات من هذه الشاكلة تماما عن اشكال المقاومة الاخرى التي تمارسها فئات عديدة من المواطنين من اجل تحسين اوضاعاها المعاشية على اقل تعديل. ومنها اشكال المقاومة المنظمة وهي الاكثر اهمية في نظري، سواء الاضرابات العمالية والمهنية والتي ازداد عدد ايامها في السنوات الاخيرة سواء في القطاع العام اوالخاص على نحو يمكن معاينته بوضوح ولا يجب الإنتقاص من اهميته. اما كيف سيتطور فهذا موضوع آخر ايضا. السؤال هو لما يتم التغاضي عن هذه الاشكال والتحركات المطلبية والواسعة مؤخرا؟ ولصالح من؟ وما هي البدائل الذي يطرحها اصحاب "الخيار العقلانوي؟"
فما هو جوهر خطاب الـ"خيار العقلاني؟" من الصعب تحديد نقاط ارتكازه والتي تتحرك بازاحات دائمة بحسب الظواهر المنوي تفسيرها، انها بادعائها تفسير كل شئ تنتهي بان تفسر لا شئ. يحضرني قول كارل ماركس ان "التعقل (العقلانية) دائما حاضرة، لكن ليس بالضرورة على شكل عقلاني." عذرا لترجمتي الخاصة ومن الذاكرة. يعني شوفوا ولدوا حواليكوا كيف تكون مظاهر العقلانية هذه؟ وينها حدا قادر يشوفها؟ كيف بيظهر وبيتمظهر هـ"التعقل" هذا وما هي خياراته؟ عندما يتشكى نقيب بالامن العام لمدة ساعة كاملة لانه مش عارف وين يودي وشو يسوي بمعاشه. وهذا بيشتغل ومش عاطل عن العمل. او لما زوجة عقيد في الجيش تشكي لجارتها انه بس يجي 15 بالشهر ما بظل معها نيرة تصرف؟! كيف رح يفط وينط هالتعقل اوالعقلانية المزعومة وبوجه مين. واذا كانت ما يحدث هو "عقلاني" وقابلة فيه الناس، فكيف اللي مش عقلاني؟
اللي صاير يا اخوان، واللي باعص المثقفين واصحاب الاقلام المأجورة وبيكتبوا بتعالي وتشفي بناسنا وشعبنا في الاردن، وبطلعوا بنظريات وكأننا جنس غريب من البشر. فهم مش عارفين انه موجة الاسعار الجديدة ما فرقت كثير على اللي وضعه الاقتصادي ماكل خراء من زمان، اكيد اكلها بزيادة بلا شك،- وعذرا، لكن كما كان يقول عرار: مسبة الدين بمحلها تسبيح - لكن اللي مش ملاقي وظيفة وبجر طبلية كعك بالشارع، اوببيع شاي، اوبسوق على ترك بمصانع حمودة للالبان، اوساكن مع اولاده واولاد اولاده بغرفتين وبيت خارج، وعايشين على الخبز والشاي، وبقطعوا عمدان الكهرباء والتلفون تا يدفوا ..وغيره. هؤلاء اكلوها من زمان وانتفضوا بدل المرة ثلاث واربع مرات..بطلوا يراهنوا على الحكومة من زمان لا بالمليحة ولا بالعاطلة.
الضربة الاخيرة اجت بحضراتكم: مهنيين واصحاب وظائف عاليه ومدراء ومغتربين ، وعريطة كمان والذي من قبيله. انتوا اللي كنتوا تنظروا على المعدمين بالتعقل وعدم "خدش صورة البلد في الخارج" وما تنسوا قصة "المسيرة" والاسرة "الاردنية الواحدة" وتغنيتم اوبعضكم بـ"العرس الديمقراطي" وهو اغتصاب ديمقراطي عينك عينك لسلب الشعب اي وسيلة جماعية اوشرعية للاعتراض على الكوارث اللي بتنزل على راسها. اغتصاب للانتخابات البلدية ثم تلاه اغتصاب آخر للانتخابات البرلمانية من الحكم واجهزته بالتعاون مع راسمال المحلي والدولي وازلامه. هل جرى التحقيق كيف صرف بعض المرشحين اكثر من مليون دينار على الكرسي في البرلمان؟ طيب وين نظرية "rational choice" اذا كل معاش البرلمان وعوائده المالية واقصد المباشرة من الحكومة ما ممكن ترجع هالمبلغ حتى لو عاش النائب مية سنة. طبعا "rational choice " عندها جواب، يخزي العين.
والان وينه عنتر بن شداد، و"سيذكرني قومي اذا جد جدهم.." وبتتسألوا عن الشعب وينه؟ وينه، بالله صحيح؟! من حظكوا انه ناس هالبلد بعدها ما قالت كلمتها الاخيرة. وسواء بالتعقل اوغيرة ما ممكن ان تستمر الحالة كما هي والا فنحن نتجه لبلاد تحكمها شريعة الغاب، وفعليا.
رح اراجع المقال وادققه بعدين فتفضلوا بابداء ارائكم