اخر عدد | الحوار المتمدن

٢٥ حزيران ٢٠٠٨

عمّال ملح الصافي ونقابة المناجم والتعدين؟

قررت نقابة المناجم التعدين العودة إلى رشدها وقبول عمال ملح الصافي في عضويتها:

"..وأشار إلى أنه تلقى تطمينات من نقابة عمال المناجم والتعدين تفيد بموافقة النقابة على إدراج عمال وحدة ملح الصافي في كشوفات العضوية لهئيتها العامة، ما سيحمل القضية تصعيدا نقابيا يلتزم تدخل اتحاد النقابات العمالية بشكل اساسي."


نقابة المناجم والتعدين ارتكبت خطأ فادح في عدم شمول هؤلاء العمال في عضويتها. وخطورة هذا التصرف تكمن في انه يفتح ثغرة نحو تقسيم الجسم العمالي ويسهل على الشركة الكيل لهم بمكاييل مختلفة بحسب ما تراه مناسبا وما يضرب روح التضامن بينهم. روح التضامن والثقة المشتركة بين العمال هي سلاحهم الوحيد، وهذا ما ادركه عمال ملح الصافي ويطالبون نقابة التعدين باحتضان قضيتهم. نقابة المناجم والتعدين تقوي موقعها من خلال اتساع قاعدتها العمالية وديمقراطية قراراتها وشفافيتها مع العمال وبهم.

الشركة والحكومة من خلفها تلعبان لعبة قذرة. شركة البوتاس حققت ارباح خيالية في الاعوام الاخيرة وخصوصا وان اسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر والطلب على الاسمدة والاملاح على اشده دوليا. انها شركة دخلت على شركة جاهزة وهي شركة احتكارية طبيعية وفعلية بالمعني الاقتصادي. لقد ذكرت في السابق، ان من مصلحة الاقتصاد الاردني ان يفرض ضرائب متصاعدة على هذه الشركة ويناصر حقوق العمال بربط دخولهم بسلم التضخم وضمان كافة انواع الاعانات والسكن والتنقل وساعات العمل والتغطية الصحية والتعليم وكل مطالب العمال. الشركة لن تغامر بترك الموقع حتى ولو كان ربحها يساوي اوقريب من الصفر ما زالت تستطيع ان تصدر وبارقام عاليه كما هو الحال الآن. هذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها ممكن ان يبقى بعض المال المنهوب من الاستثمارات الخاصة هذه ليدور في البلد ويرفع مداخيل ابنائها.

يجب الضعط من قبل كافة مؤسسات المجتمع المدني وكل المواطنين والقضاة والبرلمانيين على الحكومة وهذه الشركات لانصاف العمال. المطلوب من هذه الشركات ان تسعى لتبرير موقفها وتعنتها امام العمال وليس العكس. يجب مناصرة الاضراب سواء في المصنع اوفي الحركة ونقل المنتج وتوزيعه وفي الموانئ ايضا. فقط روح تضامن العمال عبر كل مراحل الانتاج والتوزيع والنقل وعبر اكثر من صناعة هي الضمانة الرئيسية إن لم تكن الوحيدة لانتزاع مطالبهم.

هناك تعليق واحد: